يرون أن عقابها هو الحجاب .. إسرائيليون يصفون أسيرة فلسطينية بـ"الشيطان"

عربي ودولي



لم تحظ أسيرة قط بهجوم في وسائل الإعلام الإسرائيلية في الأيام الأخيرة، بعد الإعلان عن صفقة شاليط ، كالذي تتعرض له الأسيرة الفلسطينية آمنة منى من بلدة بير نبالا شمال مدينة القدس المحتلة.

فقد أفرد لها الإعلام الإسرائيلي مساحات واسعة في نشراته التلفزيونية ومواقعه الإلكترونية وصحفه الورقية.

وحظيت آمنة منى بالاهتمام الأبرز وكانت حديث الساعة على مر الأيام القليلة الماضية، بل ذهبت إحدى وسائل الإعلام إلى وصفها بـ الشيطان الذي يتأهب للخروج من زنزانته، كما جاء في عنوان لموقع ماكو الإسرائيلي التابع للقناة الثانية.

وذكر متحدثون عبر الإعلام الإسرائيلي، أنه صحيح أنها لم تقتل عدداً من الناس بل قتلت صبياً واحداً، لكنها ارتكبت الجريمة الأبشع على الإطلاق ، في إشارة إلى استدراجها للفتى الإسرائيلي أوفير راحوم من منطقة تل أبيب إلى رام الله عام 2001 من خلال الدردشة عبر الإنترنت، حيث تم قتله من قبل مجموعة من كتائب شهداء الأقصى الجناح العسكري لحركة فتح وفق ما أفضت إليه التحقيقات.

وقالت أخصائية علم الجريمة د.عنات باركو، المتخصصة بمتابعة الأسيرات الأمنيات، والتي سبق أن التقت آمنة منى في السجن، في حديث لإذاعة الجيش الإسرائيلي الأحد بأن منى كانت تتصرف بقسوة شديدة مع الأسيرات اللاتي يشاركنها الزنزانة في حال لم يطعنها وأنها مكروهة من قبلهن، وبالتالي فإن حسابها قد يكون عسيرا عندما تتحرر من السجن فيما لو تم إبعادها إلى غزة، وقد يكون أصعب عقاب لها هو فرض الحجاب عليها من قبل حركة حماس ، على حد تعبيرها.

وذكر تقرير بث في القناة العاشرة السبت 15-10-2011 بأن منى كانت تتحدى وتستفز السجانين وأن أبشع ما كانت تقوم به هو تقليدها لصرخات الفتى الإسرائيلي بعد استدراجه إذ كانت تقول أمي، أنقذيني .

وتوافقت ردود الفعل الشعبية في إسرائيل مع توجهات وسائل الإعلام، وكانت ساخطة وصاخبة، وانعكس ذلك من خلال التعليقات على الأخبار في المواقع الإلكترونية. ويبدو أن آمنة منى ستبقى في ذاكرة الإسرائيليين لفترة طويلة وستبقى ذكرى الحدث الذي قامت به تقض مضجعهم.

وكانت الحكومة الإسرائيلية قد أبدت موقفا رافضا للإفراج عن آمنة خلال الحديث عن صفقة تبادل محتملة في السنوات الماضية، لكنها وافقت بالإفراج عنها ضمن صفقة شاليط الحالية، وورد اسم آمنة منى ضمن أسماء الأسيرات اللواتي سيتحررن، لكن بحسب ما جاء في قائمة الأسماء التي أعلنتها حركة حماس ، فإنها ستبعد إلى الخارج وليس إلى غزة.

يشار إلى أن مصلحة السجون الإسرائيلية قامت بنقل آمنة بين عدة سجون في سنوات اعتقالها، كما أحالتها إلى العزل الانفرادي وإلى سجن للسجينات الجنائيات. وخاضت آمنة إضرابا عن الطعام عدة مرات وطالبت بتحسين ظروفها.