"الأزهر والأوقاف": تظاهرات رفع "المصحف" مشبوهة وهادمة بها خلط صريح بين السياسة والدين


نجوى مصطفى

غداً.. 244 قافلة لـ الأزهر والأوقاف على مستوى الجمهورية لتوعية المواطنين

خطبة موحده بعنوان عظمة الإسلام وخطورة المتاجرة به والافتراء عليه لمواجهة دعوات التظاهر

مجمع البحوث الإسلامية: دعوة التظاهر غداً يراد منها ضرب الاستقرار وتعطيل التنمية

الأوقاف: الإخوان لديها استعداد للتحالف مع الشيطان

انتقد الأزهر الشريف ودار الإفتاء ووزارة الأوقاف، وعدد من القوى والأحزاب المدنية والإسلامية الدعوى التى أطلقتها الجبهة السلفية التي تضم مجموعة من الشباب المنشق عن الدعوة السلفية، خلال فترة ما بعد ثورة 25 يناير 2011 والتى دعت إلى التظاهر يوم 28 نوفمبر الجاري، ورفع المصاحف بغرض فرض الهوية الإسلامية، واصفين إياها بأنها مشبوهة وهادمة وخلط صريح بين السياسة والدين .

ولمواجهة تلك الدعوات المتطرفة، أعلنت الأوقاف، عن انطلاق قافلة دعوية كبرى مشتركة لعلماء الأزهر والأوقاف بالمساجد الكبرى على مستوى الجمهورية غداً الجمعة، في خطبة موحدة بعنوان: (عظمة الإسلام وخطورة المتاجرة به والافتراء عليه)، لمواجهة دعوات الافتراء باسم الدين والخروج باسمه في تظاهرات 28 نوفمبر.

وفي نفس السياق، أكد الدكتور محيي الدين عفيفي- أمين عام مجمع البحوث الإسلامية، أنه سيتم انطلاق ( 244) قافلة مشتركة بين الأزهر والأوقاف على مستوى المراكز والمدن التابعة لمحافظات الجمهورية في إطار الخطة الشاملة للأزهر لتوعية الشعب المصرى، طبقًا لتوجيهات الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر والدكتور محمد مختار جمعة وزير الأوقاف، بضرورة تلاحم الوعاظ مع كل الطوائف، لتوعيتهم بخطورة الدعوة لرفع المصاحف.

وأضاف عفيفى، أن أي إنسان ينتمي للإسلام لا يقبل أن يستغل القرآن الكريم في تحقيق أغراض سياسية أو أجندات معينة، مشيرًا إلى أنه يجب تحذير أبناء الشعب المصري ممن يدعون إلى رفع المصاحف مستغلين العاطفة الدينية عند المصريين لأن هذه دعوى باطلة يرفضها الشرع الحنيف.

وأشار، إلى أن وحدة الوطن وسلامته وأمنه واستقراره من مقاصد الشريعة، نظرا لارتباط ذلك بالمحافظة على الأموال والأرواح والأعراض، وأن النبي صلي الله عليه وسلم قال أقرءوا القرآن ما ائتلفت عليه قلوبكم فإذا اختلفتم فقوموا عنه ، فإذا كانت قراءة القرآن الكريم وهي فضيلة عظيمة، لكن حينما تؤدي إلى الخلاف فتركها أولى والانصراف عن قراءة القرآن واجب.

وأكد، أن المحافظة على وحدة الصف والمجتمع أهم من قراءة القرآن إن كانت ستؤدي إلى الفرقة والعداوة فما بالنا بالدعوة إلى رفع المصاحف التي تهدف إلى انتهاك حرمة المصاحف وأن تلقى المصاحف على الأرض وأن يحدث القتل وسفك الدماء، ويصور المشهد للناس بأن الدولة أهانت القرآن الكريم وتتم مخاطبة عواطف الناس وتصوير المشاهد.

وأضاف عفيفي، أن الأزهر يناشد كل أبناء الشعب المصري بأن هذه الدعوة يراد منها ضرب الاستقرار الذي حدث في مصر وتعطيل مسيرة التنمية ويحذر كل مصري مخلص محب لدينه ووطنه ألا يستجيب لهؤلاء الذين يريدون إعادة ما فعله الخوارج عندما خرجوا على سيدنا على بن أبي طالب رضي الله عنه ورفعوا المصاحف على أسنة الرماح وكفروا الإمام على رضي الله عنه وكان ما كان من سفك الدماء وقتل الأبرياء

ومن جانبه، أوضح الشيخ محمد عبد الرازق عمر- رئيس القطاع الديني بوزارة الأوقاف، أن التعاون الذي يتضح يومًا بعد يوم بين التنظيم الدولي للإخوان والعدو الصهيوني، يكشف طبيعة هذا التنظيم وأنه على استعداد للتحالف مع الشيطان في سبيل تحقيق أغراضه السلطوية .

