خبراء أمنيون عن موجة إغلاق السفارات الأوروبية : "لعب دول" يؤثر على الاقتصاد المصري
رحاب جمعة- إيريني صفوت- محمد دياب
إسماعيل: السفارات تعمل في الإسكندرية والإرهاب في كل مكان
الدمرداش: أستبعد أن يكون الإغلاق بسبب الحالة الأمنية
مسلم: قرار غلق السفارات إحتياطي .. وسيؤثر سلبًا على الاقتصاد
فؤاد: بريطانيا تتخوف من تهددات قادمة من الجماعة بعد موقفها منها
سويلم: اغلاق السفارات جاء بناءً على تقارير مخابراتها بأنها مستهدفة
أثار قرار سفارات بعض الدول الأوروبية بإغلاق مقراتها بالقاهرة حالة من الجدل الشديد وسط تساؤلات كثيرة حول هذا القرار، وتخوفات من وجود خطر يهدد الأمن المصري خلال الفترة القادمة.
فقد أغلقت السفارات الكندية ونظيراتها البريطانية والأسترالية مقراتهم، إثر وجود تقارير صادرة منذ بداية ديسمبر الجاري، تفيد بثبوت مخططات لتنفيذ هجمات إرهابية ستستهدف السفارات في القاهرة, ومن جانب آخر جاءت تحذيرات مماثلة من السفارة الأمريكية والأسترالية لرعاياها.
وطالبت تلك السفارات بإعادة النظر في خططهم للتوجه إلى البلاد، بسبب التوتر السياسي المستمر، واحتمالات وقوع هجمات إرهابية، كما حذروا مواطنيهم بتجنب جميع المظاهرات, وحذروا الصحفيين الأجانب من التواجد في الحشود الكبيرة حيث أن قوات الأمن المصرية استهدفت الصحفيين الأجانب على نحو متزايد خلال الأشهر الأخيرة، واستجوبتهم واعتقلت بعضهم حسب بيان السفارة الكندية.
وقد أكد مجموعة من الخبراء الأمنيين أن موقف السفارات الأوروبية يدل على وجود تهديدات وصلتهم باستهداف رعاياهم في مصر، لافتين إلى أن منطقة السفارات مؤمنة تماماً ولا يمكن حدوث أي أعمال ارهابية فيها خاصة في ظل حالة الاستنفار الأمني الموجودة بها منذ فترة كبيرة، فيما رأى آخرين أن الموقف يدل على أن هذه الدول تريد أن تحرج مصر اظهارها أمام العالم أنها دولة غير مستقرة.
فقال اللواء مصطفى إسماعيل، الخبير الأمني، إن ما تم أمس واليوم من غلق أبواب السفارات أمام مواطنيها بسبب تخوفهم من وجود مخططات إرهابية مجرد شائعات ولا يوجد أي إشارة لذلك، مفسراً هذه المواقف بأنها لعب دول .
وسخر الخبير الإمني من إغلاق ووقف خدمات بعض السفارات ، قائلا أن الذي يريد أن يعمل شئ لا ينوه قبله ، لافتًا إلى أن السفارة البريطانية بالإسكندرية تمارس أعمالها بشكل طبيعي .
وأوضح أن أيادي الإرهاب موجودة في كل مكان وليست في القاهرة فقط، متسائلاً لماذا السفارة البريطانية بالأسكندرية لم تغلق أبوابها مثل القاهرة .
فيما أكد اللواء علي الدمرداش- مدير أمن القاهرة, أن الحالة الأمنية الموجودة بالقاهرة عموماً وبمنطقة السفارات خاصة, يوجد بها إستنفار أمني, فضلا عن الحرب الدائرة بين أجهزة الأمن والإرهاب.
وأكد الدمرداش, في تصريحه لـ الفجر أنه تواجد اليوم في منطقة السفارات بصحبة مدير المباحث ومدير المرور, ومساعد أول مدير الأمن, وتفقدوا حالة الاستنفار الأمني الموجودة في المنطقة.
وأشار إلى أن وزير الداخلية قام صباح اليوم أيضاً بزيارة مفاجأة للمنطقة, لتفقدها والإشراف على الحالة الأمنية هناك, مؤكدا أن الحالة الأمنية للسفارات مستقرة, ومستبعداً أن يكون غلق السفارات بسبب الحالة الأمنية خاصة وأنها مستقرة تماماً في هذه المنطقة.
وتمنى اللواء طلعت مسلم- الخبير الأمني, أن تكون المعلومات عن غلق السفارات غير صحيحة، مشيرًا إلى أن أجهزة الأمن تحاول بذل كافة الجهود للتصدي للعمليات الإرهابية بالبلاد .
وأوضح في تصريح خاص لـ الفجر ، أن غلق أبواب السفارت وتعليق خدماتها لفترة محدودة، إجراء احتياطي حرصاً على رعاياها وليس أكثر من ذلك.
وأوضح مسلم ، أنه في حالة غلق أبواب السفارات وتعليق الخدمات وتحذير مواطنيها من السفر لمصر، سيؤثر سلبًا على مصر من الناحية الإقتصادية، إثر توقف السياحة .
وأرجع اللواء نبيل فؤاد- الخبير الاستراتيجي والعسكري, السبب وراء ذلك الحدث لثلاثة أسباب الأول هو احتمالية أن تكون الاجهزة الأمنية بهذه الدول لديها معلومات بحدوث موجة من أحداث العنف في الفترة القادمة مما اضطرها لصدور هذا القرار.
والثاني أن تكون تلك الدول أو سفاراتها قد تلقت تهديدات باستهداف رعاياها أو أماكنها، مما جعلها تلجأ للقرار ايضا، مضيفاً أن الاحتمال الثالث والأخير هو أن يكون لديها نوايا لاتخاذ موقف حاد من جماعة الإخوان المسلمين، وذلك الأمر الذي سيعقبه تهديد الجماعة الارهابية لرعاياهم مما اضطروا لسحبهم .
وأضاف فؤاد لـ الفجر أن الاحتمال الثالث قد أكدته تلك الضغوط التي تشنها بريطنيا على الولايات المتحدة في الفترة الأخيرة لاتخاذ موقف صارم واعتبار الجماعة ارهابيه.
فيما فسر اللواء حسام سويلم- الخبير الأمني والاستراتيجي، اغلاق السفارات أنها جاءت بناءً على تقارير مخابرات تلك الدول التي تفيد بأن هناك أعمال ارهابية تستهدفهم في الفترة القادمة بمصر مما جعلها تصدر هذه القرارات خوفا علي رعاياها من ان يلحقهم سوء.
وأضاف سويلم لـ الفجر أنه لايتوقع ان تتصاعد الاحداث لان تعتبر تلك الدول مصر بؤرة ارهابية، مشيراً إلى أن هذا تهويل من الأمر برغم أنه بسيط جدا ويحدث بأي دولة بالعالم.