أحمد فايق يكتب : تركيا خططت ودربت وسلحـت ومولت عناصر حماس لتنفيذ الحادث الإرهابى

مقالات الرأي



أخطر تقرير حول مذبحة كرم القواديس على مكتب الرئيس


■ التصنيف العسكرى: عملية قتالية نوعية شاركت فيها 3 مجموعات للهجوم والتفخيخ والتأمين ■ استهدفوا الكمين بقذائف الهاون على بعد 3 كيلومترات ثم نصبوا فخا لقوات الدعم


■ يجب تحريك 680 منزلاً على الحدود مع رفح فورا وعمل منطقة عازلة من 400 إلى 700 متر وجدار أسفل وفوق الأرض ■ لقد نفد صبرنا ومن الآن مصر لن تكون رد فعل ويجب قطع العلاقات الاقتصادية مع تركيا والرد عليها مخابراتيا وتصعيد سياسى مع قطر


■ سامح شكرى يحمل رسائل قوية للدولة التى تدعم التنظيم العالمى للإخوان المسلمين وتأوى قياداته


من حقك أن تشعر بالغضب تجاه المذبحة التى حدثت لخيرة أبناء مصر فى كرم القواديس، جنود بسطاء لم تتخط أحلامهم حدود الستر والصحة والزواج، يشعرون بالفخر لأنهم يرتدون الزى العسكرى المصرى أول جيش نظامى فى تاريخ البشرية، فى مثل هذه المواقف يفضل الكثيرون البكاء، ويؤمن البعض بتأجيل البكاء حتى نأخذ بالثأر، ففى الصعيد لا نأخذ العزاء قبل الثأر للشهداء، وهذه المرة يتخطى الثأر حاجز الحدود المصرية، فالمعلومات التى لدينا تؤكد أننا أمام أكبر عملية إرهابية حدثت فى مصر، التصنيف العسكرى لما حدث فى «كرم القواديس» هو «عملية قتالية نوعية»، وهى جملة تعنى أن من ارتكب الحادث البشع هم مجموعة محترفة من الجنود وليسوا إرهابيين عاديين، جنود تلقوا تدريبات على أعلى مستوى، وأسلوبهم يؤكد أن هناك أجهزة مخابراتية دعمتهم سواء بالمعلومات أو الإعداد أو التخطيط والتمويل، من ارتكبوا الحادث الإرهابى ليسوا عناصر عادية من حماس وتدريبهم يتخطى حتى التدريبات التى تتلقاها عناصر عز الدين القسام الجناح العسكرية لحركة حماس .

العناصر الإرهابية وفقا للتقديرات الامنية تتراوح مابين 40 إلى 60 عنصرا، قسموا أنفسهم إلى ثلاثة مجموعات «هجوم وتأمين وتفخيخ»، المجموعة الأولى بدأت الهجوم على كمين كرم القواديس من على بعد 3 كيلومترات تقريبا باستخدام قذائف الهاون، المثير للانتباه أن المجموعة الارهابية الاولى أصابت الكمين إصابات مباشرة من على بعد 3 كيلومترات وهذا مؤشر على أنها مجموعة تلقت تدريبًا محترفًا على يد جيش نظامى ومن الارجح أنها تلقت تدريبها فى تركيا، وبعدما قامت مجموعة الارهابيين بالإصابة المباشرة الاولى رد عليهم جنودنا الشجعان رغم أن عنصر المفاجأة كان لصالح العدو، هنا تدخلت المجموعة الارهابية الثانية وهى مجموعة التأمين التى اشتبكت مع القوات المصرية، وحينما طلبت قواتنا الدعم، جاءتهم قوات أخرى لتفاجأ بفخ من المجموعة الثالثة للارهابيين، هذا الفخ شمل عبوات ناسفة فى الطريق وقذائف هاون تم إطلاقها على المدرعات واشتباكات بالاسلحة الخفيفة، وبعدما انتهت الـ3 مجموعات الارهابية من مهمتهم عادوا إلى غزة عبر الانفاق السرية .

خط سير الاحداث يؤكد أن هذه العملية مخططة ومنظمة والاسلحة التى يمتلكها الارهابيون حديثة وبعضها ليس موجودا سوى لدى الجيوش المحترفة، إن التقارير الامنية التى عرضت على مكتب الرئيس احتوت على بعض العبارات الغاضبة من نوعية «لقد نفذ صبرنا، ويجب وقف العلاقات الاقتصادية مع تركيا والرد عليها مخابراتيا، والتصعيد سياسيا مع قطر» .

