د. نصار عبدالله يكتب : قسطرة فى القلب

مقالات الرأي



فى الأسبوع الماضى أجريت لى قسطرة فى القلب، ..لم تكن هذه هى المرة الأولى التى أعيش فيها هذه التجربة، إذ سبق لى أن عشتها أكثر من مرة، كانت أولاها فى عام 1998حينما اشتدت علىّ آلام الذبحة، وقرر الطبيب المعالج حينذاك :الدكتور خيرى عبدالدايم أن يجرى لى قسطرة استكشافية، قال لى بعدها: سنكتفى بالعلاج الدوائى فإذا استمرت الآلام فسوف نقوم بتركيب دعامة، وفى عام 2000قام سيادته بتركيب الدعامة فعلا، لكنها كانت من النوع المعدنى القديم، ذلك أن الدعامات العلاجية (أو ما يعرف أحيانا بالدعامات الذكية) لم يكن قد ظهر إلى الوجود بعد!!، وفى عام 2005 كانت الآلام قد اشتدت مرة أخرى، وخشى الدكتور نبيل فرج الذى حل فى العلاج محل الدكتور خيرى، خشى أن تكون القسطرة المعدنية قد انسدت فأجرى لى قسطرة أخرى فى دار الفؤاد تبين منها أنها ما زالت تعمل بكفاءة وأن القصور المتسبب فى الآلام راجع إلى شرايين أخرى قام بتوسيعها بالبالون. وفى عام 2007 أجرى سيادته قسطرة جديدة لم تكن نتائجها تختلف كثيرا عن سابقتها،... ومنذ عام 2007 حتى عام 2011كنت مواظبا على العلاج الدوائى، كما كنت كذلك على رياضة المشى باعتبارها جزءا من العلاج حيث كنت أقطع كوبرى سوهاج الجديد المواجه لمنزلى يوميا جيئة وذهابا، وظللت كذلك حتى قيام ثورة يناير واختفاء الشرطة من الشوارع وانتشار حوادث السلب والنهب والقتل.. حينذاك سرقت كابلات الكهرباء التى تغذى إنارة الكوبرى فأصبح مظلما تماما على مدى العامين التاليين وتعددت حوادث التثبيت التى كانت تتعرض لها السيارات والمارة من المشاة، فامتنعت عن العادة التى كنت قد تعودت عليها ولزمت منزلى لا أخرج منه إلا للضرورة، وعندما عاد الأمن إلى صورة قريبة من صورته الأولى، لم أعد أنا إلى صورتى الأولى فقد كنت قد أصبت بخشونة فى المفاصل، كما أصبت بدوالى الساقين ولم أعد أقوى على المشى إلا لمسافات محدودة، ولقد كان لعدم المشى تأثيره السيئ على القلب، فداهمتنى آلام الذبحة أكثر من ذى قبل، وقمت بإجراء مسح ذرى بالثاليوم المشع أشار إلى قصور واضح فى الشرايين التاجية وهو ما كان يستوجب إجراء قسطرة جديدة، لكننى لم أعد أقوى على احتمال السفر إلى القاهرة، فقررت فى هذه المرة أن أجرى القسطرة فى سوهاج، ولحسن الحظ فإن قسطرة القلب قد أصبحت متاحة فى أسيوط وسوهاج منذ عدة سنوات بعد أن كانت مقصورة من قبل على القاهرة ..وقال لى الطبيب الذى أجرى القسطرة ( الدكتور شرف الدين الشاذلى) إن الدعامة المعدنية القديمة ما زالت تعمل بكفاءة وإن الشرايين الرئيسية سليمة، وأن القصور الذى أعانى منه ناتج من شريان فرعى بعيد، يصعب الوصول إليه لتركيب دعامة فيه، بعد أن أجريت القسطرة حملت صورها وكذلك السى دى المسجلة عليه إلى صديقى القديم الدكتور عادل عبدالعزيز الرئيس السابق لقسم أمراض القلب، الذى قال لى إن الدكتور شرف قد قام بكل ما يمكن القيام به، وإن موضع القصور يقع فى شريان يصعب الوصول إليه فعلا، وأضاف الدكتور عادل وهو واحد من المثقفين المهتمين بالمستقبليات، أضاف قائلا:ـ على الأقل فى ظل المستوى الراهن للتكنولوجيا الطبية..لكنه واثق من أن السنوات القليلة المقبلة سوق تشهد طفرة هائلة فى هذا المجال ..ولن يمضى وقت طويل حتى يكون هناك روبوت مبرمج على حاسوب يتوجه بالقسطرة آليا إلى النقطة التى يوجد بها القصور، ويقوم بتركيب الدعامة العلاجية ..تحت إشراف الطبيب المتخصص الذى سيقتصر دوره على المتابعة، وإن كان لنا -كلانا- عمر فسوف أذكّرك .