مؤتمر فلسطين الرابع للمقاومة الشعبية فلسطين ... وحدة الدم والمصير
أطلقت هيئة المتابعة للمقاومة الشعبية في فلسطين مؤتمر فلسطين الرابع للمقاومة الشعبية في أريحا وكفر قدوم تحت شعار: فلسطين وحدة الدم والمصير، وذلك بحضور ممثلٍ عن السيد الرئيس ورئيس الوزراء وعدد من قيادات العمل الوطني من اللجنتين التنفيذية والمركزية، وأعضاء المجلس الثوري والمحافظين ومشاركة عدد كبير من ممثلي اللجان الشعبية ونشطاء العمل الشعبي، والحملات التطوعية والمؤسسات الشبابية من شمال الضفة الى جنوبها وعلى رأسها القدس الشريف.
ويهدف المؤتمر إلى بحث سبل تطوير العمل الشعبي وتفعيل المقاومة الشعبية وتعميمها وتعزيز صمود المواطنين، وحماية الأرض من المصادرة والضياع والرد على الممارسات العنصرية التي يمارسها الاحتلال بحق أبناء شعبنا في كل مكان، وقد افتتح المؤتمر في يومه الأول بكلمات لممثل السيد الرئيس وهيئة المتابعة للمقاومة الشعبية، وكلمة القوى الوطنية واللجنة المركزية لحركة فتح وهيئة المنظمات الأهلية وممثل رئيس الوزراء.
وتناول المؤتمرون خمس قضايا هامة وحاسمة هي: القدس وخطورة التهويد، ودور فصائل العمل الوطني في تفعيل المقاومة الشعبية، والدور الرسمي للمؤسسات الحكومية والرسمية في دعم وتعزيز مفهوم المقاومة وصمود المواطنين، بالاضافة الى محور المقاطعة على المستوى الداخلي والخارجي، ودور مؤسسات المجتمع المدني واليات الرقابة الوطنية عليها.
وقد قدم المشاركون من اللجان الشعبية والمؤسسات المشاركة مداخلات وآراء تصب في خدمة الأهداف التي تسعى من أجلها الهيئة والتي عقد من أجلها المؤتمر، والتي من شأنها أن تعزز ثقافة المقاومة وتدعم المشاركة الشعبية وتوفر سبل ومقومات صمود الشعب الفلسطيني.
وفي محطة كفر قدوم استعرض المشاركون مسيرة العمل الوطني ومستحقات المرحلة في ظل انسداد الأفق السياسي، والإجماع الوطني على ضرورة التكامل بين الجهود السياسية والرسمية والعمل الشعبي المقاوم.
وقبل خروج المشاركين في مسيرة شعبية تضامناً مع أهالي كفر قدوم الذين أكملوا عامهم الثالث في مقاومتهم الشعبية المطالبة باعادة فتح الطريق المغلق منذ بداية انتفاضة الأقصى، تم إجمال التوصيات التي تضمنتها نقاشات المؤتمر في يوميه وبكافة محاوره والتي تلخصت فيما يلي :
أ- محور القدس وخطورة التهويد :
1. ضرورة توفير كل الإمكانات التي تعزز صمود أهلنا في القدس الشريف في مواجهة آلة الحرب الصهيونية ومخططات التهويد، وتنفيذ جميع القرارات المالية الخاصة بذلك بل وزيادة المبالغ المقرة .
2. توحيد المرجعيات الوطنية والسياسية للقدس الشريف، وتشكيل لجنة وطنية تشرف على أداء الفصائل وتكريس عملها لخدمة أبناء المدينة وحمايتهم ومواجهة مخططات الاحتلال .
3. توفير الإمكانات والموازنات التي تضمن مواجهة المخططات الإسرائيلية وحماية الممتلكات من المصادرة والتهويد.
4. على المستوى العربي والإسلامي دعا المؤتمر جلالة الملك عبدالله الثاني بن الحسين ملك المملكة الأردنية الهاشمية، بصفته صاحب الولاية على المقدسات في المدينة المقدسة، وجلالة الملك محمد السادس ملك المملكة المغربية، بصفته رئيس لجنة القدس إلى زيارة القدس للاطلاع بشكل مباشر على ما تعانيه هذه المقدسات من جراء الاحتلال وممارسته.
5. أكد المؤتمر على ضرورة محاسبة كل المتورطين في تسريب العقارات الى مؤسسات الاحتلال، ووضع الآليات الرقابية والإمكانيات القانونية التي تحول دون تنفيذ هذه المخططات.
ب. محور القوى الوطنية والإسلامية :
1. دعا المؤتمر الى تعزيز الوحدة الوطنية والمضي قدماً في تحقيق المصالحة التي تعزز صمود الشعب الفلسطيني ووقوفه في وجه الاحتلال .
2. تشكيل قيادة وطنية موحدة للمقاومة الشعبية .
3. إيجاد الآليات الكفيلة بمشاركة كافة العناصر المنتمين للفصائل في المقاومة، واعتبار تلك المشاركة احد أهم ركائز الانتماء لهذا الفصيل أو ذاك.
