بالفيديو والصور .. "الفجر" تنشر رد القوات المسلحة على عملية "كرم القواديس" الإرهابية


هند خليفة

السيسي يُعلن الطوارئ .. والقوات المسلحة تخلي المنازل على الشريط الحدودي

حفر قناة مائية بطول الحدود مع قطاع غزة لمنع حفر الانفاق

اختلف رد فعل القيادة المصرية متمثلة في رئيس الجمهورية عبد الفتاح السيسي، والقوات المسلحة بعد الحادث الإرهابي الذي وقع مؤخراً في كمين كرم القواديس بشمال سيناء والذي أسفر عن مقتل 30 جندياً وضابطاً من رجال القوات المسلحة، عن المرات السابقة التي وقعت فيها أحداث مشابهة، فلم يكتفوا فقط بعبارات الشجب والإدانة لمرتكبي هذا الحادث مع استمرار عمليات الجيش الطبيعية التي يجريها على أرض سيناء للقضاء على الإرهاب.

فكانت الردود هذه المرة حاسمة وقوية، لتكون على قدر قوة الواقعة التي نفذت بواسطة سيارة كان يقودها انتحاري، وتحمل طنين من مادة تي إن تي شديدة الانفجار، وتبعها هجوم آخر شنته مجموعة من المسلحين بمدافع الهاون وقذائف الآر بي جي، حيث تنوعت القرارات ما بين إخلاء منطقة الشريط الحدودي وتهجير الأهالي، وإعلان حالة الطوارئ وتنفيذ المحاكمات عسكرية على المخربين والإرهابيين، كما لو أن السلطة قد فاض بها الكيل في التعامل مع هؤلاء الإرهابيين.

وقامت الفجر برصد هذه القرارات والعمليات التي قامت بها قواتنا المسلحة في منطقة شمال سيناء والشريط الحدودي مع رفح بدءً من يوم الحادث.



السيسي يدعو لإجتماع عاجل لمجلس الدفاع الوطني



بعد وقوع الحادث مباشرة دعا الرئيس عبد الفتاح السيسي إلى عقد اجتماع عاجل لمجلس الدفاع الوطني، وبعد ساعات انعقد المجلس وقرر إعلان حالة الطوارئ في عدة مناطق بشمال سيناء.

ليشمل القرار مناطق بداية تل رفح مارًا بخط الحدود الدولية وحتى العوجة شرقا، ومن غرب العريش وحتى جبل الحلال غربا، ومن غرب العريش مارا بساحل البحر وحتى خط الحدود الدولية فى رفح شمالا، ومن جبل الحلال وحتى العوجة على خط الحدود الدولية جنوبا ، لمدة ثلاثة أشهر اعتبارا من الساعة الخامسة صباح يوم السبت الموافق 25 من شهر أكتوبر سنة 2014 .

وقرر المجلس فرض حظر التجوال في المنطقة المحددة بالمادة الأولى من هذا القرار طوال مدة إعلان حالة الطوارئ من الساعة الخامسة مساءً وحتى الساعة السابعة صباحا، أو لحين إشعار آخر.

كما تقرر أن تتولى القوات المسلحة وهيئة الشرطة اتخاذ ما يلزم لمواجهة أخطار الإرهاب وتمويله وحفظ الأمن بالمنطقة وحماية الممتلكات العامة والخاصة وحفظ أرواح المواطنين، وأن يعاقب بالسجن كل من يخالف الأوامر الصادرة من رئيس الجمهورية.

اجتماع الأعلى للقوات المسلحة لبحث الخطوات التنفيذية

وفي اليوم التالي انعقد المجلس الأعلى للقوات المسلحة، بكامل هيئته في جلسة طارئة في ساعة مبكرة من صباح يوم السبت الموافق 25 أكتوبر 2014 برئاسة الرئيس عبد الفتاح السيسى رئيس الجمهورية والقائد الأعلى للقوات المسلحة، وتم استعراض تداعيات الأحداث الإرهابية بسيناء .

