منظمات دولية تسعى لمحاكمة قتلة القذافي باعتبارهم "مجرمي حرب"



قال مصدر في المجلس الوطني الانتقالي الليبي، إن المجلس يتعرض لضغوط من عدة منظمات دولية إثر قتل العقيد الليبي معمر القذافي بعد أسره حيا يوم الخميس الماضي، وذلك لتقديم معلومات عن المتورطين في قتل أسير لتقديمهم للعدالة باعتبارهم مجرمي حرب .

ونقلت صحيفة الشرق الأوسط الأحد عن المصدر الذي لم تكشف عن اسمه، إن المفوضية العليا لحقوق الإنسان بالأمم المتحدة ومنظمة العفو الدولية ومنظمات حقوقية أخرى تسعى لمطالبة حكام ليبيا الجدد بتشكيل لجنة للتحقيق في ملابسات مقتل القذافي، على الرغم من أن المجلس نفسه لم يتمكن من تحديد المسئول عن قتل القذافي .

وأضاف إن أصابع الاتهام تتجه لعنصر من لواء بنغازي وقياديين آخرين من مصراتة وغريان، موضحًا أن عدة تحقيقات عن ملابسات أسر القذافي وقتله يجريها الثوار بسرت ومصراتة وبنغازي، لكن المصدر نفسه قال إن الثوار يقومون بهذه التحقيقات من أجل تكريم من تمكن من إلقاء القبض على القذافي وقتله ، لا إدانته.

فيما نقلت الصحيفة عن قيادي كبير ومسئول في جبهتي سرت وبني وليد، إن الثوار فتحوا صفحة جديدة بمقتل القذافي يوم العشرين من الشهر الحالي، ولن يلتفتوا إلى من قتل العقيد الراحل، لأن دمه تفرق بين القبائل .

ونسبت إلى هذا القيادي الذي أشرف على تحقيقات بهذا الشأن، إنه يشعر بالسعادة لمقتل القذافي، ولا يريد من وسائل الإعلام أن تستمر في السؤال عمن قتل العقيد الليبي، لأن هذا من شأنه أن يثير المشاكل القبلية في ليبيا الجديدة ، موضحا أن دم القذافي تفرق بين القبائل .

وعن الشخصيات التي ظهرت في مقاطع فيديو على عدة مواقع إلكترونية بالإنترنت تتحدث عن مسئوليتها عن أسر القذافي وقتله، قال هذا القيادي وفقا للتحقيقات المبدئية فإن أول شخص ألقى القبض على القذافي من أبناء مصراتة، رغم أن هناك من ادعى من المنطقة الشرقية (إقليم برقة) أنه من قام بقتل القذافي.. هذه مزاعم غير صحيحة. الصحيح هو أنه كان هناك تبادل لإطلاق النار شارك فيه حتى ثوار من سوق الجمعة (بطرابلس). الدم تفرق بين القبائل.. وهذا ما أستطيع تأكيده .

وتابع أن معلومات التحقيقات المبدئية تقول إن فرقا من الثوار قامت بتوجيه نيرانها إلى رتل القذافي بعد تعرضه لغارة جوية من طائرات حلف الناتو، الشباب قاموا بضرب الرتل (الذي كان فيه القذافي) بالـ(آر بي جي).. وبعد ذلك تفرق كل من فيه، والقذافي اختبأ في فتحة جسر فوقها شارع، والذي وشى به كان أحد حراسه. الشباب أطلقوا النار في فتحة الجسر الجنوبية بينما كان القذافي مصابا ناحية الفتحة الشمالية. وبهذه الطريقة تم القبض عليه، وشارك أكثر من شاب في قتله، وأنا سعيد بذلك، لأن بقاءه حيا كان سيجعل ليبيا غير مستقرة .

وتابع قائلا في ما يتعلق بتعدد روايات قتل القذافي، إن هذا ما حدث، وما يقال غير هذا يحتمل الصدق والكذب.. القذافي قتل يوم 20 ليفتح الليبيون يوم 21 صفحة جديدة ، محذرا من أن مطالبة المنظمات الحقوقية الدولية بالتحقيق في مقتل القذافي من شأنه أن يتسبب في إذكاء نار الخصومات بين الليبيين سنوات قادمة.