فالتحليل العسكرى الاكثر دقة لما حدث هو أن تركيا مولت وخططت وسلحت الإرهابيين لعمل هذه العملية الكبرى، والعناصر التى نفذتها من حماس، لكنها عناصر كما قلت تلقت تدريبا على يد جيش نظامى محترف، وهنا جاء تصنيف «عملية قتالية نوعية»، وهو تصنيف أقرب لفكرة قوات الصاعقة تذهب لتنفيذ مهمة واضحة فى إطار العملية القتالية النوعية، وقطر توفر لها غطاء إعلاميًا من خلال إضعاف الروح المعنوية المصرية.

إن تركيا تهدف من خلال هذه العملية إلى هدم الاستقرار والرد على الصفعات التى تلقاها أردوغان فى الأمم المتحدة والبنك الدولى، وقبلها الصفعة الكبرى التى تلقاها على يد المخابرات المصرية والسعودية، مصر اتبعت مؤخرا تكنيكًا لمواجهة التنظيم الدولى للإخوان المسلمين، فقد جرى عمل حلف دولى لمواجهة الإخوان يضم مصر والسعودية والإمارات وربما تنضم الجزائر إليه قريبا، وبالفعل نجحت المخابرات المصرية والسعودية فى عمل خلخلة كبيرة فى نظام أردوغان، فقد نجحت المخابرات السعودية فى الحصول على وثائق فساد نظام أردوغان، ووضعت المخابرات المصرية السيناريو، ولم يتبق كثيرا فى نظام أردوغان الإخوانى الذى يموت بالسم البطئ الآن، فقد انكشفت كل الوجوه، ولم يعد أردوغان بطلا كما كان يريد أن يخدعنا بل هو فاسد لا يقل فسادا عن مبارك ونظامه، وفقد النظام التركى أعصابه وأصبحت مصر بالنسبة له قضية وجود، مصر هى حائط الصد الأول ضد خرافات أردوغان وأوهام الخلافة الإسلامية وأن يصبح خليفة للمسلمين، ومصر تقود تحالفا دوليا للقضاء على الارهاب الذى يمثله هذا الخروف العثمانلى، واكتشفت أن مواجهة مصر سياسيا لن تفلح لأن مصر دولة لها ثقلها سياسيا وعسكريا واستراتيجيا بمنطقة الشرق الأوسط، وليست تلك الدولة التى تسقط حينما ينبح هذا الاردوغانى فى الأمم المتحدة أو وسط عبيده من الإخوان المسلمين.

الاقتراحات التى تلقاها الرئيس الآن لا بديل لمصر عنها، وأهمها أهمية تحريك 680 منزلا على الحدود مع رفح إلى الداخل لأن بعض هذه المنازل تستخدم فى الأنفاق، وعمل منطقة عازلة حدودية تتراوح مابين 400 إلى 700 متر وإقامة جدار فاصل على الحدود بطول 19 كيلو متراً مربعًا فوق وتحت الارض، ويتم وضع أجهزة استشعار فيه ومجسات إذا تم حفر انفاق جديدة أسفله، وأهمية خطوة إعلان حالة الطوارئ هى فصل المدنيين عن الارهابيين، وتجاوب أهالى سيناء معها يثبت أن الإرهاب قادم من الخارج، لقد طالبت التقارير الرئيس باليد القوية وإبراز العين الحمراء فى الداخل والخارج، وبدأت مصر من خلال إرسال وزير الخارجية سامح شكرى إلى لندن، هذه الزيارة تحمل الكثير من الرسائل الخطيرة والقوية لإنجلترا، وأهمية إنجلترا أنها الدولة التى تأوى كل قيادات التنظيم الدولى للإخوان المسلمين وأموالهم فى البنوك الانجليزية، هذه المرة مصر لن تصمت تجاه تهديد أمنها القومى وانتهى عهد المهادنات، ويتضح هذا من خلال خطاب الرئيس الاخير الذى بدا حازما وقويا وربما عنيفا وبنبرة صوت صارمة لم نسمعها منه من قبل .