تم دراسة الخطوات التنفيذية لتفعيل توصيات مجلس الدفاع الوطني، ولا سيما إعلان حالة الطوارئ بالمناطق التي تم تحديدها في القرار، وتم تكليف لجنة من كبار قادة القوات المسلحة لدراسة ملابسات الحادث و عقد جلسة مشتركة مع قيادات هيئة الشرطة المدنية لتنسيق الجهود والمهام .

وأكد المجلس على عزمه استئصال الإرهاب الغاشم من هذه البقعة الغالية من أرض مصر، وتم التصديق على خطة القوات المسلحة لمجابهة الإرهاب فى سيناء وعلى الاتجاهات الاستراتيجية الأخرى .

وزيري الدفاع والداخلية وسرعة القبض على المتورطين

في اليوم ذاته انعقدت اللجنة المشتركة من القوات المسلحة وهيئة الشرطة المدنية برئاسة الفريق أول صدقي صبحى القائد العام للقوات المسلحة وزير الدفاع والإنتاج الحربى، واللواء محمد إبراهيم وزير الداخلية، والفريق محمود حجازي رئيس أركان حرب القوات المسلحة وقادة الأفرع الرئيسية وكبار قادة القوات المسلحة وهيئة الشرطة المدنية لتنسيق جهود ومهام مكافحة الإرهاب في سيناء .

وقررت اللجنة تفعيل قرار الرئيس السيسي بإعلان حالة الطوارئ وحظر التجوال في بعض المناطق بشمال سيناء لمدة ثلاثة أشهر، واتخاذ الإجراءات والتدابير اللازمة في سرعة القبض على المنفذين والمتورطين في هذا الحادث الإرهابي الغاشم سواء بالتحريض على ذلك أو التمويل المادي لمثل هذه الأعمال الإرهابية، والتأكيد على حماية أبناء سيناء واتخاذ كافة الإجراءات لتأمين المدنيين المتواجدين داخل المناطق المحددة بالقرار الجمهوري






بدء المداهمات عن طريق الهليكوبتر والأباتشي

تنفيذاً لقرارات اللجنة بدأت القوات المسلحة المداهمات، في يوم الـ 27 من أكتوبر، فقامت طائرات الهليكوبتر الهجومي المسلح من طراز الأباتشي بتنفيذ عدد من الهجمات الجوية باستهداف الأوكار والبؤر الإرهابية بمناطق العريش والشيخ زويد بشمال سيناء، وهو ما أسفر عن :

1 - مقتل 8 أفراد من العناصر الإرهابية نتيجة لتبادل إطلاق النار مع القوات أثناء تنفيذ المداهمات والذين كان من بينهم عنصر من العناصر المشتركة في الهجوم الإرهابي.

2- ضبط 7 أفراد من العناصر الإرهابية.

3 – تدمير 3 منازل خاصة بالعناصر الإرهابية.

4 - تدمير 3 مخازن للأسلحة والذخائر والعبوات الناسفة التي تستخدمها الجماعات الإرهابية في تنفيذ عملياتها الإجرامية ضد عناصر القوات المسلحة والشرطة المدنية .

5- ضبط دائرتين نسف معدة للاستخدام ضد عناصر القوات المسلحة والشرطة المدنية.





إرسال تعزيزات والتحرك بعد رفع درجة الاستعدادات للقصوى

بدأ الجيشين الثاني والثالث الميداني إرسال تعزيزات وعناصر من وحدات التدخل السريع والتي تم نقلها جواً، وعناصر من العمليات الخاصة للأمن المركزي التابعة لوزارة الداخلية في رفع درجات الاستعداد إلى الحالة القصوى والتحرك والانتشار بسيناء لمعاونة تشكيلات ووحدات القوات المسلحة والشرطة المدنية في الحرب على الإرهاب .

كما تحركت عناصر المهندسين العسكريين لرفع كفاءة النقاط الأمنية التي تضررت جراء العمليات الإرهابية الأخيرة، ورفع كفاءة التجهيز الهندسي للقوات المكلفة بأعمال التأمين في سيناء .



