الرئيس اليمني السابق ينفي تعاونه مع الحوثيين
أكد الرئيس اليمني السابق علي عبدالله صالح لـ”العرب” أنّه “صامد” في مواقفه و”متمسك” بها نافيا في الوقت ذاته أي تعاون وتنسيق مع الحوثيين (أنصار الله).
وكان علي عبدالله صالح، الذي لا يزال رئيسا للمؤتمر الشعبي العام، أكبر الأحزاب اليمنية، “يطمئن” صديقا له يقيم في لندن على سلامة وضعه وقدرته على مواجهة خصومه، مشدّدا على “تخاذل الدولة” وكبار المسؤولين فيها في مواجهة الحوثيين الذين بينه وبينهم “ست حروب” وثلاثة عشر ألف شهيد.
وقال الرئيس السابق الموجود في منزله في صنعاء، والذي تهدده الولايات المتحدة بعقوبات دولية يفرضها مجلس الأمن عليه وعلى شخصيتين من الحوثيين، أنّه لا يعتقد أنّ الحوثيين سيتمكنون من بسط نفوذهم على كلّ اليمن.
وأشار في هذا السياق إلى أن كل التجارب التي مرّ بها اليمن تستبعد أن يتمكن الحوثيون الآتون من شمال الشمال من ان يسيطروا على اليمن كلّه. موضحا أنّ هناك من حاول ذلك في عام 1948، لكنّه فشل في تحقيق ما كان يصبو إليه.
وذكر علي عبدالله صالح، الذي بات يعرف في اليمن باسم “الزعيم”، كونه بقي في الرئاسة ثلاثة وثلاثين عاما، في اتصال مع صديق له في لندن أن في استطاعته نشر كلامه في “العرب” وموقع “ميدل إيست أونلاين”.
وشدّد على أنّه “لن يرضخ للإملاءات الخارجية”، مشيرا إلى أنّه لم يتدخل لمصلحة الحوثيين، بل بقي في منزله يتابع الأوضاع في العاصمة والبلد. وقال إن “مسؤولية الوقوف في وجه الحوثيين تقع على الدولة”، لكنّ القيمين عليها “لم يتحملوا مسؤولياتهم، بل تخلوا عنها وهم الآن يلقونها على الآخرين”.
علي عبدالله صالح: الدولة على رأسها عبدربه منصور تخاذلت
واتهم صالح الرئيس الانتقالي المشير عبدربّه منصور و”المحيطين به من أبنائه وأقاربه” ووزير الدفاع في الحكومة اليمنية المستقيلة اللواء محمّد ناصر أحمد علي بـ”تسليم معسكرات الجيش اليمني إلى الحوثيين”. وتساءل: “لمن كانت الإمرة في هذه المعسكرات، وكيف أستطيع أن أسلّمها للحوثيين؟”.
يذكر أنّ الحوثيين أو “أنصار الله” اجتاحوا صنعاء في الحادي والعشرين من سبتمبر الماضي بعد سقوط معسكرات اللواء 310 في مدينة عمران. وكان هذا اللواء بقيادة العميد حميد القشيبي الذي قتله الحوثيون أثناء المعارك واستولوا على كميّات كبيرة من الأسلحة كانت لدى هذا اللواء المعروف بأنّه تابع للواء علي محسن صالح الأحمر المستشار العسكري لرئيس الجمهورية. وهو محسوب على الإخوان المسلمين في اليمن وقد غادر صنعاء بعد سيطرة الحوثيين عليها.
ومعروف أيضا أن اللواء 310 كان يؤمّن الدفاع عن صنعاء من مواقع ذات أهمّية استراتيجية في عمران تشرف على الطرق المؤدية إلى العاصمة. إضافة إلى ذلك، كانت هناك مواقع ومركز قيادة للفرقة الأولى المدرعة التي هي عمليا بقيادة علي محسن في صنعاء نفسها ومحيطها. ولم تبد عن هذه الفرقة أيّ مقاومة للحوثيين لدى دخولهم العاصمة، كما لم تتدخل أي من القطعات العسكرية الموالية للرئيس الانتقالي والتي كانت تحت تصرّف وزير الدفاع.
وعزا علي عبدالله صالح الحملة الأميركية عليه إلى الضغوط التي مارسها عبدربّه منصور من أجل إخراجه من البلد ومن أجل “التهرّب” من تحمل المسؤوليات التي تترتب على الدولة اليمنية. وكرّر أن مسؤولية حماية البلد “تقع على عاتق الدولة وعلى الذين في مواقع المسؤولية أوّلا وأخيرا”.
وأشار في هذا المجال إلى أنه ترك الرئاسة في فبراير 2012 وسلّم موقعه إلى الرئيس الانتقالي في احتفال رسمي وذلك بعد توقيعه المبادرة الخليجية التي نصّت على ذلك.
وركّز “الزعيم” اليمني طوال الحديث على مسؤولية “الدولة” موضحا أنّه، عندما كان رئيسا للجمهورية اليمنية، خاض ست حروب مع الحوثيين. وقال إنّه دفع ثمن هذه الحروب غاليا إذ “راح ضحيتها ثلاثة عشر ألف شهيد” من أبناء اليمن.
وخاض الجيش اليمني كلّ تلك الحروب مع الحوثيين بين سنوات 2004 و2010. وطوال تلك الحروب، كانت المعارك محصورة في محافظة صعدة. ولم يتمدّد الحوثيون خارج صعدة، التي أخرجوا منها باكرا بعد تسلّلهم إليها، إلّا بعد تحريك الإخوان المسلمين الشارع ضد علي عبدالله صالح في أواخر سنة 2010 وبداية 2011.