ملك الأردن: مصر عماد الشرق الأوسط وعلينا جميعا الوقوف مع السيسى

عربي ودولي


أكد العاهل الأردنى الملك عبدالله الثانى، أن مصر هى عماد الشرق الأوسط وأن الجميع بحاجة إليها، داعيا إلى ضرورة الوقوف مع المصريين والرئيس عبدالفتاح السيسى، خاصة وأن هناك الكثير من التحديات التى يواجهها. وقال العاهل الأردنى – فى مقابلة مع الإعلامى الأمريكى تشارلى روز وزعها الديوان الملكى الهاشمى اليوم السبت على وسائل الإعلام – إن الرئيس السيسى يبذل جهودا لمواجهة التحديات الماثلة ومساعدة بلده على النهوض والتعافى، وإن ما يحاول تحقيقه فعلا لمصر هو إعادة الاستقرار إليها، ونحن بحاجة لها لأنها عماد الشرق الأوسط ، مضيفا نحن نتبادل معه وجهات النظر فى مختلف القضايا وأيضا حول الوضع فى سوريا والعراق . وأضاف أن مصر هى أم الدنيا وظلت مركز الشرق الأوسط لسنوات عديدة؛ وذلك لأسباب تاريخية وثقافية ودينية، ونحن كلنا بحاجة إليها، وباعتقادى أن الرئيس السيسى يسعى إلى إعادة القوة والاستقرار لبلده رغم الكثير من المشاكل التى يتعين عليه أن يتعامل معها ومنها الاقتصاد الذى يعد تحديا كبيرا له وحالة عدم الاستقرار فى سيناء، ونحن جميعا نحاول مساعدته ..لافتا إلى أن الرئيس السيسى يتزعم فى الوقت ذاته بلدا له حدود طويلة مع ليبيا التى تشهد الكثير من المشاكل. وحول المشاكل الموجودة فى ليبيا والتى لا يوجد تركيز كبير عليها، أجاب العاهل الأردنى الأمر المفاجئ أن الجميع يهملون ليبيا، مع أن الوضع فيها مقلق ويدعو لليأس بنفس الدرجة ..متسائلا هل يجب وقوع مجازر كبيرة حتى يتنبه المجتمع الدولي؟. وقال أعتقد أننا عندما نضع استراتيجية كاملة بالنسبة لسوريا والعراق سوف يولى الناس اهتماما بعد ذلك بليبيا ، وآمل أن تجتمع الدول مع نهاية هذا العام أو فى أوائل العام المقبل وتوحد جهودها وتبدأ الحديث عن هذا البلد الأفريقي . وأشار إلى أن ما يجرى فى ليبيا يعد مشكلة بالنسبة للأوروبيين والولايات المتحدة خصوصا وأيضا لتلك الدول الواقعة شمال البحر المتوسط، قائلا إن هناك دولا مثل إيطاليا وفرنسا وإسبانيا إلى حد ما تقود الجهود بذلك الاتجاه ويجب علينا أن نتعامل مع هذا الأمر لأنه يؤثر أيضا فى إفريقيا الوسطى . وعما إذا كان قد واجه معارضة من البعض عندما طرح هذه القضية ؟ أجاب ليس من الزعماء الذين التقيتهم مطلقا، قائلا إن الأمر ينصب على الأسس التى نتفق وكيف نديم التنسيق فيما بيننا؟، فيما فضل عدم الإفصاح عن خطته فى هذا الجانب خلال المرحلة الحالية . وحول إرهاب داعش..أكد العاهل الأردنى على ضرورة العمل سويا وأن تساعد الدول بعضها البعض لمواجهة الإرهاب ، قائلا نحن فى الأردن نتعامل كما هو معلوم مع الوضع فى سوريا والعراق وبالشراكة مع دول أخرى وقد كنت فى مصر قبل أيام وقلت للرئيس السيسى أنه من الضرورى أن نتواصل مع أصدقائنا فى إفريقيا وبالتحديد مع دولتين أرى أنهما مهمتان من حيث مبادرتهما فى التعامل مع قضايا الإرهاب فى إفريقيا . ونوه فى هذا الإطار بأن رئيس الجابون يتعامل مع تنظيم بوكو حرام بالتعاون مع دول إفريقيا الوسطى، كما أن الرئيس الكينى فى الجنوب يتعامل مع حركة الشباب ويدعم الصومال أيضا ، وعليه فإن قضية محاربة الإرهاب تتطلب أن توحيد الاستراتيجيات وأن يكون هناك منهج إقليمى للتعامل مع هذا الخطر . وردا على سؤال حول الإخوان المسلمين فى الأردن.. أجاب العاهل الأردنى بأنها منظمة رسمية، وقمنا بدعوتها لأن تكون جزءا من العملية السياسية فى بداية الربيع العربى وفى الواقع كانت أول جهة سياسية تحدثت إليها فى بداية الربيع، قامت بعرض مطالبها المعروفة جدا لدينا، حيث أرادت تغيير الدستور وطالبت أيضا بمحكمة دستورية وكان لديها قائمة من المطالبات، لبى معظمها بالمناسبة كما طالبت بلجنة حوار وطنى حتى تتمكن من خلالها بالحديث عن الإصلاح، وتم تشكيلها كذلك. وقال إننا طلبنا منهم أن يكونوا جزءا من لجنة الحوار ولكنهم رفضوا ، فى تلك المرحلة كان الربيع العربى الذى بدأه شباب وشابات تواقون للتغيير، والذى تم اختطافه لاحقا من قبل جماعة الإخوان المسلمين والتى هى جمعية سياسية منظمة . وأضاف بالمحصلة كانوا هم من أخذ مكان الشباب الطامح للتغيير، فى تلك المرحلة بمصر تم استبدال الشباب المصرى بجماعة الإخوان المسلمين لأنها أكثر تنظيما، وفى الأردن وللأسف اتخذ الاخوان قرارا بالبقاء فى الشارع ، لافتا إلى أن الأردن تعرض عبر التاريخ للكثير من الأزمات لسنوات عديدة إلا أنه لايزال صامدا قويا. وردا على سؤال.. باعتقادك إذن ما هو سبب بقائكم وقوتكم كأردنيين؟ أجاب الملك عبدالله الثانى الفضل لشعبنا بالإضافة للعلاقة المميزة بين الشعب وقيادته ، فنحن متماسكون كعائلة واحدة ، لقد تعرضنا للمخاطر لعقود عديدة ، وأعتقد أن الملك الراحل، والدى رحمه الله، قد سمع نفس الأسئلة التى تطرحها علي، والجواب أننا أسرة أردنية واحدة ونحن أقوياء .