احمد فايق يكتب : أقوى دراسة أمنية عن داعش

مقالات الرأي



■ التنظيم يبيع 60 ٪ من النفط السورى لتركيا وإيران وثروته تجاوزت مليارى دولار

■ يمتلك رشاشات إم 16 أمريكية و 30 دبابة إبرامز وصواريخ يوغسلافية مضادة للدبابات

■ التحق بمعسكرات التدريب الأمريكية بالأردن وتدرب على يد مايكل فيجرز مؤسس تنظيم القاعدة


لماذا كلما ضربت أمريكا قوات داعش على الأرض يزداد إنتشارهم ويستولون على أراض أكثر؟

هذا السؤال طرح نفسه مؤخرا، والذى يصل بنا فى النهاية إلى سؤال أكثر أهمية، هل أمريكا تبيع لنا الوهم فى حرب داعش؟

ما السر وراء اتفاق كل وسائل الإعلام الغربية والإخوانية المتمثلة فى الجزيرة على وصف تنظيم داعش بالدولة الإسلامية؟

ولماذا يصور بعض الجهلة عبر وسائل التواصل الاجتماعى أن حرب أمريكا وداعش هى حرب هرمجدون أو نهاية الزمان والتى تنتهى بظهور المسيخ؟

هل أبوبكر البغدادى أو أمير داعش هو المسيخ الدجال؟

اسئلة كثيرة وأساطير أكثر حول داعش، ونعود إلى الرواية التاريخية، فحينما تم تأسيس تنظيم القاعدة فى أفغانستان كان بإشراف المخابرات الأمريكية، لقد أقنع الغرب المسلمون فى جميع أنحاء العالم أن الأفغان يخوضون المعركة المقدسة ضد الاتحاد السوفيتى الكافر، وكان هذا سببا فى تقسيم الاتحاد السوفيتى وانتصار أمريكا فى الحرب الباردة، وقتها دعمت الأنظمة العربية هذا التوجه، وكان ينادى خطباء المساجد بالجهاد فى أفغانستان أكثر مما ينادون بالحرية فى بلادهم، وبعد انهيار الاتحاد السوفيتى، قرر هؤلاء المجاهدون المزيفون العودة إلى بلادهم التى دفعتهم للموت بالنيابة عن الأمريكان، لكن إستقبلوا كإرهابيين فقد انتهى دورهم فى خدمة أمريكا وأنظمة تتنصل منهم، وعادوا إلى أصلهم.

الآن قواعد اللعبة تعود من جديد، الإدارة الأمريكية لم يعد لديها عدو واضح تبتز به شعبها وشعوب الأرض، فقد قتلوا بن لادن، وتنظيم القاعدة لم يعد مخيفا مثل فترة 11 سبتمبر، هنا ظهر تنظيم داعش، الذى فاقت الأساطير حقيقته، وفى هذه الدراسة يقدم لنا جمال طه الكاتب والباحث فى شئون الأمن القومى، قراءة دقيقة عن الحرب المزعومة ضد داعش، ويكشف مصادر التمويل والتسليح، ودور المخابرات الأمريكية فى تأسيس هذا التنظيم بالتنسيق مع المخابرات البريطانية والموساد الإسرائيلى، ويجيب عن الأسئلة الحائرة حول حقيقة داعش، وكيف كان مخططا لهذه الدولة الارهابية أن تعلن من سيناء وتم إحباط هذا المخطط، لقد نشرت مجلة النصر التابعة للقوات المسلحة المصرية جزءا من هذه الدراسة المهمة، ونحن ننشرها كاملة ربما تشبع فضول المصريين حول الإرهاب المزعوم من دولة داعش المتطرفة.

