مصطفى عمار يكتب : مصر تستطيع.. وأحياناً ما تستطعش!
أتابع برنامج «مصر تستطيع» للزميل أحمد فايق خلال موسمه الثانى، يملؤنى الأمل بأن مصر تستطيع، طالما تمتلك هذه الثروة من العباقرة فى جميع المجالات التى تشكل إسهاماتهم جزءاً مهماً وكبيراً فى تطور وتقدم العديد من الدول الأوروبية، وفى الوقت نفسه أرى ما حدث مع خالد أبوالنجا لمجرد انتقاده نظام الحكم وما حدث مع كاتب بحجم وقيمة وحيد حامد لمجرد تعبيره عن رأيه خلال فترة معينة تجاه نظام الحكم الآن، يتضاءل الأمل بداخلى ويتمكن منى شعور أن مصر لا تستطيع أن تفعل أى شىء، سوى نهش أجساد أبنائها وحرقها ودهسها وتشويهها لمجرد أن آراءهم لا تأتى على هواها.
أحمد فايق صنع برنامجاً، تتشرف أى قناة أن تضعه على خريطتها، لأنه يقدم نماذج غير قابلة للتكرار، نماذج تمنح الجيل الجديد فرصة للنجاح، وتمنح الجيل القديم شعوراً براحة على مستقبل أحفادهم طالما هذا البلد مستمراً فى إنجاب هذه النماذج المشرفة، وللحقيقة أشعر بحالة من الضيق لوضع البرنامج على قناة النهار اليوم، التى لا تتناسب شعبيتها ونسب مشاهدتها مع أهمية برنامج من المفترض أن يتصدر خريطة قناة النهار العامة، لأن الموسم الأول من البرنامج كان سبباً رئيسياً فى التعرف على هيئة المستشارين العلميين الذين اختارهم الرئيس السيسى ضمن مستشاريه، والذين قام أحمد فايق بمحاورة أغلبهم فى أوروبا، حيث يعملون ويقيمون مع أسرهم، وفى الموسم الثانى من البرنامج يواصل فايق محاورة مجموعة من أهم العلماء الذى لم نعرفهم من قبل، ولكن فايق بحث واجتهد للوصول إليهم ليضعهم أمام أعين المشاهدين والإعلام ومؤسسة الرئاسة لعلها تستفيد منهم فى إحداث أى فارق لهذا الوطن. فكيف لبرنامج بهذه الأهمية يعرض على قناة نسبة مشاهدتها لا تذكر مقارنة بقناة النهار العامة، أرجو من علاء الكحكى رئيس مجلس إدارة مجموعة قنوات النهار، أن يلتفت لأهمية البرنامج ويضعه على قناة النهار العامة ليستفيد بمشاهدته أكبر قطاع ممكن من المشاهدين والمسئولين فى الوقت نفسه. أعرف أن خريطة القناة العامة مزدحمة، ولكن البرنامج يستحق أن تهتم به إدارة القناة.
هذا ما يخص برنامج الصديق أحمد فايق الذى يزرع بداخلنا أمل أن مصر تستطيع، أما بخصوص الآخرين اللذين يقتلون ما يزرعه فايق، فأرجو أن يخجلوا من أنفسهم، بعد أن بحث شاب فى بداية الثلاثينات عن فكرة تفيد وطنه، وهم لا يزالوا يبحثون عن الإثارة والرخص فيما يقدمونه، لجذب المشاهدين بغض النظر عن مضمون ما يقدمونه ومدى تأثيره على المشاهدين، الفرق كبير جداً بين إعلامى يبحث عن رسالة يسعى لتحقيقها، وإعلامى آخر يبحث عن ممارسة دجله وشعوذته الإعلامية ليضمن استمراره، أتمنى أن تستيقظ ضمائر المغيبين، ويقرروا أن يعملوا لصالح الوطن أولاً وأخيراً قبل أن يعملوا لصالح مجدهم الشخصى وحساباتهم بالبنوك، أرجوا أن يسألوا أنفسهم قبل كل كلمة ينطقون بها أو ضيف يستضيفونه، ما مدى فائدته وتأثيره على هذا الوطن، وقتها فقط من الممكن أن تتحقق نبوءة أحمد فايق بأن مصر تستطيع.