إخلاء منازل المنطقة الحدودية والتوصل للبؤر الإرهابية

وفي يوم 28، مرت قوة عسكرية كبيرة من القوات المسلحة، على سكان المنطقة الحدودية برفح لمطالبتهم بسرعة إخلاء منازلهم بالمنطقة الحدودية كونها منطقة حدودية عسكرية، تنفيذا لقرار مجلس الدفاع الوطني بسرعة إخلاء الشريط الحدودي برفح لإقامة منطقة عازلة.

وطالب الجيش من المواطنين سرعة اخلاء منازلهم لتنتشر القوات بالمنطقة التي تبلغ طولها 13 كيلومتر لإقامة المنطقة العازلة والبدء في حفر قناة مائية بطول الحدود مع قطاع غزة لمنع حفر الانفاق بين مصر والقطاع.

وتم تدمير 9 فتحات أنفاق جديدة بمدينة رفح، وقُتل عنصران تابعان لتنظيم ''بيت المقدس''، في اشتباكات مع قوة من الجيش بقرية الروضة التابعة لمدينة بئر العبد.

وبدأ سلاح المهندسين في يوم 29 تدمير المنازل على طول الشريط الحدودي في سيناء، وقامت القوات المسلحة بمنح المواطنين مهلة 48 ساعه لإخلاء منازلهم قبل تدميرها وتم تعويضهم مادياً.

وقد تم إخلاء 42 منزلا في اليوم الأول تسلمتها إدارة سلاح المهندسين بقيادة الجيش الثاني الميداني قبل تفجيرها وإزالتها، وفي اليوم التالي تم إخلاء 20 منزلا آخر .

وفي اليوم التالي واصلت القوات المسلحة مداهمة الأوكار والبؤر الإرهابية بشمال سيناء، وقامت وحدات من الجيش الثاني الميداني وعناصر من الصاعقة والوحدات الخاصة من الأمن المركزي بتمشيط عدد من القرى والمناطق المحيطة بالعريش ورفح والشيخ زويد وفرض سيطرتها الأمنية علي هذه المناطق، مدعومة بغطاء جوي من الهليكوبتر المسلح التي قامت بقصف عدد من الأوكار الخاصة بالعناصر التكفيرية.

وقد أسفرت المداهمات عن قتل 3 تكفيريين شديدي الخطورة وإصابة 3 آخرين في تبادل لإطلاق النيران مع عناصر القوات المسلحة والشرطة، كما تم حرق وتدمير9 أوكار و5 منازل تتحصن بها هذه العناصر ودراجتان ناريتان.

كما نجحت عناصر حرس الحدود بالتعاون مع عناصر الهيئة الهندسية من اكتشاف وتدمير 6 أنفاق جديدة علي الشريط الحدودي برفح.

يأتي ذلك في الوقت الذي واصلت الكمائن الأمنية ونقاط التفتيش رفع درجات الاستعداد إلي الحالة القصوى للقبض علي العناصر التكفيرية والعناصر المشتبه بهم، كما فرضت عناصر من القوات البحرية وحرس الحدود طوقا امنيا علي الشريط الساحلي للبحر المتوسط بين العريش وخط الحدود الدولية مع قطاع غزة لمنع تسلل العناصر الإرهابية عن طريق البحر.

كما واصلت عناصر من الجيش الثالث الميداني ووحدات التدخل السريع انتشارها علي امتداد الطرق والمدقات ومحاور التحرك لتضييق الخناق علي العناصر التكفيرية ومنعها من التسرب إلي وسط وجنوب سيناء نتيجة للنجاحات المتلاحقة التي تحققها عناصر التأمين بشمال سيناء.

وعلى الرغم من انتشار القوات المكثف بمنطقة العريش، الا أنه قد تعرضت إحدى المركبات الخاصة بالقوات المسلحة، أمس الجمعة 31 أكتوبر، أثناء قيام عناصر القوات المسلحة بتنفيذ إحدى مهام مكافحة الإرهاب على طريق (العريش - المطار) بمنطقة المحاجر بمدينة العريش، لإطلاق قذيفة (آر. بى .جى) والتي نتج عنها إصابة 6 من رجال القوات المسلحة وتم نقلهم إلى مستشفى العريش العسكري لتلقى العلاج اللازم وجارى متابعة حالتهم الصحية.