أسرار‮ ‬3‮ ‬ فتيات عائدات من سجون الاحتلال يواجهن حكمًا بإبعادهن عن الوطن

عربي ودولي


أسرار‮ ‬3‮ ‬فتيات عائدات من سجون الاحتلال يواجهن حكمًا بإبعادهن عن الوطن

أحلام التميمى أول فتاة تنضم لحماس وعقدت قرانها على سجين وخرجت لتحتفل بزفافها فى الأردن

استقبلت القاهرة مساء أمس الثلاثاء أربعين فلسطينيا اشترطت إسرائيل عدم عودتهم لقطاع‮ ‬غزة‮ ‬عقب الإفراج عنهم بموجب اتفاقية تبادل‮ ‬1040‮ ‬أسيرًا فلسطينيًا بالجندي‮ «‬شاليط‮» ‬والتى أبرمت بوساطة مصرية بعد مفاوضات امتدت لخمس سنوات.. وهو ما قال عنه أبوالقاسم درويش أمين عام المقاومة الشعبية إن المقاومة اختارت إبعادهم أيضا لتأمينهم من أى محاولة انتقامية لأنهم أذلوا العدو الصهيوني‮.‬

وصل المقاومون الأربعون إلى مطار القاهرة فى الخامسة مساء ونقلوا فى أتوبيس إلى فندق فيرمونت قرب المطار،‮ ‬وكان فى استقبالهم بالفندق خالد مشعل رئيس المكتب السياسى لحركة حماس وموسى أبومرزوق نائب رئيس المكتب السياسى لحركة حماس اللذان قاما بتحية كل الأسرى المحررين.. بعدها اصطحبهم إلى قاعة الطعام،‮ ‬وهناك أصر رئيس المكتب السياسى أن يتولى خدمة الأسرى المحررين‮. ‬

لفت الانتباه وجود ثلاث اسيرات محررات حياهن الحضور بحرارة شديدة‮.. ‬الأولى هى أحلام مازن التميمى التى انحنت لتحية خالد مشعل وبادلها التحية بالانحناء‮.. ‬بعدها سالت الدموع من عينيها رغم مشاعر الفرحة التى تنتابها،‮ ‬كانت مشاعرها مرتبكة مثل ملامحها‮.. ‬كأنها طفل يكتشف العالم لأول مرة،‮ ‬تستعيد قدرتها على الفرحة بعد أن نسيت طعمها طوال عشر سنوات فى سجون الاحتلال،‮ ‬لم تكن تتخيل أن يأتى اليوم الذى تتحرر فيه بعد أن حكم عليها العدو بـ16‮ ‬حكما بالسجن المؤبد،‮ ‬كان مطلوبًا منها أن تعيش ألفًا وستمائة عام فى السجن تنفيذا للأحكام التى صدرت ضدها‮ ‬لمشاركتها فى تفجير مطعم بالقدس في‮ ‬9‮ ‬أغسطس‮ ‬2001‮ ‬ادى إلى قتل‮ ‬15‮ ‬إسرائيليا بمساعدة الاستشهادى عزالدين أحمد المصرى،‮ ‬يبلغ‮ ‬عمر‮ «‬أحلام‮» ‬الآن‮ ‬31‮ ‬عاما‮.. ‬فهى من مواليد عام1980‮ ‬واختارت الانضمام كاول فتاة إلى كتائب عزالدين القسام بعد اندلاع الانتفاضة الثانية إثر اقتحام شارون للمسجد الاقصى،‮ ‬كانت تعمل صحفية وقامت بتغطية مآسى وجرائم الاحتلال،‮ ‬جلست‮ ‬طوال مدة حفل الاستقبال وأثناء اللقاء الصحفى فى الصف الأول جنبا إلى جنب مع باقى المقاومين،‮ ‬واضطرت إلى مغادرة اللقاء من أجل اللحاق بالطائرة المتجهة إلى الأردن‮ ‬محل إقامتها الجديد‮.. ‬حتى تحتفل بزفافها إلى أحد أبناء عائلتها ويسمى نزار التميمى التقته مرة واحدة فى أحد سجون الاحتلال وكان محكوما عليه بالسجن مدى الحياة،‮ ‬ورغم أن العريس ينتمى لحركة فتح والعروس من فتيات حركة حماس‮.. ‬إلا أنهما قررا الزواج،‮ ‬والمدهش أن أسرتى العروسين عقدتا قرانهما قبل خمس سنوات وقت أن كانا في‮ ‬السجون الإسرائيلية،‮ ‬وكانا يتبادلان الرسائل عبر الصليب الأحمر‮. ‬

الأسيرة المحررة الثانية هى آمنة جواد‮.. ‬عمرها‮ ‬43عاما وتلقب بعميدة الاسيرات الفلسطينيات لأنها أكبرهن سنا،‮ ‬امضت فى سجون الاحتلال أحد عشر عاما من أصل مائة عام هى المدة التى حكم عليها بها‮ ‬،‮ ‬كانت تهمتها استدراج وقتل اسرائيلى عبر الإنترنت فى يناير‮ ‬2001‮ ‬حيث قامت بمراسلة الاسرائيلى عبر الإنترنت واستدرجته إلى رام الله حيث قتل على أيدى مقاومين من حركة فتح التى تنتمى إليها،‮ ‬ثم قبض عليها وتعرضت للتعذيب النفسى والجسدى فى معتقلات وسجون الاحتلال ورفضت اسرائيل رجوعها مرة أخرى إلى قطاع‮ ‬غزة لكنها قالت فى تصريح خاص لـ«الفجر‮» ‬انها لم تحدد حتى الآن الجهة التى ستقضى فيها بقية حياتها‮.. ‬هى تفكر الآن فى استكمال دراستها الجامعية التى رفضت سلطات المعتقل السماح لها باستكمالها‮. ‬

