هانى عبدالله يكتب : رغم أنف السلفيين: شهيدًا.. شهيدًا.. شهيدًا.. ولو كان «مسيحيًا»

مقالات الرأي



أدمن «ياسر برهامى»، نائب رئيس الدعوة السلفية، إشعال الأزمات الطائفية! لا نعرف له يقينًا ملة أو هوية! يقول إنه يتحدث باسم السماء.. لكنه لا يحسن سوى «صناعة البلاء».. يقطر جهلاً وبغضاء.. اتخذ من «الأقباط» هدفًا رئيسيًّا؛ حتى يبقى محلاً للجدال الإعلامى، ولا تختفى عنه الأنظار(!).. فليس من المهم هنا أن يحرق البلاد بالنار.. المهم؛ أن يبقى هو على الشاشات وصفحات الجرائد، ليل نهار!

يحتاج «برهامى» قطعًا لمن يعالجه «سيكولوجيًّا».. هو «حالة مرضية» لا شك.. فلا يمر، وقت طويل، حتى يخرج علينا بفتوى «شاذة» جديدة، تهدم ولا تبنى.. أصبح سجله مع الأقباط حافلاً بالكراهية.. فمن الإساءة للعقيدة المسيحية، إلى تحريم «المعايدة عليهم»، ومرورًا بمنع نقل القساوسة إلى الكنائس!

أما آخر فتاواه «الشاذة».. فكانت على خلفية مذبحة «كرم القواديس» الإرهابية، التى أودت بأرواح 26 شهيدا من جنود القوات المسلحة.. ورغم أن الحادث، نفسه، ارتكبه نفر ممن هم على شاكلة «برهامى» نقصد من يدّعون أنهم يتحدثون باسم السماء فإن الشيخ وجدها فرصة؛ لوضع الأقباط هدفًا لفتاواه من جديد.. وقال فى فتوى نصية، تم تداولها عبر العديد من مواقع التواصل الاجتماعي؛ إنه لا يجوز اعتبار الجنود الأقباط، ممن تم اغتيالهم على يد الجماعات الإرهابية، شهداء!

الفتوى، أثارت بالتأكيد غضب الكثيرين مسلمين ومسيحيين فمن ذهبوا ضحية الإرهاب الغادر، لا شك من «الشهداء»، رغم أنف الشيخ وأنصاره من الجهلاء.. شهداء الوطن والواجب.. ضحوا بأرواحهم؛ للحفاظ على أرواح الجميع.. بمن فيهم الشيخ «برهامى» وصحبه، ممن لا يفقهون قولا!

وإن كان على «برهامى» أن يدرك حجم «تُرهاته»، فليس عليه سوى أن ينظر لردود الأفعال الغاضبة، التى تصاحب فتاواه.. فقد كان من الأولى إن كان يملك شيئًا من الفطنة أن يراعى فى تصريحاته ما أحدثته تلك الجريمة من أثر فى نفوس المصريين، كافة.. لكنه أبى إلا أن يعطى شرعية للعمليات الإرهابية، عبر إحداث وقيعة جديدة بين المسلمين والمسيحيين.. لكننا، يقينًا، لا نستبعد أن تصدر مثل تلك الفتاوى، ممن لا يؤمنون بـ»الوطنية»، من حيث الأصل.. فقد سبق أن رفض ذلك التيار الذى يمثله برهامى، ومن هم على شاكلته الوقوف للسلام الجمهورى، بالبرلمان والتأسيسية!

ما يقوله «برهامى»، يدخله لاشك تحت طائلة القانون.. فهو يحض على الفتنة بين أبناء الوطن الواحد.. يزرع البغضاء زرعًا.. يمنح صكًا للإرهاب؛ لقتل المسيحيين، من دون عقاب.. فهم أقل من أن يطلق عليهم مسمى «الشهداء»، بحسب رؤية «فضيلة راعى الإرهاب الأكبر»، ورفاقه!

يرى «برهامى»، أن ما يقول به يقربه إلى الله زُلفى!.. فالانتقاص من المخالفين للعقيدة الإسلامية «فريضة».. هكذا كان يقول لنا لسان حاله، عندما جمعتنا الصدفة سويًّا، بمجلة «روزاليوسف» منذ عامين تقريبًا.. كنت قبل هذا اللقاء بشهور قليلة قد كتبت عن (دين ياسر برهامي!).. لذلك؛ توقعت كلماته الأولى، من دون أن ينطق بها.. سألنى «برهامى»، عندما التقينا وجها لوجه: (لم تتوقع أن ترانى هنا، طبعًا ؟!).. قلت له : (أهلاً بك ضيفًا.. لكن لا تنتظر منى ترحيبًا مختلفًا بأفكارك.. فأنت تزرع الفتنة زرعًا).. حاول الرجل مرارًا أن يقنعنى أن «الإسلام» يفرض عليّ أن أتبنى وجهة النظر التى يقول بها! وأن إيمان كل مسلم بفتاواه ضرورة يُحتّمها الدين! فلا يمكن أن يستوى المسلمون، وغير المسلمين!

لا يهم، هنا، كيف أنهيت هذا النقاش «العبثى».. لكن ما يهم على وجه القطع هو أن هذا «الاعتقاد» مكون أصيل، من مكونات تفكير الرجل.. لذلك؛ لا أصدق منه أى تصريحات، تأتى تالية لفتاواه، وتحاول تجميل حقيقة أفكاره «المتطرفة».. فالانتقاص من الآخر، أصبح مكونًا رئيسيًّا من مكونات التيار الذى يمثله «برهامى» ورفاقه.. لذا؛ لم يعد من المقبول، أن نصبر على أى من هؤلاء أكثر من هذا.. حاكموهم.. لعلهم يرشدون، أو يدركون معنى «الوطن».. وإن كنا نشك، أن يُدركوا!