ج. محور دور الحكومة والمؤسسات الرسمية في دعم وتعزيز مفهوم المقاومة وصمود المواطنين:
1. التكامل بين كافة الوزارات في خدمة المواطنين وتعزيز صمودهم .
2. دعوة الحكومة لدعم لجان المقاومة الشعبية وتوفير الإمكانيات التي تمكن تلك اللجان من الاستمرار بعملها، وتقدم للمواطنين الخدمة في جبر الاضرار الناتجة عن بطش الاحتلال وقمعه لفعاليات المقاومة الشعبية.
3. إصدار القوانين اللازمة لردع كل من تسول له نفسه من أفراد ومؤسسات من التساوق مع اي مخطط من مخططات الاحتلال .
4. رفض كل المخططات الاحتلالية التي تهدف الى ترحيل البدو لأي سبب كان، والعمل على حمايتهم ودعمهم بالطرق القانونية والسياسية والميدانية.
5. توحيد المرجعيات القانونية لقضايا المعتقلين والأراضي والعقارات من خلال مؤسسة قانونية معتمدة لدى السلطة الوطنية .
د. محور المقاطعة :
1. التأكيد على قانون منع استيراد بضائع المستوطنات وتطويره ليشمل كل البضائع الإسرائيلية.
2. دعوة كل الشركات الهندسية والتنفيذية والمقاولات إلى مقاطعة المشاريع الاحتلالية للمستوطنات وفي المناطق الفلسطينية كافة.
3. إعادة هيكلة اللجنة الوطنية للمقاطعة ودمج كل الأجسام العاملة في هذا مجال في إطار اللجنة الموحدة.
4. تنظيم المؤتمرات الصحفية وتنشيط المواقع الإعلامية لتوعية المواطن حول خطورة التعامل مع المنتجات الإسرائيلية ودعم المنتجات الوطنية.
5. حث المؤسسات الرسمية ووزارة الخارجية الى مزيد من العمل الدبلوماسي، لضمان مقاطعة مؤسسات الاحتلال وحكومته في العالم وتقديم مجرميه الى المحاكم الدولية .
د. محور مؤسسات المجتمع المدني واليات الرقابة الوطنية عليها :
1. تفعيل دور الرقابة الوطنية على عمل مؤسسات المجتمع المدني التي تتلقى أموال طائلة من المؤسسات الدولية، لضمان تجنيد هذه الإمكانيات في الخدمة الوطنية وعدم خدمتها لأية أجندات خارجية.
2. دعوة تلك المؤسسات إلى التركيز على شريحة الشباب، وتوجيه عملهم ونشاطهم للخدمة الوطنية ومقاومة الاحتلال.
3. دعوة هذه المؤسسات الى تحريم وتجريم التعامل مع الاحتلال والتطبيع مع مؤسساته.
بالاضافة الى ذلك فقد تتطرق المؤتمر الى دور اللجان الشعبية لمقاومة الجدار والاستيطان، وضرورة تعزيز دورها في تفعيل المقاومة الشعبية ضد الاحتلال والاستيطان بما في ذلك دورها في تنفيذ الرؤية الوطنية في المحاور سابقة الذكر، وضمان التكامل بين المؤسسات الوطنية والشعبية لتصبح المقاومة ثقافة وطنية شاملة، وهذا يتطلب ضرورة توحيد تلك اللجان في هيئة وطنية موحدة تمثل كافة اللجان الشعبية والمؤسسات والهيئات العاملة في هذا المجال، وفي هذا الإطار دعا المؤتمر الى توسيع هيكلية هيئة المتابعة لتمثيل القوى الوطنية والإسلامية والمؤسسات الشبابية والهيئات العاملة في المجال المقاومة الشعبية كافة .
إن المخططات الصهيونية الاستعمارية المستمرة منذ عام 1948 وما قبلها، والتي تشارك فيها كل مؤسسات دولة الاحتلال القضائية والتشريعية والتنفيذية بهدف تبديد حلمنا في إقامة دولتنا المستقلة ذات السيادة وعاصمتها القدس الشريف على ترابنا الوطني، يتطلب منا مؤسسات رسمية وفصائل وطنية وهيئات محلية وشعبية وقفة وطنية وتكاملا في الأداء والانتماء والإرادة لمشروعنا الوطني لإحباط تلك المخططات وتحقيق هدفنا المنشود .
وأخيراً... نوجه التحية لشهداء شعبنا الفلسطيني وآخرهم شهداء البراءة والمقاومة الشهيد بهاء بدر، والشهيدة إيناس دار خليل، والشهيد عبد الرحمن الشلودي، والشهيد عروة حامد، الذين هبوا للدفاع عن كرامة شعبهم، لمنع الاحتلال من تنفيذ مخططاته، ولأسرانا البواسل وجرحانا الأبطال ومبعدينا ولأهلنا في مخيمات اللجوء كل التحية وعلى موعد قريب في القدس العاصمة.