الفلسطينيون يشيدون بمبادلة الاسرى ويدعون للمزيد
غزة (رويترز) - استقبل الفلسطينيون في قطاع غزة والضفة الغربية يوم الثلاثاء مئات الفلسطينيين المحررين من السجون الاسرائيلية استقبالا حافلا لدى عودتهم مقابل الافراج عن جلعاد شاليط الجندي الاسرائيلي الذي احتجزته حركة حماس منذ خمس سنوات.
واشادت الحشود التي تملكتها النشوة في قطاع غزة المحاصر بالاتفاق الذي شمل مبادلة اسير اسرائيلي واحد بالف فلسطيني ووصفته بأنه انتصار لحماس على اسرائيل.
ورددت الحشود نريد جلعاد جديد في تأييد لتعهد حماس بأسر مزيد من الرهائن الاسرائيليين لمبادلتهم.
وتواصل السجناء المفرج عنهم حديثا وهم يضحكون ويبتسمون من خلال نوافذ الحافلات ليصافحوا مئات الايدي بينما توجهت قافلتهم التي تقدمها اسماعيل هنية القيادي بحماس الذي جلس على سقف احدى السيارات التي كانت تتحرك ببطء شمالا الى مدينة غزة في الطريق الذي يبلغ طوله 40 كيلومترا من مصر حيث افرج عنهم.
وقال خالد مشعل رئيس المكتب السياسي لحماس في كلمة اذيعت من القاهرة ان التفاوض الذي يملك ورقة القوة يجبر العدو على دفع الثمن. وأضاف هزمنا الاسرائيليين.
ورافق عشرات الرجال الملثمين المدججين بالسلاح التابعين لكتائب عز الدين القسام الجناح العسكري لحماس موكب الحافلات التي تحركت وسط الاف الفلسطينيين الذين يلوحون بالاعلام والذين اصطفوا على جانبي الطريق.
وانطلقت زخات الرصاص فوق اسطح المباني في غزة في المساء وسارت مواكب السيارات في الشوارع.
وفي الضفة الغربية احتشد الالاف من مؤيدي حماس ومنافستها حركة فتح في مجمع الرئيس محمود عباس لحضور حفل الاستقبال الرسمي.
وقال عباس ان تضحياتكم وجهدكم وعملكم لم يضع سدى. فأنتم عملتم وناضلتم وضحيتم وسترون نتائج نضالكم في الدولة الفلسطيية وعاصمتها القدس.
وفي استعراض نادر للوحدة الوطنية تحدث عباس وحسن يوسف العضو البارز في حماس من على نفس المنصة.
وافرج عن 477 سجينا بيهم 27 سيدة. ونقل اكثر من 100 من السجناء الذين اطلق سراحهم وعددهم 477 في المرحلة الاولى للتبادل الى الضفة الغربية. ونقل الباقون الى غزة بخلاف 41 من المقرر ان ينتقلوا جوا من القاهرة الى المنفى في تركيا وسوريا وقطر.
ومازال نحو 5000 فلسطيني في سجون اسرائيل معظمهم صدرت عليهم أحكام بارتكاب اعمال عنف على مدى سنوات من المقاومة المسلحة لاسرائيل. لكن حماس قالت ان المبادلة يجب ان تعطي الامل في الحرية ايضا.
وقال موسى ابو مرزوق نائب رئيس المكتب السياسي لحماس الذي كان في استقبال الاسرى لدى وصولهم الى مصر من اسرائيل انها صفقة تمثل شيئا ممتازا وشيئا جيدا للشعب الفلسطيني. السجناء الذين لم يخرجوا كانوا سعداء باخوانهم الذين خرجوا.
ووجه متحدث باسم الجناح العسكري لحماس تهديدا بأسر مزيد من الرهائن.
وانطلقت الاغاني الوطنية من مكبرات الصوت بينما استقبل الاسرى استقبال الابطال لدى وصولهم الى معبر رفح. وحمل الاقارب الفرحون بعض الاسرى على الاعناق وزغردت النساء وكبر الرجال.
وفي غزة احتشد الالاف حول منصة وضعت في خلفيتها جدارية تحمل صورا لكبار النشطاء الذين لم يفرج عنهم وكتب عليها عبارة لن ننساكم.
وزينت شبكة الاسلاك الكهربائية في الشوارع الرئيسية بغزة بالاعلام الخضراء لحماس. وامتلات الشوارع بالرجال الذين ركبوا الشاحنات الخفيفة والسيارات المكشوفة وراحوا يلوحون برايات فصائل المقاومة في غزة.
وسخرت صورة رسمت على جدار من رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو حيث اظهرته وقد مرغ مسلح وجهه في التراب وهو يوقع على ورقة تحمل عنوان صفقة التبادل .
واعلنت حماس التي خطف مسلحوها شاليط في غارة عبر الحدود عام 2006 ان تبادل الاسرى انتصار على اسرائيل واثبات لصحة سياسة المقاومة المسلحة على سياسة السعي وراء السلام التي يتبعها الرئيس الفلسطيني محمود عباس.
وبمقتضى الصفقة تطلق اسرائيل سراح 1027 اسيرا فلسطينيا مقابل استعادة شاليط. وقضى بعض الاسرى 30 عاما خلف القضبان بسب الهجمات العنيفة على اسرائيل واحتلالها للارض التي استولت عليها في حرب عام 1967.