صحيفة أمريكية : نجاح صفقة تبادل الأسرى يعزز نفوذ مصر فى المنطقة
ذكرت صحيفة ''ذي كريستيان ساينس مونيتور'' الأمريكية، أن نجاح تبادل الأسرى بين حماس وإسرائيل، أظهر زيادة في قوة تأثير ونفوذ مصر في المنطقة .
وأوضحت الصحيفة، في تحليل إخباري نشرته الاربعاء، أنه بعد تحديد الأسس الأساسية للصفقة أصرت حماس على وساطة مصر في المراحل النهائية للصفقة حيث أن وضع القاهرة كان حاسما في إجبار القيادة السياسية لحماس للضغط على قائد جناحها العسكري في غزة لتقديم تنازلات، وفقا لجيرشون باسكن رئيس المركز الإسرائيلي الفلسطيني للأبحاث والمعلومات.
وأشارت الصحيفة الى ارتفاع تأثير مصر على حركة حماس، لرغبة الحركة في نقل مقرها إلى القاهرة بدلا من دمشق التي تتمر بحركة ثورية ضد نظام بشار الأسد.
وكان المتحدث باسم رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو قد رفض تأكيد أو نفى وجود قنوات للمحادثات مع حماس، الإ أن ''باسكن'' أكد أنه يمتلك الكثير من الوثائق الدالة على تلك اللإتصالات مع حماس بما في ذلك فاتورة ما يقرب من1500 رسالة نصية إلى حماس ومسئولين إسرائيليين والتي ساعدت على تجنب إنهيار المحادثات بعد الهجوم المسلح على الحدود بين مصر وإسرائيل والذي أدى إلى تصعيد الهجمات بين حماس واسرائيل.
وأشارت الصحيفة إلى أن الخبراء يعتقدون أنه لا تلوح في الأفق أي إحتمالات حقيقية لمفاوضات سلام بين إسرائيل وحماس، وأن الحوار يمكن أن يعزز وقف إطلاق النار غير الرسمي بين الجانبين، ويمكن أيضا أن يعزز التنمية الإقتصادية.
ونقلت الصحيفة الأمريكية في تحيلها الاخباري عن باسكن، وهو ضابط الاتصال الإسرائيلي الرئيسي مع حماس في المفاوضات حول صفقة شاليط والأسرى الفلسطينيين، أسباب قرار الجانبين تقديم تنازلات للتوصل إلى إتفاق، حيث أشار إلى أن حماس واسرائيل على حد سواء يقدران مصر للوساطة في صفقة تبادل الاسرى التاريخية، غير أن ما لم يتم الإعتراف به رسميا، أنه طوال المراحل النهائية من المفاوضات كانوا يجرون محادثات ثنائية من خلال المبعوثيين الشخصيين غير الرسميين.
وأقر الممثل الشخصي لرئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو في صفقة تبادل الأسرى، بأنه بعث برسائل إلى رئيس الجناح العسكري لحماس من خلال ضابطهم للاتصال باسكن، وغازي حمد، وهو مساعد سابق لرئيس الحكومة المقالة اسماعيل هنية.
وأكد باسكن أن القنوات الخلفية في المحادثات بين اسرائيل قد لعبت دورا مكملا للوسطاء الرسميين، فضلا عن مساعدة الجانبين مرتين في إحتواء والسيطرة على إندلاع القتال عبر الحدود بين اسرائيل وغزة هذا العام، .
وخلافا للتكهنات بأن إسرائيل وحماس توصلتا إلى هذا الإتفاق لتقويض السلطة الفلسطينية بعد تقدم الرئيس الفلسطيني محمود عباس ابومازن بطلب العضوية الكاملة للدولة الفلسطينية إلى الأمم المتحدة، قال باسكين أنه يعتقد ان هذا التقدم على الجانب الإسرائيلي جاء قبل عدة أشهر، عندما رضخ نتنياهو لضغط الرأي العام ضد مبادئه المتشددة الخاصة وكلف مبعوثه ديفيد ميدان لإتمام الصفقة المؤلمة له للإفراج عن الأسرى الفلسطينيين.
كما جاء التقدم في المفاوضات من جانب حماس قبل ثلاثة أشهر حيث وافقت في وثيقة رسمية لمبادئ الصفقة على التخلي عن المطالبة بمعظم كبار الأسرى الفلسطيين ووافقت على ترحيل معظم المسلحين الآخرين المدانين بارتكاب هجمات من الضفة الغربية المحتلة.