أحمد فايق يكتب : جمعة طلوع الروح
تقارير رسمية: 28 نوفمبر السقوط الشعبى الأخير للإخوان والجبهة السلفية ■
الجماعة فقدت قدرتها على الحشد واقتحام السجون وتهدف للمساومة على الانتخابات البرلمانية ■
■ تأمين مداخل القاهرة ونقاط تجمع للجيش لدعم الداخلية
قبل أن تبنى أى تحليل يجب أولا أن تقرأ البيان الداعى لما يسمى بالثورة الإسلامية أو ثورة الشباب المصرى، البيان الذى صدر من الجبهة السلفية، وستعرف أننا أمام تصنيف عنصرى وإرهابى للمصريين، وكان حركة داعش هى التى كتبته، وبعيدا عن تضخيم الأحداث ونظريات المصادر الوهمية التى تتحدث دائما عن مؤامرة كونية شارك فيها عناصر من كل بلاد العالم التى لا نعرفها، يجب أن تقرأ هذا البيان الرسمى الصادر من الجبهة السلفية لتعرف جيدا مايخططونه لنا .
يقول البيان: «الحراك العلمانى هم الذين فوضوا السيسى ليقتل هو وجنوده الشباب المصرى فى كل شوارع مصر، ويتعرض للأعراض والحرائر ويعتقل عشرات الآلاف، يمنع مساجد الله أن يذكر فيها اسمه ويسعى فى خرابها وحرقها قبل أن يصادرها ويؤممها وبعد أن وضحت الصورة كاملة آن للشباب المسلم أن يطلق انتفاضته ويعلن ثورته وموعدنا 28 نوفمبر 2014 لنفرض الهوية الإسلامية».
المقطع الأول من البيان وحده يكفر ويقتل 95% من المصريين، فقد صنفوا المصريين إلى نوعين «علمانيين» و«شباب مسلم»، العلمانيون هم الذين يعترضون على شرعية مرسى الوهمية، وفوضوا السيسى «القاتل» هو وجنوده ليقتلوا المصريين، مجموع كل هؤلاء يساوى أكثر من 95% من المصريين، ويعتبر أن الجيش المصرى مجموعة من الجنود المرتزقة للرئيس عبد الفتاح السيسى، أما الفئة الثانية من المصريين فهم العشرات الذين يخرجون كل يوم جمعة وصنفهم البيان باعتبارهم شباباً مسلماً وحرائر، أما بقية الكفرة المصريين فقد منعوا ذكر اسم الله فى المساجد وخربوا بيوت الله وحرقوها.
أما الجزء الثانى من البيان فيقول: «أطلقوها ثورة إسلامية اللحم والدم، بعيدا عن العلمانية، فلتسقط قداسة الدساتير والوزارات والحكومات، ثورة للهوية لا تبقى ولا تذر وترفع راية الشريعة، لإعادة الحق وتحقيق القصاص، ولتحقيق عبودية الناس لله فى الأرض، فتقيم الشرائع كأصل الدساتير وأساس القوانين ورفض الهيمنة الأمريكية والسيطرة الإسرائيلية، الذين يحتلون أرضنا ويسرقون مقدراتنا ويقسمون أمتنا ويقتلون شعوبنا».
والجزء الثانى تحريض واضح على العنف ومطالبة بالقصاص من العلمانيين الذين يمؤمنون بالدساتير والبرلمان والحكومات، ففى شرعهم كل من يتعامل مع جهة حكومية أو مؤسسة تابعة للدولة علمانى وجب عليه القصاص، لقد طالب البيان بشكل واضح بثورة اللحم والدم ولم يوارب، لقد اختاروا معركتهم، وسلطوا إرهابهم، البيان صدر عبر صفحة على الفيس بوك تضم 213 ألف مشترك، هذا النوع من الصفحات يجمع مشتركيه عبر التجارة بالدين، ستجد سؤالا يواجهك على الفيس بوك من نوعية من يحب الرسول يضغط لايك، وحينما تضغط لايك تتحول الصفحة إلى الجبهة السلفية وغيرها من الإرهابيين الذين يكفرونك.
