"السيسي" في مواجهة وزير الدفاع الإسرائيلي
الدولة الفلسطينية لن تقام في الضفة الغربية، والرئيس الفلسطيني ليس شريكا للسلام، بهذه الجملة وضع وزير الدفاع الإسرائيلي موشيه يعلون، نفسه وجهًا لوجه مع الرئيس عبدالفتاح السيسي، الذي دعا خلال مؤتمر غزة، لإقامة الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس الشرقية، بالإضافة إلي إعلان دعمه الكامل للرئيس أبومازن.
وقال يعلون، ردًا على ما طالب به الرئيس عبدالفتاح السيسي، في مقابلة مع صحيفة إسرائيل اليوم ، إن إسرائيل قد تمنح الفلسطينيين حكما ذاتيا فقط تحت سيطرة كاملة لإسرائيل في الجو والبر.
وكان الرئيس السيسي، قد دعا خلال مؤتمر غزة إلي إطلاق عملية السلام، بما يضمن إقامة دولة فلسطينية، قائلا: هذه دعوة لا أوجهها لقادة وزعماء الدول فحسب لكنني حريص على أن تسمعها شعوب المنطقة كلها تلك الشعوب التي كابدت ويلات الحروب وحزنت لسقوط الضحايا، ومازالت تضمد الجرحى وتسمع أنين المصابين، ومن هنا فإنني أنادي الإسرائيليين شعبا وحكومة، لقد حان الوقت لإنهاء الصراع دون إبطاء ووفاء بالحقوق وإقامة العدل حتى يعم الرخاء ونحصد جميعا الأمان، كما أثق أنكم جميعا تشاركونني النداء إلى كل أم وأب والى كل طفل وشيخ في فلسطين وفي إسرائيل لكي نجعل من هذه اللحظة نقطة انطلاق حقيقية لتحقيق السلام الذي يضمن الاستقرار والازدهار ويجعل حلم العيش المشترك حقيقة تلك هي الرؤية التي تضعها المبادرة العربية للسلام الذي نتطلع إليه والذي يحتم علينا أن يكون ميراثنا للأجيال القادمة .
وعقب المؤتمر الذي عقد الأحد 12 أكتوبر، خرج يعلون الأربعاء، ليعلن أن إسرائيل لا تسعى لحل الدولتين مع الفلسطينيين، وإنما إلى إدارة الصراع، مشيرا إلى أن الفلسطينيين لن يكتفوا بحدود عام 67 بل سيسعون إلى تدمير إسرائيل بالكامل، حسب قوله.
وقالت وزارة الخارجية المصرية، إن جمهورية مصر العربية تتابع بقلق بالغ الأوضاع المتصاعدة في الحرم الشريف بالقدس الشرقية نتيجة للممارسات الإسرائيلية المستنكرة ضد المواطنين الفلسطينيين العزل سواءً بمنعهم من الصلاة واستخدام الرصاص المطاطي والقنابل المسيلة للدموع ضدهم، والسماح للمستوطنين بالدخول إلى باحات المسجد الأقصى بما يمثل استفزازاً لمشاعر المسلمين وانتهاكاً صارخاً للمواثيق والأعراف الدولية وحقوق الإنسان، ويضع العراقيل أمام جهود استئناف عملية السلام.
ورفضت في بيان حصلت الفجر على نسخة منه، التصريحات المنسوبة مؤخراً عن وزير الدفاع الإسرائيلي والتي تضمنت نفي احتمال إقامة دولة فلسطينية في الضفة الغربية وإنما حكم ذاتي منزوع السلاح، وأن الحكومة الإسرائيلية لا تسعى إلى إيجاد حل مع الفلسطينيين وإنما تسعى فقط لإدارة الصراع، وهو الأمر الذي يمثل تناقضاً صارخاً مع مرجعيات عملية السلام و خروجاً عن الإجماع الدولي الذي يرتكز إلى حل الدولتين، مثلما تجسد بوضوح في مؤتمر القاهرة الدولي لاعمار غزة وقرار الاعتراف بدولة فلسطين من قبل حكومة السويد والتصويت الذى أجراه مجلس العموم البريطاني مؤخراً والذي قضى بالاعتراف بدولة فلسطين.
وقال المتحدث باسم حركة فتح أحمد عساف، إن تصريحات وزير الدفاع الإسرائيلي، موشيه يعالون، تكشف حقيقة موقف بلاده الرافض لمبدأ إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة ذات السيادة، والمتنكر دائمًا للحقوق الوطنية الفلسطينية المشروعة والمعترف بها دوليا .
وأضاف عساف في تصريحات صحفية، نقلتها الشرق الأوسط، أن الجانب الفلسطيني لم يكن ينتظر تصريحات يعالون؛ ليدرك هذه الحقيقة، فممارسة الحكومة الإسرائيلية على أرض الواقع من مصادرة الأراضي، وبناء المستوطنات، وتهويد القدس، تتناقض كليًا مع مبدأ حل الدولتين الذي تدعي هذه الحكومة أنها تؤيده، في سياق تسويق نفسها على الساحة الدولية.
وأكد عساف أن الشعب الفلسطيني وقيادته مصممون على مواصلة النضال حتى نيل حقوقنا الوطنية، وإقامة الدولة المستقلة على حدود العام 1967 وعاصمتها القدس الشريف، إضافة إلى الاعتراف الدولي المتزايد بهذه الدولة، والذي كان آخره اعتراف مجلس العموم البريطاني والسويد، مؤكدًا أن هذه الاعترافات ستجبر إسرائيل، كما أجبرت عنصريين جنوب أفريقيا في الماضي، على قبول الأمر الواقع في نهاية المطاف.