الملك عبدالله الثاني : انا اول من يقف وراء مكافحة الفساد

عربي ودولي



أكد الملك عبدالله الثاني الثلاثاء أنه على ثقة كبيرة بنجاح عملية الإصلاح السياسي في المملكة بمختلف جوانبها، بما يلبي طموحات الأردنيين والأردنيات حاضرا ومستقبلا.

وقال الملك خلال لقائه نقيب الصحفيين ومدراء الإعلام الرسمي ورؤساء تحرير الصحف اليومية، إن نتائج عمل لجنة الحوار الوطني ستظهر قريبا، فيما تواصل اللجنة المكلفة بمراجعة نصوص الدستور عملها من خلال قراءة معمقة ومراجعة مستفيضة للدستور، الذي يعد الوثيقة الأهم في تنظيم شؤون الوطن، مؤكدا جلالته دعمه الكامل لعمل اللجنتين للخروج بكل ما فيه خير المواطن وتعزيز مسيرة الإنجاز.

وبين الملك خلال اللقاء أن هناك تخوفا لمسه من المواطنين والمسؤولين والقطاع الخاص خلال لقاءاته مؤخرا على الوضع الاقتصادي في المملكة، مشيرا إلى جملة من التحديات التي تواجه الاقتصاد الوطني، وفي مقدمتها الارتفاع غير المسبوق في عجز الموازنة.

وقال الملك إن الأزمة الاقتصادية العالمية أثرت بشكل كبير على أداء الاقتصاد الأردني، وانعكاساتها السلبية على الظروف الاقتصادية والمعيشية للمواطنين.

وأوضح الملك أن جذب الاستثمار العربي والأجنبي، الذي يوفر فرص العمل، هو أولوية بالنسبة لنا في هذه المرحلة ، ما يتطلب مناخا استثماريا وتشريعيا سليما وثابتا، مشيرا جلالته إلى أن هناك حاجة لتوفير 60 ألف فرصة عمل سنويا في المملكة، لا يستطيع القطاع العام توفير أكثر من 10 آلاف منها .

وأكد الملك خلال اللقاء أنه أول من يقف وراء مكافحة الفساد واجتثاثه بجميع أشكاله من المجتمع، لكنه حذر من أن تتحول المناداة بمحاربة الفاسدين، من دون تقديم الحجة والأدلة الدامغة على ذلك، إلى أداة لتشويه صورة الوطن وممارسة اغتيال الشخصية، ما يؤثر على ثقة المستثمر العربي والأجنبي بقدرة الأردن الاستثمارية التي نعول عليها الكثير لتوفير فرص العمل لأبناء وبنات شعبنا ومحاربة الفقر والبطالة .

وأكد الملك أنه مع حرية الصحافة ووسائل الإعلام المسؤولة والمستندة إلى الحقيقة في عملها، والتي تضع مصلحة الوطن والمواطن فوق كل الاعتبارات، مشددا جلالته على أن هناك مسؤولية كبيرة على الجسم الإعلامي لنبذ ومحاربة الممارسات غير المهنية من قبل بعض الأقلام التي تعتاش على الإشاعة والابتزاز، ما نفر الكثير من أصحاب رؤوس الأموال من القدوم إلى المملكة، وأثر سلبا على حجم الاستثمار في السوق الأردني.

وبين جلالته أن على الصحافة ووسائل الإعلام حماية منجزات وصورة وسمعة الوطن، ومحاربة من يستهدف إرباك عمل المؤسسات العامة وقدرتها على اتخاذ القرار وخدمة المواطن وتوفير الأفضل له، مشددا جلالته على ضرورة أن يكون الإعلام السلاح الذي يدافع عن الوطن ومقدراته، وليس أداة للجلد وتصفية الحسابات وممارسة الابتزاز، في سعي البعض وراء تحقيق مكاسب شخصية.

وتناول الملك خلال اللقاء الزيارة التي سيقوم بها للعاصمتين البريطانية لندن والأمريكية واشنطن، واللقاءات التي ستجمعه مع رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون، والرئيس الأميركي باراك أوباما، لافتا جلالته إلى أن مستجدات الأوضاع في المنطقة، وسبل تحقيق السلام العادل والشامل الذي يعيد الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني، وفي مقدمتها قيام الدولة الفلسطينية المستقلة على حدود 1967، وأفاق تعزيز العلاقات الثنائية، خصوصا في المجالات الاقتصادية ستتصدر أجندة مباحثات جلالته خلال الزيارتين.

وتطرق الملك إلى علاقات الأردن مع دول مجلس التعاون الخليجي وسبل تعزيزها، والتطورات التي تشهدها الساحة العربية.

من جانب آخر، ترأس الملك مساء اليوم لقاءً، حضره رئيس الوزراء الدكتور معروف البخيت، ورئيس الديوان الملكي الهاشمي الدكتور خالد الكركي، ومستشار جلالة الملك لشؤون الإعلام والاتصال أمجد العضايلة، ووزير الصناعة والتجارة الدكتور هاني الملقي، ووزير التخطيط والتعاون الدولي الدكتور جعفر حسان، ووزير الدولة لشؤون الإعلام والاتصال طاهر العدوان، وعدد من المسؤولين، تم خلاله استعراض التحديات التي تواجه الاقتصاد الأردني، وسبل اتخاذ ما يلزم من إجراءات لتشجيع رجال الأعمال والمستثمرين على القدوم إلى المملكة، وطمأنتهم على المناخ الاستثماري في الأردن، والميزات والفرص التي يوفرها الاقتصاد الوطني.

وأعرب رئيس الوزراء عن أمله في أن تسهم وسائل الإعلام بشكل أكبر في نشر الصورة المشرقة للوطن، مشيرا إلى أن بعض الأقلام وللأسف ساهمت بطريقة أو بأخرى بتشويه صورة ومنجزات الأردن، ما أدى إلى تردد بعض المستثمرين من القدوم والاستثمار في المملكة.

وبين أن الحكومة ستعمل على توفير كل ما يلزم من تسهيلات لرجال الأعمال والمستثمرين، والحفاظ على الأردن بلدا جاذبا للاستثمار.

وأكد البخيت أن الحكومة ستعمل على حماية المواطنين ومؤسسات الدولة من الممارسات غير المهنية التي تأتي تحت غطاء حرية الرأي، والتي تقوم بها بعض الأقلام، والابتزاز الذي تمارسه في سعيها لتنفيذ أجندات معينة.