المعلومات المتعلقة بنشأة «داعش»، وتطورها، ودور «الخليفة» أبوبكر البغدادى، تتضمن أخطاء وأكاذيبَ، مصادرها متعددة، ودوافعها مختلفة، جهلاً وعمداً، ترويجها لايقتصر على مصادر أنباء عالمية، إنما يمتد لمراكز دراسات وأبحاث دولية تعتبر مرجعاً لمؤسسات اتخاذ القرار.. النواة الحقيقية، الأولى والمدقِقَة لـ«داعش» كانت حركة «التوحيد والجهاد»، أسسها الأردنى ابومصعب الزرقاوى بالعراق2004، واستهدفت الشيعة لتعاونهم مع الاحتلال الأمريكى، عارضتها تنظيمات جهادية أخرى، ونشبت اشتباكات بينهم، نجح الزرقاوى فى احتوائها،بتأسيس «مجلس شورى المجاهدين» تحت إمارته2005، القوات الأمريكية تمكنت من قتله2006، خلفه المصرى أبوحمزة المهاجر الذى أعلن إنشاء «الدولة الإسلامية فى العراق» بإمرة أبوعُمَر البغدادى، لجمع شتات الفصائل السنية، لكن الضعف أصابها نتيجة للضربات الأمريكية، وتأسيس «مجالس الصحوة» التى ضمت مقاتلى العشائر السنية الرافضين لعنف التنظيم، انتهت هذه المرحلة بقتل القوات الأمريكية أبوعُمَر والمهاجر أبريل2010، ليتولى أبو بكر البغدادى القيادة.

اسمه الحقيقى إبراهيم البدرى «أبودعاء» مواليد سامراء1971، تخرج فى الجامعة الإسلامية ببغداد1994، درس الماجستير والدكتوراه وعين أستاذاً للشريعة بنفس الجامعة2001، تزوج فى نفس العام، وأنجب نجله 2002، أقام منذ1994 بغرفة ملحقة بمسجد بحى الطوبجى ببغداد، تردد عليه التلامذة والمريدين.. بعد الغزو الأمريكى للعراق يونيو 2003شكل منهم بعض الخلايا الجهادية الصغيرة ضمن “جيش أهل السنةوالجماعة”، ونفذ بعض العمليات ببغداد وسامراء وديالى، قبل التحاقه بجماعة الزرقاوى، وتولى مسئولية تهريب المقاتلين للعراق عبر الحدود، اعتقلته القوات الأمريكية فبراير2004،خلال الأيام الأولى للتمرد السنى، ديفيد هارفى مستشار المخابرات للجنرال ديفيد بترايوس قائد القوات متعددة الجنسيات أكد أنه تم الإفراج عنه ديسمبر 2004، دون قيد أو شرط، لعدم اكتشاف انتمائه للزرقاوى.

إذن..الحديث عن سفره لأفغانستان، ولقائه هناك بالزرقاوى، واختلافه مع الظواهرى، اصطناع للبطولة، الزرقاوى تواجد بأفغانستان 1989-1992، وقت أن كان البغدادى بالتعليم الثانوى وبداية الجامعى، وموافقة الجهات الأمنية على تعيينه بالجامعة، تؤكد تفوقه وانتظامه وعدم سفره.

بمجرد توليه رئاسة التنظيم أجرى البغدادى تعديلات مهمة؛ قصر المناصب القيادية على العراقيين، وتوسع فى الاستعانة بقدامى الضباط البعثيين لخبراتهم العسكرية والأمنية، حتى سيطروا على التنظيم، الذى شكل تحالفاً بين القوى السنية «خلايا «حزب البعث»/ ضباط «جيش صدام»/ أبناء العشائر/ «داعش»».

1

العلاقة مع الولايات المتحدة

الترويج بأن البغدادى ظل محبوساً بسجن «بوكا» حتى2009، يستهدف التغطية على فترة التحاقه بمعسكرات التدريب الأمريكية بالأردن؛ التى افتتحت منذ2006 فى إطار سياسة الفوضى الخلاقة، التى نفذها سفراء أمريكا ببغداد ودمشق «نيجروبونتى مؤسس عصابات الكونترا بنيكاراجوا فى الثمانينيات وروبرت فورد مساعده وخليفته ببغداد قبل انتقاله لدمشق»، وخرجت 2000من القيادات التى تقود النشاط الإرهابى حالياً بالمنطقة، تحت إشراف مايكل فيجرز وكيل وزارة الدفاع الأمريكية للاستخبارات، الذى تولى تأسيس جميع المنظمات الإرهابية ابتداء من «القاعدة»، منذ أن كان مسئولاً عن العمليات الخاصة بأفغانستان، تسريبات «ذى إنترسيبت» كشفت أن البغدادى تدرب لمدة عام بمعرفة خبراء الموساد، وموقع Veterans Today الأمريكى للمحاربين القدماء ألمح إلى أن اسمه الحركى بالمعسكر«إليوت شيمون».

