سياسيون: الجبهة السلفية يقودها معتنقو الفكر القطبي الإخواني

أخبار مصر


أثار إعلان الجبهة السلفية رفعها للمصاحف خلال المظاهرات التي دعت لها يوم 28 نوفمبر الجاري، حالة من الغضب في كثير من الأوساط المصرية.

وكانت الجبهة السلفية، إحدى الفصائل الداعمة للإخوان، قد دعت إلى ما أسمته انتفاضة الشباب المسلم لإسقاط النظام الحالي في مصر، وطالبت أنصارها بالمشاركة في المظاهرات رافعين المصاحف، وهو ما اعتبره كثيرون مزايدة على قدسية القرآن الكريم واستغلال له في موضع لا يجوز استغلاله.

وفي سياق ردود الفعل، أعلنت الدعوة السلفية، الذراع الدينية لحزب النور، رفضها التام للدعوة، مؤكدة أن الداعين لها غرضهم إنهاك الدولة، ورفع شعارات الشريعة والحرية والمساواة، كنوع من الخداع.

وقال عادل نصر المتحدث باسم الدعوة السلفية، في تصريح لـ”العرب اللندنية” إن القرآن الكريم لم ينزل لإثارة الفتن والبلبلة بين أبناء الأمة، معتبرا الدعوة محاولة لإثارة العواطف وإشعال الفتن، داعيا المواطنين إلى عدم المشاركة في مثل هذه المظاهرات.

وأشار شعبان عبدالعليم عضو المجلس الرئاسي لحزب النور إلى أن مثل هذه الدعوة محاولة لنشر الفوضى والإرهاب داخل المجتمع، مؤكدا أن منتسبي الجبهة السلفية “مجموعة يعتنقون الفكر القطبي وعلى صلة بالإخوان وتحالف دعم الشرعية”.

من جانبه، وصف أحمد كريمة أستاذ الشريعة بجامعة الأزهر، دعوة رفع المصاحف بأنها “فتنة وجريمة ابتدعها الأمويون السفيانيون بعد خروجهم على الإمام علي رضي الله عنه في معركة صفين .

وقال لـ”العرب اللندينة” إن التاريخ يعيد نفسه ومدّعو السلفية الذين يمارسون العنف الفكري والتكفير فرّخوا للمسلمين كل الفصائل والميليشيات التي تمارس العنف المسلح ويريدون إشاعة الفوضى وتشجيع القوى المعادية لمصر على التدخل في شؤونها الداخلية، مشيرا إلى أن دعاة هذه الفتنة يريدون “الضغط على النظام لإعطائهم مكاسب في البرلمان المقبل وهذه مطامع دنيوية خسيسة تكشف الوجه القبيح لأدعياء السلف” .

ودعا العالم الأزهري كل المؤسسات الإسلامية إلى أن تكون جادة في تجفيف منابع التطرف والإرهاب وإغلاق كل المؤسسات السلفية بالسعودية والكويت ومصر،.

وحذّر من أن أنصار السلفية هم الوقود لتنظيم “داعش” وأخواته، مؤكدا أن المواجهة الأمنية وحدها لا تكفي، وأن تجربة الإخوان أكبر دليل على فشل التعامل الأمني معهم منذ الرئيس الأسبق جمال عبدالناصر، مرورا بأنور السادات وحسني مبارك، وهو ما يجب أن يحذر منه النظام الحالي.

وشدد أحمد كريمة على ضرورة وجود مواجهة فكرية لدحر ونقض أفكار هذه الجماعات، وختم كلامه بقوله: “الإخوان والسلفية وجهان لعملة رديئة قبيحة”.

وكان وزير الداخلية محمد إبراهيم، أكد في تصريحات صحفية الثلاثاء الماضي أن الوزارة جاهزة لمواجهة أعمال العنف ودعاة التخريب يوم 28 نوفمبر الجاري، موضحا خلال افتتاحه القرية التكتيكية للأمن المركزي أن “رجال الشرطة قادرون على حماية مؤسسات الدولة وأمن المواطنين وأن هناك خطة أمنية على أعلى مستوى لمواجهة دعاة الفوضي”.

ولفت فاروق المقرحي مساعد وزير الداخلية الأسبق، في تصريح لـ”العرب” إلى أن الداخلية المصرية في حالة جاهزية تامة منذ سقوط حكم جماعة الإخوان المسلمين العام الماضي، وأن الشرطة على أتم الاستعداد للدفاع عن الشعب الذي احتواها وأصبحت جزءا لا يتجزأ منه، وأن المصريين هم من سيواجهون هذه المجموعات المخربة قبل الجيش والشرطة”.

وأشار الخبير الأمني إلى أن هذه الدعوات مجرد “طق حنك” ولن تستطيع هذه القوى المخربة حشد أي من أنصارها بعد أن كشفهم الشعب وعرف خبث نواياهم .