جدل واسع حول العودة المحتملة لرئيس أفريقيا الوسطى الأسبق

عربي ودولي


أثارت رسالة رئيس أفريقيا السابق، فرانسوا بوزيزيه، التي توجّه بها إلى مواطني بلاده، والتي أشارت إلى عودته المحتملة للمشهد السياسي، ردود أفعال متضاربة من قبل ميليشيات أنتي بالاكا المسيحية، ورفضًا من ميليشيات سيليكا ذات الغالبية المسلمة.

ويعيش بوزيزيه حاليًا بالمنفى في الكاميرون، منذ الإطاحة به في 24 مارس/ آذار من عام 2013، من قبل تحالف سيليكا الذي يقوده ميشيل دجوتويا ، بعد 10 سنوات من الحكم حيث تقلّد الحكم، إثر انقلاب، في 15 مارس/ آذار 2003.

ومن منفاه بالكاميرون، أرسل بوزيزيه ، أمس، رسالة ضمّنها قراءته للوضع الاجتماعي والسياسي والاقتصادي في جمهورية أفريقيا الوسطى، وفقا لنصّ الرسالة التي تلقّت وكالة الأناضول نسخة منها.

وأثار خروج الرئيس السابق عن صمته جدلاً واسعًا من قبل العديد من التشكيلات السياسية في أفريقيا الوسطى، خصوصا أنّه لمّح، لمرّات متواترة، في رسالته، بأنّ عودته إلى الساحة السياسية أمر وارد، وذلك بغرض تقديم ترشّحه لانتخابات العام 2015.

وقال بوزيزيه ، في رسالته: لا بدّ من المرور عبر الحوار معي، بحضور جميع المسؤولين عن الفوضى في أفريقيا الوسطى، بدءًا بـ ميشيل دجوتويا (رئيس البلاد الذي أعقبه).. عكس ذلك، لا أرى سبيلا يمكّن أفريقيا الوسطى من تجاوز أزمتها .

وتعقيبا على الرسالة، قال المتحدّث باسم أنتي بالاكا ، إيغور لاماكا، إنّ عناصر حركته لا تعترف بتصريحات بوزيزيه ولا تدعمه.

وأضاف، نحن جزء من شعب أفريقيا الوسطى، ولسنا جزءًا تابعًا للرئيس السابق.. نحن مع التنمية، ولهذا السبب تحوّلت حركتنا إلى حزب سياسي .

لكن جواشيم كوكاتيه ، أحد عناصر أنتي بالاكا ، رأى أن عودة بوزيزيه إلى الساحة السياسية لا تمثّل مشكلة .

وأضاف بوزيزيه مواطن من أفريقيا الوسطى، ويتمتّع، تبعا لذلك، بجميع حقوقه المدنية والسياسية، وإلى أن يثبت ما يمكن أن يحرمه منها، فإنّه لا يخضع لأيّ تتبّع قضائي؛ ولهذا، ومهما يقال، هناك دائما ما يسمّى بافتراض البراءة .

ومضى قائلا: كما أنّ إرسال الرئيسة المؤقتة (كاترين سامبا بانزا) بمبعوثين إلى كلّ من دجوتويا وبوزيزيه، دليل على أنّ للرجلين مكانة في اللعبة السياسية في أفريقيا الوسطى؛ فإن كان أعلى هرم في الدولة معترفا بهذه الشخصيات، فلا شيء يمنع، إذن، هذه الأخيرة من لعب دورها، ولهذه الأسباب لا نرى مانعا في عودة بوزيزيه إلى المشهد السياسي .

موقف لا تتّفق معه قيادات ميليشيات سيليكا ، حيث قال نائب رئيسها، غوترو دجونو، إنّ نظام الرئيس السابق، وفترة حكمه يشكّلان الحقبة الأكثر قتامة في تاريخ البلاد ّ.

واعتبر أن شعب أفريقيا الوسطى وقع في فخّ، حيث كان هو (بوزيزيه) وعائلته من ينهب ثروات البلاد، كما لم يحدث أبدا وأن قتل وذبح وشوّه وعومل بطريقة وحشية عدد بحجم ما حصل خلال فترة حكمه .

أمّا من جانب حكومة أفريقيا الوسطى، فلم يسجّل أي تعقيب حول رسالة الرئيس السابق حتى الساعة 16: 20 تغ اليوم الخميس.

وانحدرت أفريقيا الوسطى، الغنية بثروتها المعدنية، في مارس/ آذار من العام الماضي، إلى دوامة من العنف، وشهدت حالة من الفوضى والاضطرابات بعد أن أطاح مسلحو مجموعة سيليكا ، ذات الغالبية المسلمة، بالرئيس فرانسوا بوزيزيه، وهو مسيحي جاء إلى السلطة عبر انقلاب في عام 2003، ونَصَّب بدلاً منه المسلم ميشيل دجوتويا كرئيس مؤقت للبلاد.

وتطور الأمر إلى اشتباكات طائفية بين سكان مسلمين ومسيحيين وشارك فيها مسلحو سيليكا ومسلحو أنتي بالاكا ، أسفرت عن مقتل المئات، وفقًا لتقديرات وكالة الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، ما أجبر دجوتويا على الاستقالة من منصبه، في شهر يناير/ كانون الثاني 2014 بفعل ضغوط دولية وإقليمية؛ وتنصيب كاثرين سامبا بانزا رئيسة مؤقتة للبلاد.

واستدعت الأزمة تدخّل فرنسا عسكرياً، كما نشر الاتحاد الأفريقي بعثة لدعم أفريقيا الوسطى باسم ميسكا ، ثم قرر مجلس الأمن الدولي، في العاشر من مايو/ آيار الماضي، نشر قوة حفظ سلام، تحت اسم مينوسكا ، مكونة من 12 ألف جندي، بدأت بالانتشار الفعلي منذ منتصف سبتمبر/ أيلول الماضي.