صورة أمير «داعش» خلال لقائه مع السيناتور جون ماكين، التى تداولتها مواقع التواصل الاجتماعى، تؤكد أن التعاون مع أمريكا لم يقتصر على التدريب والدعم، وإنما يمتد للجانب السياسى.. قبل أيام من اقتحام «داعش» لمحافظة الأنبار نهاية2013، عقد مجلس النواب الأمريكى جلسة لبحث تصاعد أنشطة التنظيمات الإرهابية بالعراق، قدم خلالها معهد واشنطن لسياسات الشرق الأدنى دراسة توضح سبل وكيفية العودة الأمريكية للعراق بحجة مكافحة الإرهاب، واقترح البدء بدعم جهود مكافحة الإرهاب، المساعدات الأمنية، إعادة تأسيس جهاز مكافحة الإرهاب، الإصلاح القضائى.

«إدوارد سنودن» المستشار السابق لوكالة الأمن القومى الأمريكية أكد أن «داعش» تأسست ضمن عملية «عش الدبابير»، بالتعاون مع المخابرات البريطانية «MI6» و«الموساد»، لضمان أمن إسرائيل من خلال إنشاء تنظيم دينى متطرف قادر على استقطاب متطرفى العالم، لتخليص الدول الغربية منهم، وتفجير مواجهة حادة وطويله بينه وبين دول المنطقة.. إضافة لمواجهة المحور الإيرانى السورى وذراعه العسكرية «حزب الله».

2

مصادر التمويل

تركيا قدمت أول تمويل خارجى لـ«داعش»، الكاتب التركى رأفت بالى فى «صحيفة إدينلك ديلي»كشف عن استضافة تركيا للبغدادى 2008، وحصوله على150 ألف دولار كتبرع من أحد رجال الأعمال، السلطات العراقية اعتقلت مؤخراً أحد الوسطاء «محمد محمود عمر الدليمى» المنتمى للقاعدة، ويرتبط بصلة قرابة للبغدادى، اعترف بتلقى التمويل الخارجى،وحصيلة مافرضته داعش منذ 2013 من ضرائب وإتاوات على المحلات والأنشطة التجارية وكبار رجال الأعمال وشركات المحمول والتبرعات والسرقة لتوزيعه على ولايات التنظيم فى عموم العراق «قرابة 4 ملايين دولار شهرياً»، بخلاف الجزية على المسيحيين الذين رفضوا مغادرة الموصل،وعمليات خطف الرهائن الأجانب للحصول على فدية بلغ مجموعها نحو 65مليون دولار2013، ورسوم مرور سيارات النقل على الطرق والتى تبلغ عائداتها 8 ملايين دولار شهريا.

«داعش»تبيع النفط المستخرج من حقول «الرقة ودير الزور والحسكة» التى تمثل 60% من حقول النفط السورية، إضافة لإنتاج ثلاثة حقول بالموصل «عين زالة» و«النجمة» و«الجيارة»، واثنين بصلاح الدين «عجيل» و«حمرين»، وعائد النفط والمحروقات التى تم تهريبها عبر الحدود لتركيا وإيران بعد الاستيلاء على المستودعات الحكومية بمنطقة «حمام العليل» جنوب الموصل، عائدات بيع النفط وتهريبه يصل لـ2 مليون دولار/يوم.