الأسيرة المحررة الثالثة هى مريم سليم ترابين،‮ ‬عمرها‮ ‬25عاما وهى أصغر الأسيرات المبعدين سنا،‮ ‬قبض عليها فى عام‮ ‬2005‮ ‬وحبست فى السجن الشارونى بأريحا‮.. ‬سجنا انفراديا بعد أن حكم عليها بالحبس‮ ‬8‮ ‬سنوات بعد القبض عليها فى مظاهرة مناهضة للاحتلال الاسرائيلى، ‬وقالت مريم لـ«الفجر‮» ‬انها تنتظر حتى قدوم أحد افراد عائلتها بالقاهرة،‮ ‬وأكدت أنهن رفضن‮ ‬منذ يومين ضغوطا اسرائيلية بالتوقيع على ورقة بإدانة‮ «‬الإرهاب‮» ‬وعدم مقاومة اسرائيل‮.‬

امتلأت قاعة استقبال الأربعين مقاوما بأسرهم ومنهم والد الأسير محمد دغلاس وهو رجل فى السبعينيات من العمر قال إنه لم يعرف أنه عضو بحركة المقاومة إلا بعد أسره عام‮ ‬2001‮ ‬حيث تعرض الأب للتحقيق على أيدى المخابرات الاسرائيلية،‮ ‬وأكد أن ابناءه منهم من ينتمى لفتح وللجبهة الشعبية وحماس،‮ ‬وأن ابنه محمد دغلاس اصيب بأربع رصاصات إحداها اخترقت الكلية والقولون أثناء الانتفاضة الثانية‮.. ‬فقرر الانخراط فى المقاومة ونفذ‮ ‬3‮ ‬عمليات قتل فيها ‮ ‬19صهيونيًا و91‮‬مصابًا وحكمت عليه قوى الاحتلال بـ1600‮ ‬عام إضافى إلى عشرة أخرى بعد تمرده دخل السجن،‮ ‬لكنه خرج الآن وباقٍ‮ ‬عليه ‮ ‬1589عامًا،‮ ‬وقال الأب أن جيش الاحتلال الإسرائيلى قام بنسف منزله من الداخل فلم يتبق منه سوى أطباق الطعام البلاستيكية‮. ‬ حضرت أيضا عائلة الأسير المحرر وليد زكريا عبدالهادى وعمره ‮ ‬48عاما،‮ ‬كان يعمل مدرسا بقطاع‮ ‬غزة وهو آخر مؤسس لكتائب عزالدين القسام بقى على قيد الحياة‮.. ‬أمضي‮ ‬18‮ ‬عاما فى سجون الاحتلال وبعد خروجه وجد ابنه خالد الذى تركه وعمره‮ ‬4‮ ‬أعوام بعد أسره وقد أصبح الأن عمره ‮ ‬25عاما واكتشف الأب أن‮ ‬لديه احفادًا من بناته الثلاث‮.‬ اللافت للنظر حقا أن الاسرى المفرج عنهم لا ينتمون الى تنظيم بعينه بل يمثلون جميع التنظيمات،‮ ‬وهو ما حرص خالد مشعل على تأكيده فى كلمته،‮ ‬حيث أوضح أن المفاوض الفلسطينى كان يفاوض من أجل خروج جميع الأسري‮ «‬فالانسان الفلسطينى أغلى وأعز من الجندى الإسرائيلى شاليط‮» ‬ووعد ببذل كل الجهد من أجل الإفراج عن باقى الأسرى وحيا رئيس المكتب السياسى لحركة حماس مصر وجهاز المخابرات العامة على الجهد الذى بذل من أجل إتمام صفقة تبادل الأسرى،‮ ‬كما وجه التحية إلى كل رجال المقاومة الذين هزموا العقلية الأمنية الإسرائيلية عندما أخفوا الجندى الإسرائيلى شاليط لمدة‮ ‬5‮ ‬سنوات في‮ ‬غزة،‮ ‬وواضح أنه رغم أن الإبعاد جريمة فإنها لحظة استثنائية عابرة،‮ ‬وأن الأسرى المحررين عندما يذهبون إلى البلاد العربية والإسلامية له فهم يذهبون لعواصم امتهم وليسوا‮ ‬غرباء عنها‮. ‬

كما ألقى حسام بدران كلمة باسم الاسرى المحررين أكد فيها أنه وإن أراد العدو نزعهم عن فلسطين فأنهم لن يستطيعوا نزع فلسطين منهم،‮ ‬وأنهم حاربوا المحتل على أرضها وفى سجونه وتعهد بمواصلة المقاومة حتى يعودوا مرة أخرى إلى فلسطين‮.‬