الجبهة السلفية عضو أساسى فى تحالف دعم الشرعية الوهمية لمحمد مرسى، والامر لم يتوقف على ذلك فقد بدأ إرهابيو الداخل والخارج فى شن حملة إعلامية ضخمة تتحدث عن الثورة المسلحة، إن جيش الإرهاب قسم نفسه كتائب، الكتيبة الأولى تخاطب العقول المتطرفة وتطالب بالمواجهة المسلحة مع الشعب والجيش المصرى، والكتيبة الثانية تخاطب البسطاء من شعب يعانى 26% منه من الأمية، لا يستخدمون مفردات العنف بل يتحدثون عن مظاهرات ترفع المصاحف، مظاهرات سلمية فى مواجهة بطش قوات الامن، وكتيبة ثالثة تتفنن فى إطلاق الشائعات من خلال وسائل الإعلام والتواصل الاجتماعى، والكتيبة الرابعة تمارس ضغوطا دولية فى جميع الاتجاهات، ويحصلون على دعم كامل من بعض الدول الغربية وبعض الدول العربية التى تحكمها أنظمة متطرفة مثل قطر، هذا غير خليفتهم الخروف العثمانلى رجل طيب أردوغان، والكتيبة الخامسة تنشر سمومها فى الشارع وتدعو المصريين للرهبة والخوف، وتطلق دعوات من نوعية شراء احتياطى للمنازل لأن المعارك لن تتوقف وهناك ثورة إسلامية لن ترحم، والكتيبة السادسة ترهب المصريين بأخبار من نوعية إعلان مبايعة الجبهة السلفية فى مصر لدولة «داعش» الإرهابية، إنها الحرب لو قرأتها هكذا، لكن الواقع فى التقارير الرسمية يختلف كثيرا، فنحن أمام بالونات ضخمة ستنفجر يوم الجمعة المقبل.
هناك عدة أسماء لجمعة الإرهاب المقبلة من بينها «الثورة الإسلامية» و«ثورة الشباب المسلم» و«ثورة قندهار»، لكن التسمية الأكثر دقة هى السقوط الشعبى الأخير للإخوان والجبهة السلفية، فقدرتهم على الحشد أصبحت ضعيفة، ولا يستطيعون جمع ألف متظاهر فى مكان واحد دون أن يواجهوا آلافًا من المعترضين والرافضين لوجودهم، لكن قدرتهم على افتعال حدث هى كبيرة، وهى لعبة شريرة تعتمد على صناعة حدث صغير وتضخيمه فى وسائل الإعلام، والأحداث المفتعلة كثيرة أهمها رفع المصاحف واستغلالها فى تظاهرات سياسية، وافتعال اشتباكات مع قوات الأمن وبالتالى تصوير مصاحف ملقاة على الأرض أو محروقة والتجارة بها فى فضائيات الإرهاب مثل الجزيرة القطرية، واستفزاز القاعدة الشعبية الكبيرة من المصريين، افتعال حدث قد يكون باستفزاز أحد الجنود ودفعه لاستخدام الرصاص الحى وتصوير هذا بالفيديو، وبالتالى الترويج إلى أن الجيش يقتل المصريين .
التقارير تؤكد أن الجبهة السلفية والإخوان المسلمين يحاولون الآن جذب بعض التيارات الثورية التى ترفض حكم السيسى، لكنهم فشلوا حتى الآن فبينهم وبين الثوار دماء سالت فى محمد محمود ومجلس الوزراء والاتحادية وماسبيرو لن ينسوها أبدا، لكنهم نجحوا فى ضم بعض العناصر القليلة من الاشتراكيين الثوريين، ويسعون لاستغلال غضب بعض القوى الثورية من التضييق على الحريات فى جمعات متعاقبة حتى يصلوا إلى حدث ضخم فى 25 يناير المقبل.