وقال: ما يقومون به من تخريب ممنهج لا يقره عقل ولا دين ولا خلق قويم ولا حس إنساني مستقيم .

وتابع رئيس القطاع الديني، العجب العجاب أن يأتي ذلك كله على يد من يتحدثون زورًا وبهتانًا باسم الإسلام، وصدق الله العظيم إذ يقول في كتابه العزيز : ” وَمِنَ النَّاسِ مَن يُعْجِبُكَ قَوْلُهُ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيُشْهِدُ اللَّهَ عَلَى مَا فِي قَلْبِهِ وَهُوَ أَلَدُّ الْخِصَامِ * وَإِذَا تَوَلَّى سَعَى فِي الْأَرْضِ لِيُفْسِدَ فِيهَا وَيُهْلِكَ الْحَرْثَ وَالنَّسْلَ وَاللَّهُ لَا يُحِبُّ الْفَسَادَ * وَإِذَا قِيلَ لَهُ اتَّقِ اللَّهَ أَخَذَتْهُ الْعِزَّةُ بِالْإِثْمِ فَحَسْبُهُ جَهَنَّمُ وَلَبِئْسَ الْمِهَادُ ” (البقرة : 204-206) .

وكان وزير الأوقاف، الدكتور محمد مختار جمعة، قد صرح في وقت سابق، إن دعوة هؤلاء المنتمين للإخوان إلى التظاهر يوم غداً الجمعة، والمشاركة في رفع المصاحف يؤكد أنها حيلة إخوانية خبيثة بغطاء شركائهم في الجبهة السلفية، وقد أعلن التنظيم الدولي للإخوان أن الجبهة السلفية أحد مكونات تحالفهم الإرهابي.

وأكد جمعة، على أن تلك الدعوة الآثمة هي دعوة إلى الفساد والإفساد والتلاعب بدين الله والاعتداء على قدسية كتابه، وقال محذراً من الاستجابة لهذه الدعوات : هذه فعلة الخوارج، فما أشبه الليلة بالبارحة، لقد صنع الخوارج هذا الصنيع وخرجوا على سيدنا علي بن أبي طالب (رضي الله عنه) ورفعوا المصاحف، وقالوا: لا حكم إلا لله، ثم كفروه وهو من هو (رضي الله عنه)، وكانت فتنة عظيمة سفكت فيها الدماء، ونهبت فيها الأموال، وتحول رفع المصاحف إلى رفع السيوف وقتل الآمنين .

وأشار وزير الأوقاف، إلي أن من قواعد الشريعة التي يرفعون ظلماً وخداعاً شعارها : حفظ الدين، والنفس، ومن قواعدها أيضا أن درأ المفاسد مقدم على جلب المصالح، وهذه الدعوات التي يرفعونها قد تؤدي مالم نتنبه لها إلى فتن عظيمة تعصف بالبلاد والعباد من قتل وتدمير وتخريب وزعزعة لأمن الفرد والمجتمع .

وأوضح، أن الشريعة تدعو إلى تعظيم شأن المصحف وصيانته عن كل مالا يليق به ، فكيف بالمصحف الشريف حين يحدث الهرج والمرج، أو يحدث احتكاك بين هؤلاء وبين المعارضين لهم ، أليس من المحتمل، بل من المؤكد أن تسقط بعض المصاحف من أيديهم على الأرض وربما تهان بالأقدام ، ولا حول ولا قوة إلا بالله؟ سبحانك اللهم هذا بهتان عظيم، إثمه وإفكه على من دعا إليه أو يشارك فيه.

وأكد، إن إقحام الدين في السياسة والمتاجرة به لكسب تعاطف العامة إثم كبير وذنب خطير، ويكفي الإسلام ما أصابه من تشويه صورته في الداخل والخارج على يد ولسان بعض المنتسبين إليه، وليس لهم من حقيقته إلا مجرد أسمائهم وبطاقات هوياتهم.

وشدد وزير الأوقاف، على حرمة المشاركة في هذه التظاهرات الآثمة، وعلى إثم من يشارك فيها من الجهلة والخائنين لدينهم ووطنهم.

وكانت جماعة الإخوان ومجموعات سلفية متطرفة حشدت ليوم غد؛ بغية إسقاط الحكومة على حد تعبير بياناتها، فيما هدد تنظيم أجناد مصر المتطرف بشن هجمات واسعة، لكن مجموعات عدة كانت في تحالف مع الإخوان مثل الوسط و الجماعة الإسلامية وشخصيات، نددت بتظاهرات الغد ووصفتها بالفتنة.