حرب أمنية بين "روسيا وأمريكا" على أرض "مدينة بريزبن" الاسترالية

عربي ودولي


تحولت مدينة بريزبن إلى قلعة محصنة قبيل بدء قمة قادة مجموعة العشرين. المشهد في المدينة الأسترالية هو على الشكل التالي: طرقات مغلقة، تحويلات سير، لا سيما عند تقاطع شارع «أدليد» و«ماكروسان» وشارع «غراي» إلى الجنوب من المدينة.

الإجراءات الأمنية على قدم وساق، وفقًا للشرق الأوسط اللندنية، خاصة في محيط مبنى فندق «ماريوت» الواقع في شارع «أدليد»، والسبب هو اختيار الرئيس الأميركي باراك أوباما هذا الفندق ليكون عنوان إقامته طيلة فترة القمة، ويحيط حاليا بالفندق حاجزا من الفولاذ ليمنع مرور المشاة والسيارات. ووضعت حواجز أمنية في محيط الفندق، وفي اتصال أجرته «الشرق الأوسط» مع إدارة فندق «ماريوت» في بريزبن، اعتذرت المسؤولة الإعلامية عن الإدلاء بأي معلومات لها علاقة بالفندق في هذه الفترة، بسبب الإجراءات الأمنية المكثفة المرافقة لسكن الرئيس أوباما في الجناح الرئاسي الذي تبلغ كلفة الإقامة فيه 1370 جنيها إسترلينيا (أكثر من ألفي دولار أميركي).

من جهة أخرى، أشارت تقارير صحافية في بريسبين إلى أن مسؤولين أميركيين طلبوا إزالة طريق محول خارج جامعة كوينزلاند، بحيث لا يضطر موكب الرئيس باراك أوباما، خلال توجهه لحضور قمة مجموعة العشرين، للإبطاء.

وذكرت صحيفة «ذي أستراليان»، أن سلطات منطقة كوينزلاند رفضت طلبا تقدمت به الخدمة السرية الأميركية وشرطة كوينزلاند ومكتب رئيس الوزراء، بينما ذكر متحدث رسمي باسم مسؤول شرطة كوينزلاند جاك دمبسي، أن جميع الطلبات الأمنية تُعد شأنا يخص السلطات المعنية بمجموعة العشرين. يُذكر أن أوباما من المقرر أن يلقي كلمة أمام جمهور منتقى داخل الحرم الجامعي الرئيس بسانتا لوتشا، الذي تم إعلان جزء منه منطقة خاصة بمجموعة العشرين.

ومن الممكن أن يصل الرئيس الأميركي، الذي يتوقع وصوله بعد العاشرة و45 دقيقة صباحا، في موكب سيارات يضم السيارة الرئاسية المعروفة باسم «بيست» (الوحش). وهي عبارة عن سيارة طراز «كاديلاك» بمقدورها الصمود في وجه هجمات بيوكيماوية والرصاص، وهي مصفحة لحماية الرئيس من العبوات الناسفة على جانب الطريق.

كما أن بها مدافع لإطلاق الغازات المسيلة للدموع ومكانا لتخزين بندقية محشوة، وإمدادات من فصيلة دم الرئيس لحالات الطوارئ.

أيضا، من الممكن أن ينقل الرئيس للجامعة جوا عبر طائرة مروحية. جدير بالذكر أنه ظهرت 3 مروحيات تابعة لسلاح مشاة البحرية الأميركية (المارينز)، الأربعاء، وهي تتدرب على الإقلاع والهبوط خارج مستشفى «رويال بريسبين»، إلى الشمال مباشرة من الضاحية التجارية المركزية في بريسبين. ومن المقرر وصول الطائرة الرئاسية الأميركية «كوينزلاند» بقاعدة «أمبيرلي» التابعة لسلاح الجو الأسترالي، صباح غد (السبت)، مقبلة من بكين. وبالنسبة إلى روسيا، تتعقب وزارة الدفاع الأسترالية أسطولا من سفن حربية روسية تبحر بالمياه الدولية قرب سواحلها. ومن المعتقد أن السفن المرابطة حاليا ببحر كورال قرب بابوا غينيا الجديدة، ربما تكون في طريقها نحو بريسبين، من أجل قمة مجموعة العشرين المقرر انعقادها الأسبوع المقبل، التي سيحضرها فلاديمير بوتين.

