منشقون عن الجيش السوري يكشفون أهداف الغارة الإسرائيلية

عربي ودولي


قصفت إسرائيل، الأحد، مواقع عسكرية سورية في الديماس، وقرب مطار دمشق الدولي، ويعتقد أنَّ القصف استهدف المنظومة الصاروخية، دفاع-جوي ( BYK-M2E)، على عكس ما تردد في وسائل الإعلام حول استهداف الطيران الإسرائيلي شحنة أو منصات صواريخ إس 300 كانت متجهة إلى حزب الله.

الضابط المنشق في سلاح الصواريخ أحمد، أكد أنَّ الجيش السوري لا يمتلك صواريخ إس 300. وأفاد بأن المنظومة BYK-M2E، تعد أحدث وأقوى منظومة دفاع جوي متوسطة المدى في العالم، روسية الصنع، من إنتاج شركة روسيا أبرونا، وتسلم الجيش العربي السوري أول دفعة من هذه المنظومة في شهر آذار/مارس 2010، وسلمت إلى عدد من الكتائب القتالية، وكتيبة فنية واحدة. وتتوزع الكتائب القتالية في المنطقة الساحلية والوسطى ودمشق وما حولها . فالقدرات القتالية لهذه المنظومة قادرة على التصدي لطيران التحالف والطيران الإسرائيلي.

ويُعتقد بأن الضربات الإسرائيلية ركزت على هذه المنظومة والصواريخ التي يمكن نصبها على منصاتها، يقول الضابط المنشق أحمد: إسرائيل تخشى من وقوع هذه المنظومة بيد غير مسؤولة، حسب التعبير الإسرائيلي. ذلك سيشكل خطراً عليها، وإن لم يشكل خطراً فإنه سيسبب قلقاً في الحد الأدنى، وإسرائيل قامت على فكرة الأمن، ولا يمكن لإسرائيل أن تتركَ مستقبلها الأمني عرضة للتخمين .

توقيت الضربات، يُرجح بأنَّ الصواريخ المستهدفة، كانت متجهة لجهة ما، لا تأمنها إسرائيل. فالصواريخ موجودة منذ العام 2010، وقد أفاد صف الضابط محمود، أنَّ الجيشَ السوري نفذ أربعة مشاريع رمي، بهذه المنظومة على أهداف حقيقية، وجميعها كانت ناجحة، و على حد علمي لم تنفذ كل الكتائب مشاريعها بسبب انطلاق الثورة السورية، وانشغال الجيش بقتال الثوار واحتلال المدن . وأشار صف الضابط إلى أنَّ النظام دأب على نقل هذه المنظومة، بشكل دوري، من مكان إلى آخر، لأسباب أمنية.

والجدير ذكره، أنَّ المنظومة BYK-M2E عبارة عن عربات مجنزرة يسهل نقلها كالعربة النارية (COY)، وهي عربة مجنزرة ذاتية الحركة تحمل على متنها قواعد أربعة صواريخ، بالإضافة الى المحطة الرادارية والكاميرا التلفزيونية، وتمتلك المنظومة القدرة على كشف الهدف من مسافة 150 كيلومتر، وإصابته من مسافة 55 كيلومتراً.

ويرى قسم من المتابعين أنَّ الغارات الإسرائيلية قد تمهد لإقامة منطقة حظر جوي، ومنطقة الحظر الجوي تحتم ضرب هذه المنظومة. يقول الضابط المنشق حسان: فرض حظر جوي لا بدّ أن يرتكز على تأمين الحماية للطائرات التي ستقوم بالحظر، وذلك لا يتمّ إلا بضرب منظومات الدفاع الجوي كافة . إلا أنَّ ضباطاً آخرين، يرون بأنَّ هدف الضربات هو تجريد سوريا من السلاح الاستراتيجي الثاني، الذي يمكن أن يردع إسرائيل، بعد تسليم النظام لسلاحه الكيماوي. يقول النقيب المنشق أبو محمد: منظومات صواريخ الدفاع الجوي لا تشكل أي خطر على الشعب السوري، بل هي ثروة وطنية، فالثوار لا يمتلكون طائرات تخشى صواريخ بوك، فليس للمنظومة أيّ دور في الداخل، فالشعب حريص على تدمير صواريخ أرض أرض التي تدمر المدن .

لكن من المؤكد أنَّ تجريد النظام من الأسلحة الاستراتيجية، سيضعف موقفه التفاوضي، عندما يبدأ فعلياً العمل على حل سياسي جدي من قبل القوى الدولية. وربما يتجاوز الأمر سوريا إلى إيران، ولا سيما إذا أخذنا الرواية التي تزعم أنَّ قسماً من هذه الصواريخ كانت وجهته حزب الله. يقول المحامي عمرو المحمد: إسرائيل لم تستفد من الغارات فحسب، بل استفادت من كل الأزمة السورية، عبر تدمير الجيش السوري، واستنزاف حزب الله، وإضعاف إيران، وتدمير سوريا، وضرب البنية الاجتماعية، وهذا السبب الرئيسي في استمرار الأزمة وبقاء نظام الأسد حتى الآن . فالغارات الإسرائيلية ستنعكس بلا شك على الوضع السياسي.

أيّاً تكن الأهداف التي استهدفتها الغارة الإسرائيلية، فإنها استندت إلى معلومات استخباراتية قوية، تطلبت تدخل سلاح الجو الإسرائيلي حفاظاً على أمن إسرائيل.

نقلاً عن موقع المدن