الإمارات: الإرهاب غذي في الأمة من الخارج
أكد سالم محمد القاسم مستشار رئيس الإمارات، أن الإرهاب أصبح مثل الفيروس الذي يهاجم الجسم، فإن كان الجسم قوي المناعة لما استطاع الفيروس اختراقه.. أما في حالة ضعفه فإنه يخترق. لذا ينبغي علينا تقوية جهاز المناعة من خلال ترسيخ قواعد العقيدة التي وضعها العلماء السابقون من الأزهر وعلماء الأمة والمشايخ القدماء الذين ينتهي زمنهم إلى النبي صلي الله عليه وسلم من قواعد العقيدة السنية التي تنافي التشدد والتكفير، وتزكي الأنفس.
وأوضح مستشار رئيس الإمارات، في تصريحات خاصة لـ«الشرق الأوسط» على هامش جلسة الأمس من مؤتمر «مواجهة التطرف والإرهاب» الذي يقيمه الأزهر، «نرى أن الأصل الرجوع إلى قواعد المذاهب الأربعة وقواعد العقيدة السنية، المنضبطة بضوابطها الأصولية النقلية والعقلية.. فالرجوع إليها هو الذي سيدفع الإرهاب على المدى القريب والبعيد. ولا يكون ذلك إلا بعد إحياء القواعد القديمة التي اتفق عليها جميع أهل السنة من ناحية التكفير، ويبقى الدور على الأجهزة السياسية - إن كانت إعلامية أو دينية أو أمنية - أن تجعل ممارسة هذه الأمور منضبطة عند الناس، ومن يخالفها يحاسب قانونا. وهذه الأمور تحتاج إلى انضباط، ولذلك الفقهاء وضعوا تلك الأنظمة لمعرفة ما يسيرون عليه».
وأضاف مستشار رئيس الإمارات أن «الإرهاب غذي في الأمة من الخارج، وهو مرض قديم. وتم القضاء عليه في فترة من الزمن، ولكن عاد من جديد من الخارج. وهو يحتاج إلى وقت للقضاء عليه.. وقد عاد من الدول التي تريد تقسيم دول العالم الإسلامي». مشيرا إلى أن «مصر أخذت قرارات جيدة وناجحة للقضاء عليه، والحكومات عليها أن تضع قواعد وضوابط لمن يخالف النظام الموجود في السنة، ومن يخالف ذلك يعاقب».
وشدد على أن «الدول الغربية المعادية أخذت الفيروس ونمته، وعملت بكل ما في وسعها لنشر الإرهاب في الأجيال القادمة، وعلينا الآن تحصين الأطفال بتغذية العقائد التي نشأنا عليها؛ خلاف ما تغذى الأجيال عليه الآن من الأفكار الإرهابية. والحل للقضاء على الإرهاب بيّن، والمرجعية الدينية والسياسية يتفقان على هذا الشيء».
أما عن التعاون بين الدول، فقال المستشار إن «التعاون بين الدول طاقة نور لإحياء وحدة الأمة. وهناك دول كثيرة ساندت مصر وستظل تساندها للخروج من أزمتها على الرغم من الإرهاب الموجود؛ لكن العلاج بدأ. ولا نحارب بالسلاح بل نحارب بالكلمة، لأن الأصل عقدي وليس عسكريا. والدول الإسلامية ستفرض على الأزهر تولي دور محاربة الفكر المتطرف والإرهاب. والعلاج واحد في كل الدول العربية، ونسانده من خلال الأفكار والدراسات التي تجريها وتصب في الأزهر».
وعن التعاون بين مصر والإمارات، قال القاسم، إن هناك «كلمات تتداول للشيخ زايد على مواقع التواصل الاجتماعي، كان يتحدث فيها عن الجماعات المتطرفة وأن الإرهاب لا بد من مواجهته.. ويد واحدة لا تصفق، وبالتعاون بين مصر والإمارات والدول الأخرى سيأتي العلاج لمعالجة الإرهاب.. وإذا كان بدأ بنسبة 100 في المائة، فقد بدأ ينخفض إلى 75 في المائة، ولا بد من مدرسة فكرية تتبنى دراسة هذا الفكر ومحاربته».