تعديل السلوك والبيئة المحيطة قد يساعد على علاج الأرق
يعاني الكثيرون من قلة النوم أو الأرق في مرحلة من مراحل حياتهم، حيث يكون التوتر والقلق هو المسبب غالباً، لكن يمكن لبعض الأمراض الأخرى أن تسببه كالاكتئاب والفصام والربو، ويعد أكثر شيوعاً عند النساء ويزيد مع تقدم العمر، ويفسر ذلك بالاضطرابات الهرمونية التي تحدث خاصة بعد سن الأربعين.
ومن الصعب إيجاد تعريف محدد للنوم الكافي للجميع، إذ تختلف الحاجة للنوم حسب نمط الحياة والعوامل البيئية ونوعية التغذية والحمية والمشروبات المتناولة.
وتتجلى أعراض الأرق إما بعدم القدرة على البدء بالنوم، أو عدم القدرة على الاستمرار به لمدة طويلة وبشكل متواصل، أو الاستيقاظ باكراً، أو عدم الشعور بالراحة عند الاستيقاظ، وغالباً ما ينعكس ذلك على الشخص وحياته، حيث يشكو بشكل دائم من التعب والإرهاق أثناء النهار.
وبناء على دليل الخدمات الصحية الوطنية في بريطانيا فيما يخص الأرق، يُنصح بمراجعة الطبيب عندما يؤدي الأرق للشعور بالتعب والإرهاق، وذلك لتلقي العلاج الذي يتكون من ثلاث مراحل:
المرحلة الأولى تشتمل على نصائح خاصة للمريض، مثل الذهاب للنوم في وقت محدد قدر المستطاع، وخلق الجو الهادئ والمريح الخاص بغرفة النوم، مثل إطفاء الأضواء والحفاظ على الحرارة المعتدلة.
ويمكن أن تفيد التمارين الرياضية المنتظمة، مثل المشي والسباحة، وكذلك التخفيف من تناول المشروبات التي تحتوي على الكافيين، مثل القهوة والشاي بوقت متأخر من الليل. كما يُنصح بعدم الإكثار من الطعام والكحول، وخاصة بوقت متأخر بالليل وعدم التدخين.
كما يفيد الحمام الساخن على الاسترخاء، وكذلك الاستماع للموسيقى الهادئة مما يمكن أن يساعد على النوم.
المرحلة الثانية تكون بالحديث مع الشخص الذي يعاني من الأرق عن مشاكله ومشاعره وأسباب توتره، وذلك لمساعدته على تغيير طريقة تعامله معها ونظرته لها، حيث يمكن لهذه الطريقة بالعلاج التي تدعى بـ العلاج السلوكي المعرفي أن تساعد المريض على النوم.
في النهاية يتم الوصول للمرحلة الثالثة من العلاج، وهي تناول الأدوية التي تساعد على النوم بناءً على نصائح الطبيب، وذلك عندما لا تنجح كل الطرق المذكورة في التخفيف من الأرق.