ننشر السبب الحقيقي لتعليق خدمات السفارة البريطانية في القاهرة

أخبار مصر


في إجراء مفاجئ، أعلنت السفارة البريطانية في القاهرة أمس عن تعليق خدماتها العامة، مؤكدة استمرار العمل بمكتب القنصلية العامة في الإسكندرية بشكل طبيعي. وقالت مصادر عاملة بالسفارة أمس إن «القرار يعود لأسباب أمنية».. من دون مزيد من التوضيح حول طبيعة هذه الأسباب أو موعد استئناف العمل بالسفارة.


وبينما أكدت الخارجية المصرية أنه «إجراء احترازي»، أكد مصدر أمني لـ«الشرق الأوسط» أن «هناك معلومات عن خطط لمتطرفين على صلة بتنظيم داعش الإرهابي جرى ضبطهم في مصر أخيرا، لاستهداف مقر السفارة، ما دعا إلى تلك الإجراءات، خاصة في ظل التهديدات الأخيرة التي وجهها التنظيم إلى بريطانيا بتنفيذ عمليات في لندن».

وقال مصدر أمني مصري رفيع لـ«الشرق الأوسط» إن «السفارة البريطانية أخطرت الأجهزة الأمنية المصرية برصد معلومات تتعلق بتهديدات»، رافضا الإجابة عما إذا كانت التهديدات تتعلق بمقر السفارة أو العاملين بها، وكذلك رفض الإفصاح عن مصدر هذه التهديدات، قائلا إن «الأمر قيد البحث، وسنوضح الحقائق في الوقت المناسب».

وأكد المصدر الأمني أن «هناك تشديدات أمنية حول مقر السفارة الواقع قرب ميدان التحرير في وسط العاصمة، لأننا نأخذ أي تحذيرات على محمل شديد الجدية»، مشيرا إلى أن الخدمات الأمنية في هذا المكان على درجة عالية من الاستعداد والتأهب منذ الأسبوع الماضي، في ظل دعوات للتظاهر في محيط الميدان، نظرا لوجود سفارتي الولايات المتحدة وبريطانيا.

وقال مصدر أمني آخر لـ«الشرق الأوسط» إن «التهديدات تتصل بمعلومات عن استهداف مقر السفارة من قبل متطرفين جرى ضبطهم أخيرا، وهو ما يتزامن مع تهديدات وجهها تنظيم داعش أيضا لبريطانيا من استهداف لندن ذاتها»، موضحا أن التنسيق يجري على أعلى مستوى بين البلدين في هذا الصدد. لكن المصدر رفض توضيح ما إذا كان «هؤلاء المتطرفون» من العائدين من سوريا أو العراق، أو من المنتمين إلى جماعات إرهابية في مصر مثل تنظيم أنصار بيت المقدس الذي بايع «داعش» أخيرا، كما رفضت مصادر بالسفارة التعليق على تلك المعلومات سلبا أو إيجابا.

ولم تشهد السفارة الأميركية أي تغيرات في عملها اليومي أمس، رغم أنها سبق أن وجهت تحذيرا أوصت خلاله موظفيها بإمعان النظر في تحركاتهم الشخصية والبقاء بالقرب من منازلهم والأحياء التي يقيمون فيها خلال الفترة المقبلة، كما حثت رعاياها الأميركيين على توخي الحذر.

من جانبها، أوضحت الخارجية المصرية أن القرار الذي اتخذته السفارة البريطانية في القاهرة «هو إجراء أمني احترازي اتخذته السفارة». وقال المتحدث الرسمي باسم الخارجية المصرية السفير بدر عبد العاطي إن «لكل دولة الحق في اتخاذ الإجراءات الأمنية اللازمة لتأمين مقار بعثاتها والأفراد العاملين بها، وذلك وفقا لاتفاقية فيينا الخاصة بالعلاقات الدبلوماسية والقنصلية»، من دون أن يعلق على طبيعة تلك الأسباب.

يذكر أن السفير البريطاني لدى القاهرة جون كاسن تسلم عمله في 23 أغسطس (آب) الماضي. ويحض كاسن رعايا بلاده على زيارة مصر بوجه عام بعيدا عن «مناطق الخطر».

واشتهر كاسن، الذي يجيد العربية، بنشاطه الكثيف في مصر وتواصله مع المصريين عبر وسائل التواصل الاجتماعي، إضافة إلى مشاركته الواسعة في عدد كبير من الأنشطة الثقافية والاجتماعية والخيرية خلال تلك المدة، حتى إنه كثيرا ما شوهد في المواصلات العامة أو مباريات الكرة المصرية، أو في الأسواق والمقاهي العامة في عدد من المدن المصرية من دون حراسة فوق العادة.