لقد تم تشكيل لجنة خاصة لإدارة العمليات فى سيناء هذه اللجنة تشارك فيها القوات الجوية والقوات الخاصة وحرس الحدود والجيش الثانى الميدانى والهيئة الهندسية بالقوات المسلحة، وهذه اللجنة ستضع كل الخطط والحلول اللازمة دون أن تضع فى حساباتها أى شىء، هى لجنة عسكرية بحتة وليست سياسية فمصر الآن تواجه حربا شرسة، وتدفع ثمن ثورة 30 يونيو حتى الآن.

فلم يكن سهلا أن تقف مصر وحدها أمام العالم كله لتلبية مطالب شعبها، الولايات المتحدة الأمريكية تدعم بقوة الإخوان المسلمين، دول كبيرة فى الإقليم تحكمها جماعة الإخوان المسلمين مثل تركيا، تنظيم دولى متواجد فى 88 دولة فى العالم يمتلك مليارات الدولارات، ولديه نفوذ فى كل دولة، ومدعوم من الغرب، يشنون حملات تشويه فى الصحف العالمية، لجان إلكترونية ومخابرات دول يلعبون لصالح الإخوان بشكل غير تقليدى، يطلقون الشائعات، يسعون لتفكيك الجيش المصرى .

هنا يجب أن نقف أمام تقرير مخابراتى إسرائيلى بعد انهيار الجيش العراقى وتسليم سوريا لسلاحها الكيماوى يقول إن كل جيوش المواجهة مع إسرائيل لم تعد موجودة أو تستطيع مواجهة تل أبيب باستثناء 4 فرق متماسكة فى الجيش المصرى، طبعا التقرير تحدث عن الفرق التى تمت تجريبها ميدانيا وأثبتت تفوقا عسكريا، وهذا لا يعنى أن الجيش المصرى فيه أربع فرق فقط، بل يعنى أن الجيش لم يستخدم حتى الآن سوى أربع فرق وأثبتت تفوقها عسكريا.

وبقية فرق الجيش يتم استخدامها فى التدريب والتأمين فقط، الفرق الأربع جميعها تابعة للجيش الثانى الميدانى وهو الجيش الاكبر فى مصر، والفرق هى «»18 مشاة» و«2مشاة» و»23 ميكانيكي» و«21مدرع»، ويتراوح عدد الجنود فى الفرقة الواحدة مابين 15 إلى 20 ألف جندى، واتبعت هذه الفرق سياسة جديدة فى التعامل مع الإرهاب، وهى مواجهة رصاص الإرهاب بالتصفية المباشرة، الأوامر التى يتلقاها الضباط والجنود الآن فى سيناء من يطلق عليك رصاصة واحدة عليك أن ترده بعشر رصاصات، فقد اتبع الجيش سياسة أقل عنفا فى البداية وهى ضبط النفس حتى فى التعامل مع الإرهاب، وهذا كان يؤدى إلى مقتل الكثير من الشهداء - الجنود - من أجل القبض على إرهابى واحد، وأثبتت هذه السياسة أن الجيش سيخسر الكثير من أبنائه، خاصة أن الذين يتم احتجازهم يخرجون بطرق مختلفة .

الآن الجيش يستخدم طريقة جديدة وهى مداهمة أماكن الإرهابيين إذا استسلموا يتم تقديمهم للمحاكمة، أما إذا قاوم الإرهابيون تتم تصفيتهم فورا، هذا أدى إلى تصفية حوالى 1000 إرهابى فى سيناء مابين قتيل وجريح ومسجون، وتم ضبط 700 «بيارة» أو مخزن لتهريب الوقود المدعم إلى غزة، وتم تدمير 800 نفق، كل هذا فى 6 شهور فقط، وهذا يتسبب فى جنون لكل من يريد هدم مصر .

