السكري يسرّع من شيخوخة الدماغ
الأشخاص المصابون بالسكري في منتصف العمر معرّضون لخطر أكبر للمعاناة من مشاكل إدراكية خلال السنوات العشرين المقبلة مقارنة مع أولئك الذين يتمتّعون بمستوى طبيعي للسكر في الدم، حسب دراسة نشرت يوم الاثنين.
وتجدر الإشارة إلى أنّ الدراسة أجريت في مخبر أبحاث أمراض القلب والشرايين في تونس، وأظهرت أن نسبة التونسيين المصابين بمرض السكري تخطّت الـ15 % من مجمل السكّان (دون احتساب الأشخاص الّذين لم يقوموا بالتشخيص) أي نحو 1.7 مليون شخص.
باحثون في كليّة الصحة العمومية في جامعة جونز هوبكنز، توصّلوا إلى أن السكري لدى البالغين يسرّع من شيخوخة الدماغ بنحو 5 سنوات.
أي في المعدّل، شخص بالغ من العمر ستين عامًا يعرف تدهورًا إدراكيًا يبلغه الشخص السقيم في عمر الخامسة والستين.
الانخفاض في الذاكرة وبقية الوظائف الإدراكية مرتبط جدًّا بتطوّر الخرف وخسارة القدرات العقلية المهمّة بما فيه الكفاية للتداخل في الوظائف اليومية للشخص، حسبما كشفه الباحثون الّذين صدرت دراستهم في المجلّة العلمية الأمريكية Annals of Internal Medicine.
“الدرس الّذي يمكننا استخلاصه، هو: ليكون العقل في صحّة جيّدة في سنّ السبعين، يجب أن يتمّ تناول الأكل الصحي والقيام بالرياضة بداية من سنّ الخمسين” مثلما تطالب إليزابيث سلفين الأستاذة المساعدة في الوبائيات في جامعة جونز هوبكنز.
“هناك تدهور إدراكي كبير مرتبط بمرض السكري وما قبل مرض السكري والمراقبة غير الكافية لنسبة السكر في الدم لدى مرضى السكري. ونحن ندرك كيف تتمّ الوقاية من هذا المرض أو تأخير ظهوره”.
خسارة من 5 إلى 10 % من الوزن فقط يمكن أن تمنع ظهور السكري، حسب البروفيسور سلفين.
وذكّرت أيضًا بأن “النسبة العالية جدًا للسكر في الدم يمكن أن تتلف الأنسجة ونظام الأوعية الدموية في العضو بأكمله”، مشيرة إلى أن “السكري مرتبط بالعمى ويؤثّر على الكلى وعلى الأطراف العصبية”.
وتعتقد البروفيسور سلفين “أنّنا إذا ما تمكّننا من تحقيق إنجاز أفضل في الوقاية من السكري ومراقبته، يمكن أن نقي عددًا كبيرًا من الأشخاص من الخرف”.
“وحتى إن تمكّنا من تأخير ظهور الخرف لبضعة سنوات، هذا سيكون لديه تأثير على السكان ومستوى العيش وتكاليف العلاج”.
وقد اعتمد الباحثون على معطيات من دراسة حول “مخاطر تصلّب الشرايين لدى مجموعات مختلفة من السكان والّتي بدأت في سنة 1987 بمتابعة 15792 شخصًا في متوسّط العمر في ماري لاند ونورث كارولينا ومينيسوتا وميسيسيبي.
وتبلغ تكاليف علاج الخرف -بما في ذلك مرض الزهايمر- 159 مليار دولار سنويًا، حسب تقدير يعود إلى سنة 2010. ومن المتوقّع أن يرتفع بنسبة 80 % بحلول سنة 2040 مع التهرّم السكاني.