هناك ثلاثة أهداف للإخوان من وراء الجمعة المقبلة، الهدف الأول هو إرسال رسالة للقوى الدولية يؤكدون فيها أنهم مازالوا أقوياء على الأرض، وهذا يقوى من موقفهم فى التفاوض مستقبلا، الهدف الثانى أن الجماعة فجأة وجدت نفسها خاسرة لكل شىء، ولديهم أمل واحد فقط فى العودة وذلك من خلال الانتخابات البرلمانية، ويريدون الضغط على النظام لعقد صفقة تقضى بخروج كل قيادات الإخوان من السجون، والسماح لهم بخوض الانتخابات البرلمانية حتى يحصلوا على جزء كبير من الكعكة، ويعودون مرة أخرى إلى الحياة السياسية، الهدف الثالث هو تحويل جمعة 28 نوفمبر إلى بروفة ضخمة لـ25 يناير المقبل، فهم سيسعون خلال الأسابيع المقبلة إلى التصعيد كل جمعة حتى يصلوا لتنظيم حدث ضخم فى ذكرى ثورة 25 يناير.
إن الجماعة لا تمتلك مقومات لتحقيق أى من هذه الاهداف الثلاثة، فقد فقدت قدرتها على الحشد، ولن يستطيعوا اقتحام السجون أو أقسام الشرطة فقد تم شل قدرتهم على هذا، وليس لديهم أى ظهير شعبى لتحقيق هذا، ومن المتوقع أن يهاجموا بعض نقاط الشرطة مثل نقطة شرطة الطالبية على سبيل المثال، لأن الإجراءات التأمينية فى نقاط الشرطة تكون أقل من الأقسام، وهم ليس لديهم القدرة على المواجهة مع أقسام الشرطة، ففى جمعة الغضب الاولى عام 2011، استطاع الإخوان اقتحام أقسام الشرطة والسجون لأنه كان لديهم ظهير شعبى ناقم على النظام ويريد إسقاطه، أما الآن الوضع اختلف، الإخوان فقدوا ظهيرهم الشعبى، وانكشفت ألاعيبهم أمام المصريين، والنظام لديه رصيد كبير لدى الناس، رصيد لم ينفد حينما تم رفع أسعار الوقود، وهو قرار كان كفيلا بإنقاذ أى نظام حكم، والرصيد اتضح حينما جمع مشروع محور تنمية قناة السويس من المصريين 64 مليارا فى ثمانية أيام فقط .
يعتمد الإخوان على تكنيك التواصل الشخصى بين الأفراد لعمل التجمعات، ورسائل مشفرة على التليفون المحمول، وهذا أفقدهم القدرة الكبيرة على الحشد، سيبدأون مسيرات عبر مساجد وسيسعون للتجمع فى الميادين الرئيسية، لكن قوات الأمن لن تسمح باندماج المسيرات وسيتم تفريقها منذ البداية خاصة أنهم سيصبحون عشرات، سيسعى الإخوان إلى ابتزاز المصريين بالمصاحف سيرفعونها، كما فعلوها قبل ذلك فى مجلس الوزراء، وما حدث معهم فى مجلس الوزراء سيتكرر الجمعة المقبلة، فقد صدرت تعليمات للجنود بعدم إطلاق النار الحى أو الخرطوش فى وجود المصاحف، ويتم التعامل معهم بقنابل الغاز المسيلة للدموع .
منذ الآن قامت قوات الامن بتأمين كل مداخل ومخارج القاهرة والجيزة، وتأمين محطات القطار، تقرير تقدير الموقف يؤكد أن الشرطة وحدها كفيلة بالتصدى لإرهاب الإخوان والجبهة السلفية يوم الجمعة المقبل، وليس هناك أى داعٍ لقوات الجيش، لكن هذا لا يمنع وجود قوات جيش متمركزة فى كل المحافظات وتحديدا فى القاهرة والجيزة أكثر وذلك للتدخل فى حالات الطوارئ القصوى، وهى قوات انتشار سريع تتواجد فى دقائق قليلة، رغم أنه لا حاجة لها.
كما سيتم إلقاء القبض على القيادات المتوسطة والصغيرة التى تساهم فى الحشد، ومن المتوقع حدوث بعض المناوشات البسيطة، وهناك تعليمات لقوات الامن بالرد القوى والعنيف فى حالة استخدام العنف ضدهم، سيسعى الإخوان إلى افتعال أحداث، 10 أفراد يقطعون شارع مثلا وسيتسبب هذا فى زحام مرورى رهيب، وتروج آلتهم الإعلامية شائعات بأن آلافًا منهم قطعوا الطريق رغم أن عددهم قليل.