باحتلال «داعش» للموصل سيطرت على مناجم الذهب، نهبت بنكها المركزى ومؤسساتها المالية، واستولت على سبائك بـ430 مليون دولار، احتلت خُمس المساحات المزروعة بالقمح، واستولت على الصوامع الحكومية بسهل نينوى،ونقلتها للمطاحن،لتبيعها بالأسواق، كما سيطرت على بحيرات الاسماك شمال بابل، وباعت إنتاجها، وتبيع الكهرباء والمياه فى المناطق التى تخضع لسيطرتها.. المصادر الغربية تقدر أن ثروة داعش تتجاوز2 مليار دولار.

3

التسليح

مراسلو صحيفة «إندبندنت»الميدانيون رصدوا امتلاك «داعش» أسلحة سوفيتية قديمة وبولندية وبلغارية و400 صاروخ مضاد للطائرات محمول على الكتف طرازات مختلفة [ ZU-23-2 - Stinger “ FIM-92 ”قصير المدى– MANPADS الصينية التى يصل مداها لـ16 ألف قدم -و“ SE-24 معدل للاستخدام الليلى ضد الطائرات وصواريخ كروز] والرشاشات الثقيلة GSHS .

مركز «أرمامنت ريسيرش» بلندن رصد سيطرة «داعش»على كميات كبيرة من رشاشات «إم16»الأمريكية، وصواريخ «ام79» اليوغسلافية المضادة للدبابات، وحوالى30 دبابة طراز أبرامز الأمريكية، باعت منها 12 لسماسرة أكراد، وعربات «همر»، ومدافع متوسطة المدى، كما استعرضت «داعش» بعض المعدات العسكرية التى استولت عليها من الجيش العراقى «عربات همفى الأمريكية -طائرات هليكوبتر».

القوات الكردية رصدت استخدام «داعش» لقاذفات صواريخ يوغسلافية 90 مم طراز أوسا، وبنادق M16A4 أمريكية، ورشاشات صينى طراز90، وبنادق قنص كرواتية، وأخرى إسرائيلية حديثة SR-99 مخصصة للكوماندوز، ومسدسات «جلوك»، وأسلحة خفيفة سوفيتية الصُنع.

الخارجية العراقية أعلنت أن«داعش»استولت على 40 كيلو من مركبات اليورانيوم التى تستخدم فى البحث العلمى من مختبرات جامعة الموصل.

4

الدعم التركى

تركيا تتعامل مع «داعش» باعتبارها إحدى أدوات إسقاط النظام السورى، وفتح الطريق لوصول الإخوان للحكم، والضغط على الأكراد المتعاونين مع حزب العمال الكردستانى بزعامة أوجلان.. كما أنها أداة للضغط على العراق واضعافه، شريطة عدم تحقيق الطموح الكردى بإنشاء دولة مستقلة.

حزب العدالة والتنمية التركى شكل وحدات سرية لمساعدة «داعش» فى سوريا، وصحيفة «ادينلك ديلى» التركية أكدت تورط الحكومة فى خطة إقامة دولة حكم ذاتى سنية بالعراق، بولند ارينج نائب رئيس الوزراء التركى أكد صحة مانُشر عن تحذير القنصل التركى بالموصل لخارجيته من اكتساح «داعش» للموصل قبل أيام من الهجوم فى 10يونيو الماضى، الخارجية أجابته «داعش» ليست خصماً لنا، وبالفعل أفرج عنه قبل مرور24 ساعة، أما باقى الرهائن الـ49 فيعاملون أفضل معاملة، وإن استمر احتجازهم لإعطاء ذريعة لتركيا لتجنب اتخاذ إجراءات مضادة لـ«داعش».

صحيفة وورلد تربيون الأمريكية كشفت تعاون تركيا مع الناتو لنقل الأسلحة لـ«داعش» تحت ساتر «إمدادات إنسانية» لسوريا، عبر معبر «السلامة» الحدودى، وسهلت عبور المقاتلين، وتجاهلت التحاق الأتراك بصفوف «داعش»، بخلاف استقبالها الجرحى للعلاج، وتقديم «مؤسسة الإغاثة الإنسانية» القريبة من الحكومة معونات للـمقاتلين بالرقة.