الجيش اتبع سياسة جديدة أيضا وهى عدم إرجاء أى دفعات للتقديم إلى الخدمة الوطنية، فأصبحت القوات المسلحة تستقبل منذ ثورة 25 يناير وحتى الآن مالايقل عن 200 ألف مجند كل 3 شهور، بدون تأجيل أى دفعة، ويتم توزيع بعضهم للتأمين الداخلى وبعضهم للقوات النظامية للجيش فى حالة مواجهة أى عدو خارجى، وبالتالى أدت هذه السياسة إلى عدم التأثير على كفاءة الجيش المصرى، فالأعداد الزائدة هى التى يتم استخدامها فى تأمين الأحداث الداخلية المهمة، وبالتوازى تمت تقوية وزارة الداخلية حتى تتولى وحدها الأمن الداخلى، وهذا مايحدث الآن، فوزارة الداخلية بالتعاون مع المخابرات العامة يتوليان ملفات الأمن الداخلى، هذا غير الدور الذى تلعبه المخابرات فى الأمن الخارجى .

إن مصر بعد 30 يونيو أصبحت مزعجة للكثيرين ممن لا يحبون لها التقدم، فعلى المستوى الاقتصادى فقد استقرت أكثر ولديها مشروع قومى ينتظره المصريون وهو قناة السويس الجديدة، والمصريون أجروا استفتاء جديدا على النظام حينما منحوا له 64 مليار جنيه لتدشين المشروع فى 8 ايام فقط، ماجعل دولاً كثيرة تشعر بالرعب من المارد المصرى القادم، إن مصر ولأول مرة منذ توقيع كامب ديفيد أصبحت تتعامل كقوة إقليمية لها كلمتها فيما يحدث حولها، لقد أجرت مصر تحالفات إقليمية مزعجة للكثيرين على مستوى المشرق، أجرينا تحالفا مع السعودية والامارات يزعج قطر وإيران، وتحالفا فى المغرب العربى مع الجزائر للتنسيق بشأن الملف الليبى بصفة خاصة والملفات الإفريقية بصفة عامة، عادت مصر إلى الاتحاد الافريقى والمشكلة مع إثيوبيا فى طريقها للحل.

لكن ليس من السهل أن تقبل أمريكا فكرة أن مصر ترفض الانضمام فى حلفها الدولى للقضاء على داعش، بل أصابها هذا بجنون، لو قرأتم حجم التقارير المنشورة فى الصحف الأمريكية التى تتحدث عن رفض مصر التورط فى الحرب على داعش، ستكتشفون قيمة وأهمية مصر بالنسبة للعالم كله، فحتى الآن مازالت أمريكا تلاعب مصر بصفقة الأباتشى، تتضارب التصريحات الأمريكية يوما بعد يوم، ولم تصل إلى القاهرة أى طائرة أباتشى برغم تصريحات «جون كيري» الأخيرة والتى أكد فيها أن أمريكا سوف ترسل الطائرات إلى مصر، أهمية هذه الطائرات بالنسبة لمصر أنها وسيلة فتاكة وفعالة فى مواجهة الإرهاب بسيناء، وتستخدمها الولايات المتحدة الأمريكية كوسيلة للضغط على القرار السياسى المصرى، البجاحة الأمريكية جعلتهم يطلبون بشكل مباشر من القاهرة تقديم خدمات دعم لوجستى لهم فى حربهم مع «داعش»، أمريكا لديها حاملات طائرات وقواعد فى منطقة الخليج العربى والبحر المتوسط، لكنهم يحتاجون إلى البحر الاحمر فى هذه المواجهة، ويحتاجون أن تقدم مصر خدماتها للسفن الحربية الأمريكية فى الموانئ، هذه الخدمات لا يمكن لأى دولة تقديمها لأمريكا لعدة أسباب أولها أن الجيش المصرى جيش كبير ومدرب على تقديم هذه الخدمات اللوجستية بأسرع وقت واحترافية، وثانيا أن مصر هى الأقرب لنقاط تمركز داعش فى سوريا، وثالثا أن مصر هى الدولة ذات الذراع الكبرى فى البحر الاحمر.

أمريكا طلبت من القاهرة أكثر من مرة تقديم الخدمات اللوجستية والقاهرة لم ترفض بشكل مباشر، لكنها لم توافق أيضا، واتبعت نفس السياسة الأمريكية فى التعامل معنا بشأن الطائرات الأباتشى، وحتى الآن لم تقدم مصر أى دعم لوجستى للقوات الأمريكية ولن تقدمه إلا إذا أفرجوا عن الأباتشى .

