مصر تتسلم شاليط في بداية تنفيذ صفقة تبادل الأسرى
أفرجت حركة المقاومة الإسلامية حماس عن الجندي الإسرائيلي جلعاد شاليط بعد أن ظل في الأسر أكثر من خمس سنوات وسلمته الثلاثاء إلى مسئولين مصريين سيقومون قريبًا بتسليمه إلى إسرائيل ، في إطار صفقة تبادل الأسرى التي تم التوصل إليها أخيرًا والتي بموجبها سيتم إطلاق 1027 أسيرًا فلسطينيًّا بسجون الاحتلال.
وأعلنت حماس عبر قنواتها التليفزيونية نقل شاليط عبر معبر رفح إلى الجانب المصري، وأكد مصدر أمني إسرائيلي وصول الجندي الأسير إلى الأراضي المصرية. وبحسب المصادر فإن مندوب الصليب الاحمر سوف يلتقي شاليط خلال وقت قصير، وبعد الانتهاء من إجراءات الفحص ستقوم إسرائيل بالإفراج عن 27 أسيرة فلسطينية تضمنتها صفقة شاليط.
وفور تأكيد وصول شاليط الأراضي المصرية توجهت عائلته إلى معسكر تال نوف وسط إسرائيل لاستقبال شاليط حال وصوله. وشوهد والدا شاليط نوعام وافيفا وشقيقه وشقيقته وهم يستقلون سيارة في مسبه هيلا بالجليل بشمال إسرائيل ، وغادرت المكان ضمن قافلة تتألف من ثلاث مركبات وبحراسة الشرطة إلى قاعدة تل نوف، بينما وقف العديد من الأنصار يلقون نظرة على القافلة.
وبدأت حافلات الصليب الأحمر بنقل الأسرى بعد أن تأكدت من كافة الأسماء المنوي الإفراج عنهم، وإثر انطلاق عملية تبادل الأسرى المفرج عنهم بموجب صفقة بين إسرائيل و حماس انطلقت صباح الثلاثاء، بعدما رفضت المحكمة العليا الإسرائلية الطعون التي قدمت لمنع تنفيذ الصفقة.
وبدأت مركبات تحمل أسرى فلسطينيين بمغادرة سجون في إسرائيل الثلاثاء تنفيذًا لاتفاق مبادلة للأسرى تُجرَى على مراحل يتم الإفراج في المرحلة الأولى عن 477 أسيرًا، وسيجري تنفيذ المرحلة الثانية من الصفقة التي تشمل الإفراج عن 550 أسيرًا فلسطينيًّا في غضون شهرين.
وانطلقت المرحلة الأولى من تنفيذ صفقة التبادل عند الساعة الثانية والنصف ليلاً، حيث شرع في نقل 96 أسيرًا فلسطينيًّا من سجن كتسيعوت في النقب إلى سجن عوفر حيث يسمح لهم بالعودة إلى الضفة الغربية. كما نقل 334 أسيرًا آخر في قوافل إلى معبر كرم أبو سالم في طريقهم إلى قطاع غزة.
وعند الساعة الرابعة فجرًا، غادرت قافلة وفيها 27 أسيرة فلسطينية و16 أسيرًا من القدس و3 من عرب 48، وتم قبل ذلك نقل 4 أسيرات إلى معبر كرم أبو سالم وأسير واحد من سكان بقعاتا في هضبة الجولان نقل إلى مخفر الشرطة في كاتصرين.
ووصل صباح الثلاثاء إلى سجن مجدو 3 من عرب 48 المنوي الإفراج عنهم كما وصل السجين الرابع وهو من سكان بقعاتا إلى مخفر شرطة كاتصرين. وقال مسئول: إن المركبات الأولى التي غادرت سجن كتسعوت في وسط إسرائيل كانت تنقل أسيرات سيفرج عن معظمهن في الضفة الغربية.
وكانت حركة حماس التي تدير قطاع غزة أعلنت أنها توصلت إلى اتفاق مع إسرائيل سيتم بموجبه الإفراج عن ألف أسير و27 أسيرة مقابل إطلاق الجندي الإسرائيلي جلعاد شاليط والتي من المتوقع أن تنفذ صباح الثلاثاء.
وشاركت ثلاثة فصائل هي كتائب القسام ، الجناح العسكري لـ حماس ، و ألوية الناصر صلاح الدين الذراع المسلح لـ لجان المقاومة الشعبية و جيش الإسلام في عملية نوعية نجحت خلالها في أسر شاليط على حدود غزة في 25 يونيو 2006.
وترجع عملية أسر شاليط إلى فجر 25 يونيو 2006 عندما استهدفت عملية نوعية قوة إسرائيلية مدرعة من لواء جفعاتي كانت ترابط ليلاً في موقع كرم سالم العسكري التابع للجيش الإسرائيلي على الحدود بين مدينة رفح الفلسطينية و إسرائيل .
وجاء ذلك عندما نجح عدد من المقاومين الفلسطينيين من التسلل عبر نفق أرضي كانوا قد حفروه سابقًا تحت الحدود إلى الموقع الإسرائيلي مما ساعدهم في مباغتة القوة الإسرائيلية وانتهى الهجوم بمقتل جنديين وإصابة 5 آخرين بجروح وأسر شاليط ونقله إلى مكان آمن في قطاع غزة.
وكانت العملية من أكثر العمليات الفدائية الفلسطينية تعقيدًا منذ اندلاع انتفاضة الأقصى الثانية حيث تمكن المقاتلون الفلسطينيون من اقتياد الجندي الأسير إلى عمق القطاع بسرعة فائقة على الرغم من التعزيزات الجوية الإسرائيلية الفورية في الأجواء، وخصوصًا في سماء مدينة رفح قرب مكان تنفيذ الهجوم.