انتفاضة القدس.. كيف فاز نتنياهو 3 حكومات في إسرائيل ولماذا يسقط الأن؟

العدو الصهيوني



حين تولى بنيامين نتانياهو رئاسة وزراء اسرائيل عام 1996 كان حينها اصغر رئيس وزراء في اسرائيل، وقد ساعده في ذلك هروب شارون من حزب الليكود وسقوط بيريس المدوي بسبب عمليات المهندس يحيى عياش وانه احد تلاميذ رئيس الوزراء السابقين اسحق شامير المعروف بصلافته وتكدره وكراهيته للسلام مع العرب ... ووجد هذا (الدبلوماسي السابق) نفسه وجها لوجه مع الزعيم عرفات واتفاقية اوسلو.

كان قبلها متهم بالمشاركة في التظاهرات التي تسببت في اغتيال اسحق رابين وخلال 3 سنوات تسبب في افشال اتفاقية اوسلو. وحين هزمه ايهود باراك في انتخابات 1999 اعتزل مثل غيره من قادة اليمين الحياة السياسية مؤقتا وخرج من اللعبة، وحتى حين عاد الى حزب الليكود عام 2001 هزمه شارون وأهانه واقصاه في وظائف هامشية.

ادّعى انه ألف بعض الكتب منها مكانتي بين الامم و مكافحة الارهاب و تحت الشمس وملخصها فكرة واحدة هي ان اليهود سمكة صغيرة جميلة وان العرب سمكة قرش متوحشة لذلك يجب فصل العرب عن اليهود لحماية السمكة الناعمة الجميلة. وعاش ردحا من الزمن على خبر مقتل اخيه في عملية اختطاف طائرة ال عال نفذتها الجبهة الشعبية في عنتيبي باوغندا في السبعينيات.


في العام 2009 هزمته تسيفي ليفني وفازت بـ 28 مقعدا في الانتخابات ولم يحصل هو وحزب الليكود سوى على 27 مقعدا ولكن ليفني فشلت في تشكيل الحكومة فتقدم هو وشكل اكثر حكومة يمينية متطرفة عرفها تاريخ اسرائيل جمع فيها المتطرفين والإرهابيين اليهود والتجار والمتدينين والملحدين ولم يكن لديه هم سوى ان يعود الى سدة الحكم. واهم عوامل نجاحه كان الانقسام الفلسطيني والعداء بين حماس ومنظمة التحرير وبالفعل تحالف مع المتطرف افيغدور ليبرمان زعيم حزب اسرائيل بيتنا وعينه وزيرا للخارجية ونائبا له.

والغريب انه تحالف ايضا مع ايهود باراك زعيم حزب العمل حينها الى جانب تحالفات مع حركة شاس اليهود الشرقيين وحاخامهم ايلي يشاي، وفي العام 2013 جرت انتخابات مبكرة ولكن اسرائيل كانت تخلو من الزعامات التاريخية وانتشر اليمين المتطرف والكراهية والمحاباة للمستوطنين والشركات الرأسمالية التي تبني المستوطنات كالنار في الهشيم. ففاز نتانياهو مرة ثالثة وصادقت الكنيست في شهر اذار من ذلك العام على اكبر واوسع حكومة يمينية متطرفة في تاريخ اسرائيل. وساعده في هذا الفوز الساحق عدم وجود أي عمليات او تظاهرات لان التنظيمات الفلسطينية كانت منشغلة في شتم بعضها البعض.


بل ان حزب الليكود بزعامة نتانياهو تحالف مع المتطرف ليبرمان وحزبه اسرائيل بيتنا وخاضا الانتخابات في قائمة موحدة، ونجح نتانياهو في ايهام الجمهور الاسرائيلي والصحافة الاسرائيلية ان الجدار حل الصراع العربي الفلسطيني وانه وفر لهم الامن والامان فانتخبه الاسرائيليون وهم مغمضو العينين، ولم تحرك جميع التنظيمات الفلسطينية ساكنا، ولكن حين اقسم وزراء حكومته اليمين قام الرئيس الفلسطيني محمود عباس باعلان وقف المفاوضات بشكل تام حتى تدخل الرئيس الامريكي اوباما وزار المقاطعة في رام الله واعاد المفاوضات جزئيا.


ايلا شاكيد طفلة تلهو في الكنيست


نتانياهو تحالف مع الصحفي لبيد وكتلته هناك مستقبل وهي كتلة علمانية شبه ملحدة تمثل شريحة الموظفين وطبقة هاي الكلاس في تل ابيب الذين يشربون النسكافيه مع البسكويت على الافطار. كما تحالف مع سكرتيره السابق نفتالي بينيت زعيم كتلة البيت اليهودي وهو الذي انشق عنه ومعه سكرتيرته ايلا شكيد وهي امرأة ثلاثينية جاهلة في التاريخ رضعت كراهية العرب من اسرتها، وامتلأ الكنيست بالمتطرفين والجهلة من امثال اليهودية المغربية ميري ريجيف والمتطرف موشيه فيغلين ووزير الاستيطان اروي ارئيل وهكذا.


مع اول هبة شعبية فلسطينية، بل وخلال 20 يوما انتفاضة القدس سقطت حكومة نتانياهو، وقد حققت تظاهرات القدس ما لم تحققه المفاوضات خلال 20 عاما.

والسبب الحقيقي وراء سقوط حكومة نتانياهو الحالية هو انتفاضة القدس اولا وفشل العدوان على غزة ثانيا حيث ضربت تل ابيب بالصواريخ والسبب الثالث هو رفض القيادة الفلسطينية العودة للمفاوضات، فقد ارتعب الجمهور الاسرائيلي من شبح الحرب الدينية وقامت الوزيرة تسفي ليفني برفض مشروع يهودية الدولة ومثلها قام يائير لبيد من حزب هناك مستقبل بالاحتجاج على معارضة نتانياهو لقوانين صفر ضريبة. اما المتطرف نفتالي بينيت فهو يخالف نتانياهو لانه يريد المزيد من التطرف والكراهية ويلهث وراء مناصب اكثر من خلال كراهيته للعرب وتصريحاته في حرب غزة.


يبدو ان حكومة نتانياهو ميتة والان تعيش ايام اخرى، وان الكرة الان في ملعب الاحزاب الدينية واريه درعي من كتلة شاس التي ستحسم الامر وتقرر من هو الطرف العلماني الاسرائيلي الذي يحكم ومن هو الطرف الاسرائيلي الذي سيتنحى جانبا.

والسؤال الاهم من سقوط نتانياهو وحكومته: من سيحكم اسرائيل في السنوات القادمة؟

ان الفلسطينيين يستطيعون التدخل من داخل الخط الاخضر ومن خارج الخط الاخضر ومن خلال الدول العربية في تحديد من سيحكم اسرائيل وان يحكموا بالاعدام السياسي على احزاب الارهاب اليهودي. ان ارادوا ذلك.