صحيفة «طرف» التركية كشفت أن الخبراء الأمنيين الأمريكيين الذين فحصوا أسلحة وذخائر قتلى«داعش» فى اشتباكات أربيل وجدوها ممهورة بخاتم «هيئة المعدات والصناعات الكيميائية التركية».

«داعش» تستورد البنزين من تركيا، خصماً من رصيدها ببترول الرقة، الذى تصدره من ميناء جيهان التركى لميناء عسقلان الإسرائيلى، بعد تغيير الناقلات فى عرض البحر، وهى نفس الآلية المتبعة لبيع بترول الأكراد .

5

الدعم الإيرانى

الناطق الرسمى لـ«داعش» فى رسالته بعنوان «عذرا أمير القاعدة» 11مايو 2014، أوضح أنهم «لم يهاجموا إيران تلبية لطلب «القاعدة»، حفاظاً على مصالحهم االمشتركة»، وبالرغم من أن«داعش» ترى أن الأطماع الإيرانية فى العراق لاتختلف عن الأطماع الأمريكية، الا أن ايران حرصت على احتوائها، لتقديرها أنها تخدم نظام الأسد، بتوفير مبرر لصحة اتهامه للثوار بالانتماء للقاعدة، كما أن «داعش» تعتبر أداة لضرب الجيش الحر وقوات النصرة أكثر مما هى موجهة للقوات الحكومية وميليشياتها، لأنها تقاتلهم فى الأراضى المحررة.. الجيش الحر عثر لدى قيادات «داعش» على جوازات سفر بتأشيرات دخول لإيران، وكروت تليفون إيرانية، ويتحرك بعض أعضاء التنظيم بجوازات وفرتها إيران.. لكن سيطرة «داعش» على المناطق السنية بالعراق، ومنافذها الحدودية، حولتها لخطر داهم، دفعها للتخلى عن المالكى مقابل شن الغارات الأمريكية.

6

الدعم العربى

من المثير للدهشة حصول «داعش» على دعم وتسهيلات من دول عربية أسهمت فى وصولها لمرحلة الدولة.. المالكى فتح السجون لهروب 1000سجين ينتمى معظمهم للقاعدة، وأمر بانسحاب70 ألفًا من القوات النظامية ليكتسح 7000 مقاتل نينوى وصلاح الدين، لخلق فزاعة تسمح باستمراره رئيساً للحكومة، وتخفف المعارضة الشيعية.. دول الخليج لم تتمكن من السيطرة على تدفق رعاياها للالتحاق بالتنظيم، ولا على الدعم المادى من الجمعيات والأفراد، فضلاً عن تسرب دعم رسمى نتيجة أخطاء ميدانية دفع الأمير تركى الفيصل مدير المخابرات السعودية السابق منصبه ثمناً لها.. ليبيا تحولت إلى قاعدة انطلاق للمتطوعين للالتحاق بـ«داعش»، ومصدراً لتزويدها بالأسلحة والذخائر.. حتى مصر إبان حكم الإخوان يسرت تدفق المتطوعين، ومازال تدفق الإخوان الهاربين مستمراً، أملاً فى العودة مستقبلاً لإسقاط الدولة.

■■■

«داعش» إحدى أدوات المؤامرة الدولية التى حيكت للمنطقة العربية، كان مقدراً أن يكون مركز انطلاقها سيناء، إلا أن ثورة الشعب المصرى 30 يونيو أجهضتها، فانتقلت للمدخل الشرقى من المنطقة العربية، نجاحها نتاج لتعاون أجهزة مخابرات دولية، وأخطاء وتقصير من حكومات المنطقة، والقضاء عليها ليس رهنًا بتدخل دولى يسعى لتحقيق أهداف ومصالح حلف الناتو، وإنما يتوقف على تعاون الدول العربية فى السيطرة على تنقلات الإرهابيين والأسلحة عبر منافذها من خلال تعاون أمنى فعال، والتخلى عن البعد الطائفى والمذهبى فى بناء السياسات الوطنية، والتحالفات الإقليمية.. الدور المصرى حاسم فى الوصول إلى ذلك الهدف، بحكم ثقلها، وحكمة قيادتها.