أحمد فايق يكتب : «مصمصة» مصر فى الطريق الصحراوى
طوال الـ10 سنوات الماضية عاشت مصر فى الحرام مع رجلين، الأول نظام مبارك والثانى هم الإخوان المسلمين، لقد تربينا وتعلمنا على أن الأرض لها ثمن، لذا لا يوجد أحد فى مصر لا يعرف محمد أبوسويلم فى فيلم الأرض الذى روت دماؤه الزرع رفضا لفتح طريق للباشا فى الزراعية، لقد ضحكنا مئات المرات على عواد الذى باع أرضه وفقد عرضه، من حكم أبوسويلم الخالدة «الناس عايزه الأرض.. والأرض عايزه مياه.. والمياه عايزه واسطة.. والواسطة سرايا.. والسرايا عايزه طريق.. والطريق عايز نهبه.. والنهبه الفقير اللى هو احنا».
لقد فرطنا فى الأرض لصالح رجال أعمال مبارك طوال السنوات الماضية فى الطرق الرئيسية، وفرطنا له لصالح مقاولى الإخوان المسلمين فى المناطق الشعبية.
إن مايحدث فى طريق مصر الإسكندرية الصحرواى وأسيوط الغربى والسويس والإسماعيلية هو نهب لثروات مصر بدون رقيب، لقد خسرت مصر أراضى تقدر بـ145 مليار جنيه فى أقل من 10 سنوات، حصل رجال الأعمال على هذه الأراضى بما لا يتجاوز 10 آلاف جنيه للفدان، وبنوا عليها ڤيللات وقصور وباعوها للمصريين بالملايين، حصلوا على الأراضى من الدولة باعتبارها أراضى زراعية ثم حولوها لمنتجعات سكنية للأثرياء، وضعوا أيديهم على أراضى أخرى، ودفعوا الرشاوى للمحليات والأحياء وحكومات مبارك، هؤلاء يمارسون بلطجتهم حتى الان، ويقولون إنهم دفعوا ثمن الاراضى رشوة؟! فى نفس الوقت انفرد الإخوان بالمناطق الشعبية والعشوائيات، بنوا أبراجا 13 دوراً على شوارع لا تزيد عن 7 أمتار، وباعوا الشقق بأسعار اقتصادية وقدموا نفس الرشوة للأحياء والمحليات وحكومات مبارك، الفساد ليس له أيدولوجية لكن لديه مبدأ واحداً فقط وهو نهب البسطاء لصالح من يدفع أكثر، الاثنان خربا مصر، لذا عاش الإخوان ونظام مبارك فى سلام، يدافعون عن مصالح بعضهما البعض، إن مصر الجديدة يجب أن تخلو من ذيول الإخوان وفلول مبارك الفاسدين، سيادة الرئيس عبد الفتاح السيسى لا تتردد لحظة واحدة فى إعادة أموال المصريين المنهوبة، عليهم أن يدفعوا ثمن هذه الاراضى فورا، أو يتم إعادتها للدولة، فهيبة الدولة ليست فقط فى مواجهة الارهاب والفوضى فقط إنما فى إستعادة حقوق البسطاء المهدرة، وإعطاءنا أمل أن فى مصر من يسأل عن شعبها، ويعيد ثرواتها المنهوبة، فهؤلاء مثل السوس ينخرون فى جسد الدولة حتى يأكلون خيراتها، وفى وقت الازمات يركبون طائراتهم الخاصة بحثا عن دولة اوروبية ينفقون فيها أموال المصريين، أو دولة أخرى مثل مصر ينخرون جسدها، إن السوس ينخر فى جسد الوطن منذ سنوات وان الآوان أن نضع له حدا، والحل الوحيد هو القطع والمواجهة بحسم وليس المواءمة أو الخوف، حتى لو كانوا يمتلون لوبى فى الاعلام يدافع عنهم، أو مافيا من كبار الموظفين يحمون مصالحهم، فمن ينحاز للمصريين لن يستطيع أحد فى العالم الوقوف امامه، لقد إنحاز محمد على للمصريين فقدسوه وكرموه وجعلوه إماما للإصلاح، وإختار جمال عبد الناصر المصريين وصوره تعلق على جدران البيوت حتى الان، وأبناؤه لايستطيعون أن يسيروا فى الشوارع من إلتفاف المحبين حولهم، فسيرة الأب العطرة تورث للابناء والأحفاد، ومبارك لا يستطيع ان يسير فى الشارع هو أو أبناؤه حتى لا يأكله الناس فى الشارع، ومن يحبونه يتمنون له الموت فقد أصبح عبئا على الجميع، ومرسى إختار جماعته وعشيرته ولم يتبق له سوى بضعة خرفان «يمأمئون» له وإرهابيون يفجرون أجساد البسطاء.