بالفيديو .. حاملو البيادات عبيد أم محبين للجيش ؟



هند خليفة – رحاب جمعه




الجندي: رسالة للإخوان تظهر ترابط الجيش والشعب

حلمي : ظاهرة الغرض منها تشويه الجيش

السعيد: أمر مرفوض ولكنه لاستفزاز الإخوان

زكريا : حالات فردية لأشخاص يعبرون عن تقديرهم للجيش وتعزيتهم لأسر الشهداء

مواطنون : حمل بيادة الجيش تقدير له وشرف لنا



سيدات ورجال وحتى أطفال يرفعون بيادات الجيش فوق رؤوسهم وعلى أكتافهم ويقومون بتقبيلها، ويهتفون بحب شديد للجيش وللرئيس عبد الفتاح السيسي، مشهد تكرر كثيراً بعد موقف الجيش ووقوفه إلى جانب الشعب في ثورة الـ30 من يونيو وكان سبباً رئيسياً بعد الحشد الشعبي الكبير في إزاحة حكم الإخوان والخلاص من رئيسهم محمد مرسي، وتكرر المشهد بكثرة مؤخراً بعد عدد من الأعمال الإرهابية التي استهدفت ضباط ومجندي الجيش.

وعبر هؤلاء الذين يقومون برفع البيادات عن أن فعلهم هذا يكون بقصد النكايةً في جماعة الإخوان التي يصفونها بالإرهابية وفي بعض الشباب الذين يرددون دائماً عبارة يسقط حكم العسكر ويصفوهم بالعملاء، مؤكدين أنهم اذا استطاعوا فسوف يضعوا بيادات الجنود فعلياً على رؤوسهم تقديراً لدورهم في إنقاذ الوطن ومحاربة الارهاب.

وعلى جانب آخر اعتبر البعض هذا الفعل اساءة للشعب، وأن هؤلاء الأشخاص اعتادوا على وجود الدولة القمعية فأسموهم بـ عبيد البيادة الذين يريدون العودة لما قبل ثورة 25 يناير.

وبين هذا وذاك قامت الفجر باستطلاع آراء سياسيين ومختصين في مجال علم النفس وعدد من المواطنين وتحليلهم للأسباب التي جعلت هؤلاء يقومون برفع البيادات على رؤوسهم، فمن الناحية السياسية قال مصطفى الجندي النائب البرلماني السابق، أن رفع بيادات الجيش على الرؤوس رسالة موجهه للإخوان الذين يثيرون غضب البعض في محاولة منهم لإثارة المشهد السياسي بكلمة عبيد البيادة ، إلى أن أتى بعض المواطنين وقاموا باستفزازهم ورفع البيادة على رؤوسهم ليظهروا لهم مدى الترابط بين الجيش والشرطة والشعب.

وأضاف في تصريح خاص لـ الفجر ، أن مواقف الجيش المصري قوية وواضحة على مر التاريخ، حيث لا يمكن أن ننسى دوره في حرب أكتوبر، مشيراً إلى أن الشعب المصري في حرب 73 عبر عن حبه وامتنانه للجيش عن طريق التطوع للقوات المسلحة، أما الآن أصبح الامتنان للجيش في رفع البيادات على الرؤوس .

وطالب الجندي الرئيس عبد الفتاح السيسي رئيس الجمهورية بفتح باب التطوع للجيش، لدعمه في حربه ضد الإرهاب، وموجهاً رسالة إلى الجندي المصري بالثبوت وأخرى للشعب مطالبه بالاتحاد، وثالثة للعالم قائلًا: رسالتي للعالم أن يقرأوا التاريخ، وأن يعلموا أن مصر محفوظة في القرآن، وعمرها ما هتخسر ولا خسرت .

