خبراء لـ"الفجر": إقصاء الإسلاميين يولد تنظيمات متطرفة


أحمد هنداوي


محمود جابر: الجماعات الخارجة عن وعي الوطن دائماً ماتلجأ للعنف

باحث إسلامي: الجماعات في مصر تحمل فكر وهابي

ياسر سعد: الإقصاء سيولد تنظيمات سرية والأمن سيتعامل معها

مجدي سالم: الإقصاء سيؤدي إلى مزيد من الغضب والرفض

جهادي سابق:الجماعة الإسلامية لديها مشروع لا يمكنها الاستغناء عنه

باحث أمريكي: التهميش المتطرف قد يؤدي لأعمال متطرفة


حديث دائم عن الأحزاب ذات المرجعية الإسلامية، والتي بات مستقبلها مجهول في ظل دستور 2014 الذي لا يسمح بتكوين أحزاب على أساس ديني، مما يضع مشاركاتهم في الحياة السياسية على حافه الهاوية.

فبعدما فك الحصار عن عملية إنشاء الأحزاب عقب ثورة 25 يناير، و أصبح للإسلاميين منبراً يضم جميع الأيديولوجيات الفكرية، وصوتاً مسموعاً، سرعان ما سحب منهم البساط وهددوا بالحل، ومن هنا كان التساؤل: هل إقصاء الإسلاميين من المشهد السياسي ولد تنظيمات سرية تمهيداً للعنف و الصدام مع الدولة؟.

تحدى أيديلوجي

قال ماهر فرغلي الكاتب والباحث في الإسلام السياسي: نحن ضد الإقصاء.. لكن توالد التنظيمات السرية لها أسباب أعم وأشمل، منها العنف في مناهجنا التعليمية، وثقافتنا، وإذا نظرنا إلى الفكر الوهابي، ستجده مرتكزاً أساسيا لـ داعش ، كما أن باقي الجماعات في مصر تحمل ذات الأفكار، وهذا هو التحدي الأيديولوجي الذى تفرضه علينا تلك الجماعات.

وأستطرد قائلاً: أما عن الإقصاء فقد يولد الإحباط، والإحباط يولد التطرف، ولذا فعلينا أن نستوعب الشباب، والدولة هي العاقلة، والمتطرف مجنون، والعاقل عليه أن يستوعب المجنون.

ملشيات مسلحة

ومن جانبه قال محمود جابر الباحث السياسي وأمين عام حزب التحرير الشيعي : أن الجماعات التي نشأت خارج وعي الوطن، والوعي السياسي، حتي إذا عملت في العلن فهي تلجئ للعنف، ففكرة أن إقصائهم سيولد تنظيمات سرية غير جديدة، مضيفاً أنهم يقومون دائما بأعمال سرية، حتي بين بعضهم البعض، وفي حالة تسليمهم الدولة بما فيها سيعملون ويفكرون بعقلية المختفي والميلشيات.

وأضاف: الدولة المصرية تسير بخطوات جيدة، فهي تعالج حالياً مرض خطير ومتجذر ناشئ نتيجة سياسيات قديمة في نظام مبارك والإخوان، ويجب أن تؤمن الدولة بأن مدنيتها والدفاع عن الوطن مسألة استراتيجية لابد أن تسير فيها الدولة إلى ملا نهاية.

تنظيمات سرية

وفي ذات السياق قال ياسر سعد عضو في الجبهة الوسطية : إقصاء الإسلاميين سيولد عنف، وستتولد العديد من التنظيمات السرية والأمن سيتعامل معها، فلا بديل عن ذلك، فتركها سيكلفنا الكثير، كما أن زمن المصالحة انتهى، فالسيسي قام بعدة أمور تمنعه مع التعامل مع الإخوان مرة أخري، على عكس السادات الذي أخطأ بتصالحه مع اليهود والإخوان.

عنف دموي

وقال مجدى سالم نائب رئيس الحزب الإسلامي والقيادي بالتحالف الوطني لدعم الشرعية: أية محاولة لإقصاء الإسلاميين، وهم جزء أصيل من الحركة الوطنية المصرية، لن تؤدي إلا لمزيد من الغضب والرفض، بالإضافة إلى أن العنف الدموي الذي يواجه به أنصار هذا التيار، سيولد المزيد من الرغبة فى الثأر، والتي لن تؤدي بأي حال إلى الاستقرار والأمن.

وأكد أن افتقاد العدالة، وظلم السلطة الحاكمة، حتي لو أتت بطريق شرعي هو الباب الطبيعي للعنف، موضحاً أن المجني عليه عندما يفتقد إلى حماية قانونية، وتتم الانتهاكات تحت سمع وبصر المسئولين، كل ذلك لابد أن يؤدي في النهاية إلى غضب واحتقان وعنف.

وأضاف: فما بالك أن يكون النظام تابع لسلطة مغتصبة خائنة، سفكت دماء الأبرياء وزجت بالشرفاء والأبرياء داخل السجون والاعتقالات بلا رحمة، فمن يزرع الشوك، لن يجني تمراً ولا عنباً.


تبني العنف

فيما أكد الجهادي السابق أنور عكاشة، أن السيسي يعلم أن الجماعة الإسلامية لديها مشروع لا يمكن أن تستغني عنه، فإذا حاول أحد أن يجبر شخصا من داخل الجماعة الإسلامية على أن يستغني عن مشروعه، يمكن أن يقوم هذا الشخص بالاستغناء عن نفسه ولا يستغني عن مشروعه أبداً، ففكرة إقصاء الإسلاميين عن المشهد ستولد العديد من الجماعات التي تتبنى فكرة العنف وهذا ما لا نريده.

تهميش متطرف

وعلى نفس المنوال قال شهيد بوليسين المحلل السياسي الأمريكي: عندما يتم إقصاء أي صوت من المشاركة في العملية السياسية، سواء كان صوتاً إسلامياً أو غيره، فإن التهميش المتطرف قد يؤدي لأعمال متطرفة من هذه الأصوات المهمشة لكي تسمع، كما أن العنف الوحيد الذي شاهدناه في الواقع بشأن الأحزاب الإسلامية هو عنف قمع النظام لهم.

ونوه أنه أينما تواجد العنف فهو ناتج عن الجماعات المسلحة، والتي ليس لها أي اتصال بأي من الأحزاب الإسلامية.

وأضاف: هناك جهود من النظام الحالي لعرض أحزاب المعارضة الإسلامية كشكل من التهديد للأمن العام، كما يحاول مساواة المعارضة المشروعة بالإرهاب، مع ذلك فإن غالبية الأحزاب الإسلامية التزمت بالسلمية بشكل لا لبس فيه.