الأكيد - أيضا - أن مصر رفضت ضغوطا ضخمة كى تتدخل قوات الجيش بريا للقضاء على داعش، حيث عرضت أمريكا أن تتولى هى العمليات الجوية، وترسل مصر قوات برية لمواجهة داعش، مثلما حدث مع العراق فى حرب الخليج، حيث إن الجيش المصرى هو الوحيد فى المنطقة القادر على مواجهة داعش بريا، لكن القاهرة رفضت مؤكدة أنها تهتم خلال الفترة القادمة بالتنمية الاقتصادية ولن تتدخل عسكريا إلا لحماية الامن القومى المصرى أو فى حالة صد الاعتداء على دول الخليج مثل السعودية أو الامارات لكنها لن تتورط مع داعش فى سوريا أو العراق .

مصر تسيطر أيضا على الملف الليبى وساهمت فى إسقاط النظام الإخوانى هناك، وهذا لم يكن سهلا على تركيا، ولم يكن سهلا على هذه القوى أن تقترب علاقتنا هكذا بروسيا، كانت جلسة المفاوضات بين مصر وروسيا للاتفاق على صفقة سلاح ضخمة قدرها 3 مليارات و500 مليون دولار صاخبة، مليئة بالمشادات والعتاب، الجانب الروسى لام على مصر أنها تذهب دائما لهم حينما تغضب أمريكا عليها، ثم تتراجع وتنقض اتفاقاتها مع الروس حينما يرضى الأمريكان عن القاهرة، وقال الجانب المصرى إن الروس بخلاء فى إعطاء السلاح، وأحيانا يحصلون على المال ولا يرسلون السلاح المطلوب وهذا يجعل القاهرة لا تثق كثيرا فى جدية التعامل مع موسكو، الجلسة كانت قوية جدا، وفتح كل طرف مخاوفه أمام الآخر، وانتهت بالاتفاق على أكبر صفقة سلاح بين مصر وروسيا منذ توقيع اتفاقية كامب ديفيد.

وتضاربت الانباء كثيرا عن تفاصيل الصفقة، مصر حرصت على عدم تسريب أى معلومات عن الصفقة، لكن الروس هم أول طرف قام بتسريب معلومات عبر وسائل الإعلام المحلية، ثم نشر موقع روسيا اليوم خبرا على لسان مسئول روسى، ثم أعطى مسئول روسى تصريحا تفصيليلا لرويتر عن الصفقة، وتحدث عن أسلحة جنود ومنظومة صواريخ دفاع جوى s300 وهى أحدث منظومة صواريخ فى العالم، بالإضافة إلى بعض الدبابات، لكن المثير للانتباه أن قيمة الصفقة أكبر بكثير من مجرد صواريخ s300 وأسلحة جنود ودبابات، فرقم الصفقة كبير يصل إلى 22 مليار جنيه، وهو مايكشف الجانب الخفى من الصفقة، وهو طائرات السوخوى 35 أحدث مقاتلة فى سلاح الطيران الروسى التى تتفوق على الـf15 الأمريكية، هذه المقاتلة لم تبعها روسيا حتى الآن لأى دولة، وموافقتها على بيعها لمصر مغازلة منها للقاهرة كمحاولة لإعادة العلاقات التاريخية بين البلدين، وجود هذه المقاتلات فى مصر قادر على إزعاج دول كثيرة فى المنطقة بينها إسرائيل .

ومنذ زيارة الرئيس السيسى للولايات المتحدة وخطابه الشهير فى الأمم المتحدة ولقائه المطول مع الرئيس الأمريكى أوباما أصيب الروس بحالة من القلق، وأعربوا عن قلقهم أكثر من مرة للقاهرة، ليتحدثوا مرة أخرى أن مصر تتراجع فورا إذا رضيت عنها أمريكا، لكن المفاجأة أن مصر هذه المرة لن تتراجع وأعلنت القاهرة فى رسالة واضحة وموجهة إلى روسيا أن علاقاتنا بالدول قائمة على مصالح الشعب المصرى فقط، وهى رسالة طمأنة للروس تؤكد أننا سنستمر فى الصفقة معهم، وبداية علاقات جديدة مع جميع الاطراف قائمة على مصالح الشعب المصرى، العلاقة مع روسيا لن تتوقف على صفقات السلاح فى الفترة المقبلة، بل تلقت موسكو عرضا من القاهرة للدخول فى محور تنمية قناة السويس من خلال منطقة صناعية.