بالصور والفيديو.. "الفجر" ترصد الاهمال بخط سكة حديد "الخارجة – الاقصر"


هدير محمود




أنشأ خط قطار السكة الحديد بالوادى الجديد فى عام 1903 لشركة إنجليزية، وكان مقر النادي الاجتماعي الشهير حاليا في مدينة الخارجة، مقرا لمحطة السكة الحديد ومكتب ناظر المحطة، وجزءا من القضبان وكان يحمل عربة قطار واحدة ما زالت بحالة جيدة.



حيث أن تاريخ السكة الحديد بالواحات الخارجة يرجع إلى عام 1903م، عندما قام الجيش الانجليزي بمد خط السكة الحديد من وادي النيل عبر مركز أبوتشت التابع لمحافظة قنا بالواحات الخارجة ليصلها أول قطار يربطها بوادي النيل وبعاصمة مصر القاهرة، ولكسر حاجز العزلة الجغرافية والسياسية والاقتصادية والتجارية التي عاشتها واحات مصر لآلاف السنين.



ومنذ أكثر من 35 عاما في يناير 1941 زار الملك فاروق الواحات، والذى كان قادما من السودان في رحلة صيد ودخل الواحات عن طريق باريس واتجه إلى الخارجه واستقبله الأهالي استقبالا حافلا، حيث دخل الملك مدينة الخارجة عن طريق منطقة عين الشيخ، ثم اتجه إلى استراحة الحدود بالخارجه، وبات رجال حاشيته في استراحة مصلحة الري، وفي اليوم التالي أراد الملك أن يسافر بالقطار إلى القاهرة، وفي الصباح انطلقت البلد جميعها إلى المحطة ووصل الملك إلى المحطة وأراد أن يرسل إشارة تلغرافية فأخبرة ناظر المحطة واسمة وديع أفندي وقال: ( ممكن يا مولاي اتصال السلك إلى أي جهة)، وفعلًا تم توصيل السلك إلى الأقصر، وسأل الملك عن المحطة وبساطتها وقد أمر بإصلاحها وطلب القطار ليسافر به وقد حضر فوجده غير صالح للسفر فلم يسافر به وقام بالسفر بالسيارات.



واستمر قطار السكة الحديد في رحلاته ليصل أبناء الواحات إلى القاهرة وبوجوده زادت معدلات الهجرة من الواحات إلى القاهرة والعكس في هذه الفترة بشكل كبير، حيث انتقلت عائلات بالكامل للإقامة في القاهرة والسويس لتحسين مستوى دخولهم ومعيشتهم وطلب العمل.



وبعد ثورة 1952 بدأ قطار الخارجه في التهالك وتعرض أكثر من مرة للحوادث وبنهاية الخمسينيات كان الأمر قد وصل إلى ذروته، وبدأت قافلة تعمير الوادي الجديد في تجديد رصف الطرق وأهمل قطار السكة الحديد تماما.



وبحلول الستينيات بدأت رحلات القطار في التوقف والأعطال وبدأ اللصوص في سرقة القطبان وتوقف القطار تماما عن العمل، واستقرت آخر سيارة بالقطار بالمحطة الموجودة حاليًا بالنادي الاجتماعي بالخارجة، والتي ما زالت تحتفظ لنا بتاريخ عميق ومليء بالاحداث والشواهد التي عاصرها أبناء الواحات بداية من الاحتلال الانجليزي وثورة 1952 حتى قافلة تعمير الوادي الجديد.



وقام الرئيس المخلوع الأسبق حسني مبارك، بافتتاح محطة مدينة الخارجة بمحافظة الوادي الجديد في أكتوبر من العام 1996 لتدشين خط قطار ينقل الركاب من الوادي الجديد لمحافظة قنا، وكمواصلة داخلية لنقلهم من مركز الخارجة إلى مركز باريس بطول 90 كيلو متر فضلا عن نقل خام الفوسفات إلى ميناء سفاجا بالبحر الأحمر مرورًا بمنطقة قفط بمحافظة قنا، لتصدير خام الفوسفات إلى دول الخارج.

ولكن توقفت حركة القطار في العام 2006 بسبب سرقة قضبان السكك الحديد خاصة من ناحية المناطق الشرقية القريبة من محافظات قنا والأقصر نظرا لطبيعة المنطقة الصحراوية، وبعدها عن أعين رجال الأمن والشرطة.



وبعد ثورة 25 يناير ونتيجة عدم تشغيل محطة قطار الخارجة بدأت كارثة أخرى لخط سكة حديد الوادي الجديد نفسه، تمثلت في سرقة اللصوص وقطاع الطرق لقطبان المحطة تحت سمع وبصر المسئولين وتم الإبلاغ عنها ولكن دون جدوى.



ورصدت عدسة الفجر استيلاء مافيا سرقة السكة الحديد المسلحين بالاسلحة الثقيلة والمعدات الثقيلة على اكثر من 600 كيلو متر تم سرقتها والتى قدرتها هيئة السكة الحديد بمليارات الجنيهات المهدرة والتى كانت تستخدم لنقل الفوسفات من مدينة الخارجة الى الاقصر ومنها الى سفاجا .



وقال محمود احمد احد سكان قرية صنعاء بالخارجة اننا نشاهد اللصوص يفكون الفلنكات ويسرقون القطبان فى وضح النهار دون اى مقاومة ، وجميع الاهالى بالقرية حياتهم مهددة بالخطر يخشون من الابلاغ عنهم للشرطة حتى لاتتكر واقعة احتلال القرية التى حدثت فى عام 2012 حين قام اللصوص بترويع الامنين وقتل ابنة رئيس الوحدة المحلية لقرية بغداد واثنين اخرين وقاموا وقتها بإحتلال القرية بإستخدام الجرينوف والاسلحة الثقيلة وقاموا بقطع الكهرباء عن القرية واحتجاز عدد كبير من اهل القرية كرهائن لهم ومنذ ذلك الوقت لم يتوقف اللصوص عن سرقة قطبان السكة الحديد حتى هذه اللحظة .