يُذكر أن سفينة القيادة الروسية بالمحيط الهادي «فارياغ» تقود مجموعة السفن الحربية جنوبا، تصاحبها المدمرة «مارشال شابوشنيكوف»، وواحد من أقوى زوارق القطر بالعالم «فوتي كريلوف». أيضا، ترافقهم ناقلة إمدادات تدعى «بوريس بوتوما» باتجاه الساحل الشرقي لأستراليا. يُذكر أن فلاديمير بوتين من المقرر وصوله إلى بريسبين لحضور قمة مجموعة العشرين.

من ناحيته، صرح متحدث رسمي باسم قوة الدفاع الأسترالية لـ«سكاي نيوز» بأن السفن الروسية أرسلت وقت انعقاد مناسبات دولية من قبل. وذكرت مصادر دفاعية لـ«ذي أستراليان» أن تلك التحركات ترمي لإضفاء «هالة من القوة» حول بوتين أثناء مشاركته بقمة مجموعة العشرين. وبما أن بريزبن من أهم المدن الأسترالية، وهي عاصمة ولاية كوينزلاند وأكثر مدنها اكتظاظا بالسكان، وتُعد العصب الاقتصادي في البلاد، فإنها تنتشر فيها عدة فنادق، ولكن يعد فندق «ماريوت» و«هيلتون» من أهم فنادقها، وهما من فئة 5 نجوم.

فندق «ماريوت» مؤلف من 28 طابقا و263 غرفة من بينها 4 أجنحة، بالإضافة إلى 10 صالات مخصصة للاجتماعات. واختار رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون فندق «تريجوري» ليكون مكان إقامته فترة القمة، وكلفة الإقامة لليلة الواحدة في الفندق المذكور 1259 دولارا أستراليا.

وينزل الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في فندق «هيلتون»، وسعر الإقامة لليلة الواحدة 615 دولارا أميركيا، ويُعد هذا السعر رخيصا بالمقارنة مع سعر الليلة في فندق «ماريوت». واختار الرئيس الصيني «جناح ستامفورد» في «ستامفورد بلازا» وكلفة الليلة 925 دولارا أستراليا.

ويسكن رئيس الوزراء الأسترالي توني أبوت في جناح فاخر في «ريدجز»، وكلفة الليلة 300 دولار أسترالي، وقد يكون اختيار أبوت هو الأذكى، لأن حجم جناحه أكبر من جناح الرئيس أوباما، والسعر أقل بكثير. أما بالنسبة للرئيس البورمي، فوقع اختياره على جناح فاخر في «غامباروس» بسعر 1260 دولارا أستراليا لليلة الواحدة.

وكان اختيار عناوين الإقامة بالنسبة لعدد من القادة متواضعا، فوقع خيار المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل على فندق «فور بوينتس» الرخيص نسبيا، في حين اختار رئيس وزراء الهند ناريندا مودي فندق «سوفياتيل» ليكون جار الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند، الذي اختار الفندق ذاته.

والاختيار الأرخص ثمنا كان لرئيس الوزراء الياباني الذي قرر النزول في فندق «نوفوتيل» الاقتصادي، سعر الليلة 200 دولار أسترالي.

ورشحت معلومات مفادها أن فندق «ماريوت» اضطر إلى تغيير ديكورات الجناح الرئاسي لتأمين أعلى نسبة من الحماية والأمن للرئيس الأميركي، فأزيلت جميع المرايا والأسرّة من غرف الجناح، وتم مسح الطابق بأكمله للتأكد من عدم وجود أجهزة تنصت، وللتأكد من عدم تمكن أي شخص من الاستماع إلى محادثات الرئيس الهاتفية.