ومن ناحية أخرى أدان نبيل أحمد حلمي ، أستاذ القانون والعلاقات الدولية، هذه الظاهرة، مؤكداً أن الغرض وراء ذلك هو تشويه صورة القوات المسلحة والترويج لانقسام الشعب المصري قائلا للذين يعتبرون ذلك تعبيراً عن الامتنان للجيش: مش لاقيين غير الجزم للتعبير عن حبكوا للجيش .

وأوضح خلال تصريح خاص لـ الفجر ، أن مصر تمر الآن بحرب جديدة من نوع جديد أسماه الجيل الرابع للحروب ، وهي أن هناك بعض من طوائف الشعب يحارب بالوكالة بمعنى إنه يقوم بمحاولة التأثير على هيبة الدولة وتشويه سلطاتها السيادية ، وأن هذا مختلف تماما عن الحروب التي خاضتها مصر، مطالباً الدولة بأن تتعامل بمنتهى الحسم والقوة مع كل من يروج لانقسام الشعب المصري .

ومن الناحية النفسية والاجتماعية، فصرحت رغدة السعيد محللة لغة الجسد، أن ظاهرة رفع بيادات الجيش على الرؤوس المنتشرة في الشوارع الآن ظاهرة مرفوضة، نظرا لأنه أمر غير طبيعي وبه إهانة كبيرة للمواطنين ويتسبب في إيذاء الروح المعنوية للجيش المصري ويضرهم أكثر مما يقدم لهم الإفادة .

وأضافت في تصريحها الخاص للفجر أن هؤلاء المواطنين الذين يقومون بهذه الأفعال كرد فعل على جماعة الإخوان الذين يسبوهم بكلمة عبيد البيادة مشيرة أن هذه الحركة الذي ابتدعها فئة المواطنين البسطاء ماهي إلا لاستفزاز الإخوان.

وتابعت قائلة أن لجيش مصر العظيم الكثير من المواقف العظيمة مثل حرب أكتوبر ولكن لم يفعل وقتها هؤلاء البسطاء مثل أفعالهم تلك الأوقات وهذا دليل واضح على التطور الطبيعي والمجتمعي لأسلوب الشعب المصري مؤخرا ، لتتواكب هذه الفعلة مع الألفاظ والانحطاط المجتمعي الذي وصل إليه بسطاء الشعب المصري .

واستنكرت الدكتورة منال زكريا أستاذ الطب النفسي، من إطلاق كلمة ظاهرة على عدد قليل من الأفراد الذين يضعون بيادة أفراد الجيش والشرطة على رؤوسهم، موضحة أن هذه ليست ظاهرة كما يطلق عليها الإعلام وإنما هي حالات فردية يعبر عنها بعض المواطنين كطريقة للتعبير عن امتنانهم وتقديرهم للجيش المصري، كما يستخدموا الطريقة نفسها في تعزيتهم لأسر الشهداء الذين توفوا أولادهم أثناء تأدية واجبهم الوطني ، مؤكدين أن مكانة أولادهم كبيرة لدرجة أن بيادتهم فوق رؤوس المواطنين .

وأضافت أن هذه الأفعال ليس لها تأثير على رجال الجيش، حيث أن الشعب والجيش على علاقة قوية ومتينة لا تحتاج لمثل هذه الأفعال للتعبير عنها، مشيرة إلى أنها قد تكون رسالة لرجال الشرطة لتوضح لهم أن الشعب المصري شعب تقوده مشاعره وعواطفه، وأيضا شعب غير ناكر للجميل بدليل ما يفعلوه للتعبير عن امتنانهم لأفراد الجيش .

وطالبت رجال الشرطة فهم تلك الرسالة، ومحاولة التعامل مع المواطنين خارج حدود السلطة وألا يتم الإساءة للمواطنين لرسم طريقة جديدة للتعامل بين الشعب والشرطة، لتحويلها من علاقة طردية إلى علاقة حميمة مثل علاقته بالجيش .

