هانى عبدالله يكتب : انفراد: «الوثائق الأمريكية» عن عنف جماعة «الإخوان» الإرهابية!

مقالات الرأي


إن شئت؛ احبس أنفاسك، كما تريد.. لكن.. افتح عقلك، جيدًا؛ لتعرف لماذا تكيل الإدارات الأمريكية – دائمًا – بمكيالين.. ترى ما تريد، وقتما تريد.. وتتعامى عما ترى، وقتما ترى.. فبالتزامن مع اقتراب وصول «إدارة أوباما» للمكتب البيضاوى بالبيت الأبيض، كان العديد من الجهات «الرسمية» الأمريكية «سى. آى. إيه – إف. بى. آى... إلخ» يمتلك أدلة متنوعة على أن العنف والإرهاب مكونًا رئيسيًا من مكونات الفكر الإخوانى، فضلاً عن ذراعها العسكرية «حركة حماس».. ففى قضية «مهمة» عرفت طريقها للقضاء الأمريكى بالعام 2008م، عن تمويل الإرهاب - لكنها لم تأخذ طريقها، بشكل تفصيلى، للإعلام المصرى «!» - كان أن وضعت أجهزة المعلومات الأمريكية يدها على نحو 600 وثيقة من وثائق «العنف الإخوانى».. وكان أن بينت تلك الوثائق ارتباط الذراع العسكرية للتنظيم الدولى «حركة حماس» بالعديد من أواصر الصلة والتنظيمات الجهادية المتطرفة.

تنوعت الأدلة التى تثبت تورط «حماس» فى أعمال الإرهاب، بين تسجيلات هاتفية، ولقاءات مصورة لقيادات تنظيم الإخوان الدولى بأمريكا.. فضلاً عن العديد من المكاتبات و«التحويلات البنكية» التى كانت تدعم العنف و استخدام السلاح.

عُرفت تلك القضية، بقضية منظمة الأرض المقدسة، وتورطها فى تمويل الإرهاب «Holyland Terror Funding Trial».. وطالت – إذ ذاك – العديد من قيادات التنظيم الدولى بأمريكا، وعلى رأسهم «موسى أبو مرزوق».. لكن.. كانت «الخبيئة» الحقيقية التى وقعت بين أيدى أجهزة المعلومات الأمريكية، وتم ضمها للقضية، نحو 50 وثيقة تم الحصول عليها من منزل القيادى الإخوانى «إسماعيل سليم البراس»، مؤسس مسجد «دار الهجرة» بولاية فيرجينيا.. وفضلاً عن المكاتبات ومحاضر الاجتماعات الخاصة بالتنظيم، كان ثمة وثيقة تشرح هذا الجانب بشكل تفصيلى.

حملت الوثيقة – كانت الوثيقة باللغة العربية، وتمت ترجمتها للغة الإنجليزية، بمعرفة المحققين الفيدراليين – عنوان: «مذكرة تفسيرية – الهدف الاستراتيجى العام للجماعة فى أمريكا الشمالية».. وكانت تعكس فى مضمونها، أن التنظيم الدولى بات قاب قوسين أو أدنى من «التمكين للدعوة فى القارة»، ومن ثمَّ.. على الحركة أن تستعد جيّدًا لمرحلة الجهاد الداخلى، وبسط هيمنتها على الجالية الإسلامية هناك؛ لدعم دولة الخلافة، أينما كانت.. ويجب على الحركة التخطيط، والنضال من أجل الحصول على «مفاتيح»، وأدوات تنفيذ تلك المهمة الكبرى.. وأن أفراد التنظيم «الإخوان» يجب أن يدركوا أن عملهم فى أمريكا، هو نوع من الجهاد الأكبر للقضاء على الحضارة الغربية من الداخل.

واقع الحال.. أن الإدارة الأمريكية الجديدة– فى تلك الأثناء – كانت قد بنت تصوراتها لمستقبل الشرق الأوسط، على الاعتماد على «شريك حكم» إسلامى.. وهى رؤية ساهمت فى صياغتها – بشكل كامل – إدارة تحليل استراتيجيات الإسلام السياسى بالمخابرات المركزية «C.I.A».. ومن ثمَّ.. دعّم «أوباما» – فى وقت مبكر – الفصل بين حركة «حماس» من جانب، والتنظيم «الأم» فى مصر، من جانب آخر.. وأن يتم وضع حركة «حماس» على قائمة المنظمات الداعمة للإرهاب، بينما يواصل رجال إدارته محادثاتهم «السرية» مع قيادات الجماعة المصريين، واستخدام تلك الورقة للضغط على الجماعة بعد أن تصل للحكم«!»

وهى استراتيجية، عرفت طريقها داخل الوكالة، فى أعقاب أحداث 11 سبتمبر مباشرة، إذ كانت تستهدف الارتباط بشركاء إسلاميين فى الشرق الأوسط؛ لاحتواء سهام العنف التى طالت البيت الأمريكى من الداخل، كما عكست وثيقة «إسماعيل البراس» السابقة.

فبعد أحداث 11 سبتمبر ، كان أن استدعى «البيت الأبيض»، أحد ضابط وكالة الاستخبارات المركزية؛ لمعرفة موقف العالم الإسلامى من الأحداث.

حينها.. قال الرجل: اهتمامنا بالعالم الإسلامى لا علاقة له بالإسلام، فلا علاقة لنا بكم هى عدد الصلوات الّتِى يؤديها المسلم فى اليوم.. ولا كم هى عدد المرات الّتِى يذهب خلالها للجامع.. نحن نهتم فى «C. I. A» بمن يستخدمون «الدين» لتحقيق أهداف سياسية.. سواء أكانوا أحزابًا أم جماعات أم تنظيمات.. وسواء أكان ما يفعلونه قانونيًّا أم «غير قانوني».. فكيف لنا أن نتحدث عن مصر على سبيل المثال، من دون أن نرتبط بالإخوان «؟!»

.. وكان هذا اللقاء – فضلاً عن وثائق العنف الإخوانى، الملحقة بقضية «الأرض المقدسة» - إيذانًا ببدء عملية الارتباط بالجماعة فى مصر «!»

لكن.. على الجانب التنظيمى، كان للوثيقة المضبوطة بمنزل إمام مسجد «دار الهجرة» بولاية فيرجينيا، أثرها الكبير فى كشف شبكة الإخوان الكاملة داخل الولايات المتحدة الأمريكية، إذ بينت الوثيقة أن التنظيم يعمل عبر 29 منظمة رئيسية.. إلى جانب المنظمات الإسلامية الصديقة بالقارة.. وكانت هذه المنظمات، على سبيل الحصر:

ISNA- MSA- MCA-AMSS-AMSE-IMA-ITC-NAIT-FID-IHC-ICD-ATP-AVC-IBS-MBA-MYNA-IFC-IPAC-IED-MAYA-MISG-IAP-UASR-OLF-MIA-ICNA-BMI-IIIT-IIC.