وكان للمواطنين في الشارع تحليل لهذا الفعل، فقال أشرف إبراهيم، موظف، أن هؤلاء الأشخاص يعبرون عن احترامهم وتقديرهم للجيش الذي وقف معه في ثورة 30 يونيو، مؤكداً أن هذا الموقف فيه تقدير للجيش ولا يوجد أي إهانة فيه.

وتابع : من يفعل ذلك لأنه يعلم أن الجيش هو الي حمانا وحمل حذاء الشعب على رأسه حينما نزل في 30 يونيو، وهو يفعل هذا من باب رد الجميل .

ورأى رضا شاهين، بائع جرائد، أن هذا التصرف أقل ما يقدمه مواطن للجيش، وأنه يعبر عن ما في داخل الكثيرين، لافتاً إلى أن الجيش هو الذي يحمي البلد وشعبها، وواجب على الجميع أن يكونوا مطيعين له.

ونفى شاهين أن تكون هذه الأفعال نكاية في جماعة الإخوان وتوجيه رسالة لهم، مؤكداً أنها تعبير عن حب الجيش، وأن الإخوان ليسوا مصريين، مستطرد : أي واحد يخرب ويولع مش مصري، مفيش حد يخرب ويولع في بيته .

وقال جمال محمد، موظف على المعاش : أن يحمل شخص بياده الجيش فوق رأسه شرف له، وهو شخص يفهم أن الجيش يحمينا، وهو رمز مجازي وطبعا الجيش فوق راسنا، احنا لو نوطي نبوس حذائه أقل شيء .

وأشار إلى أن الشعب كان قد قام في السابق بحمل بيادات جنود الجيش بعد انتصار 73، موضحاً أن حال الشعب وضباط الجيش كان مؤسف بعد نكسة 1967 حينما خدع الجيش، وحينما انتصر بقيادة الرئيس الراحل السادات في حرب 1973 كنا نحملهم فوق الرؤوس، لولاهم كنا مازلنا منكسين رؤوسنا حتى الآن .

وأكد حسن رضوان، سائق، أن المرحلة الحالية وما يحدث بالشارع المصري من انفلات يحتم على المصريين أن يتقبلوا وجود قيادة عسكرية لمصر، لأنها تحتاج إلى انضباط وهذا الانضباط لا يحدث الا في وجود قيادة عسكرية لديها التزام وطني، لافتاً إلى أنه في ظل كل ذلك لا يعني أن معارضتهم ممنوعة.

وأضاف أنه من الطبيعي أن يختلف ويتفق الشعب مع الجيش، مشيراً إلى أنه اختلف معهم في وجهة نظر سياسية، واتفق معه أن المرحلة الحالية لا يصلح أن يقود منظومة الدولة غيرهم، مؤكداً أن هذا حل الشعب أرغم عليه من أجل الحفاظ على الوطن.

وعبر عن تمنيه ان يعود جندياً في الجيش مرة أخرى، للدفاع عن مصر وأرضها لأولاده وأبنائهم، مشيراً إلى أنه ترك الخدمة منذ 65 عام.

وأكد حسن الشامي، رئيس الجمعية المصرية للتنمية العلمية، أن مثل هذه الأفعال تسيء للقوات المسلحة ولمن يقوم برفع البياده، موضحاً أن الجيش هو قوة للحفاظ على الهوية الوطنية والحدود، بالإضافة إلى أن الدستور وضعه في مكانة قوية، فضلاً عن أنه منبع الوطنية ومدرسة الرجال وحافظ الوحدة الوطنية .

من يفعلوا ذلك عليهم ان يتراجعوا وان يحكموا عقلهم وتفكيرهم في ان لجيش هو القوة ويجب ان يحافظ عليه بينما شعارات الاخرى سوف تسيء للجيش أكثر من تأييده

وأضاف الشامي : رفع البيادات بقصد اهانة بعض التيارات السياسية، وان يكون تحدي لها ليس مجدياً ويجب الا يستخدم هذا الأسلوب، وأن نعلي قيم حرية الرأي والتعبير وحقوق الانسان .