ديفيد إجناتيوس: فرْض منطقة عازلة شمال سوريا هو الحل المرحلي للأزمة الراهنة
رصد الكاتب الأمريكي ديفيد إجناتيوس ارتفاع الصيحات، في واشنطن وخارجها، للمطالبة بمزيد من التدخل العسكري الأمريكي في الحرب على تنظيم الدولة الإسلامية ، على أثر هجوم الأخير على عين العرب على الحدود السورية التركية.. قائلا هكذا تتسع دائرة الحروب التي بدأت محدودة .
وأوضح إجناتيوس -في مقال نشرته (الواشنطن بوست)- أن استراتيجة الرئيس أوباما إزاء داعش بدأت بخطة لحرب محدودة؛ لا سيما وأن التنظيم لم يمثل لحد الآن تهديدا فوريا على الولايات المتحدة.
ونوّه الكاتب عما يقوله التاريخ العسكري منذ عهد الرومان، من أن الحروب المحدودة نادرا ما تتكلل بالنجاح.. مشيرا إلى أن واضعي السياسات عندما يجابَهون بالاختيار بين الانخراط الكلي أو غضّ الطرف تماما عن أي أزمة فإنهم عادة ما يلجأون إلى حلّ وسط متمثلا في تدخل جزئي، غير أن هذا التدخل الجزئيّ يقود بحسب التاريخ إلى ورطات عادة ما تنتهي بالتقهقر الذي يقود بدوره الجنرالات في النهاية إلى الجنون.
ولفت إجناتيوس إلى أن أمريكا منذ الحرب العالمية الثانية جنحت دائما إلى الحروب المحدودة التي لم تتمخض عن نتائج واضحة، على غرار ما حدث في كوريا وفيتنام والعراق وأفغانستان.. الحالة الوحيدة التي أحرزت أمريكا فيها انتصارا مبينا كانت عملية عاصفة الصحراء عام 1991، على أنها كانت عملية محدودة الأهداف ضعيفة الخَصم.
ونبّه الكاتب في هذا السياق إلى مجيئ هذه الحرب ضد تنظيم الدولة الإسلامية في ظل إحباط الرأي العام الأمريكي من تلك السلسة من الفشل التي منيت بها التدخلات العسكرية الأمريكية المحدودة... ورأى إجناتيوس أن أوباما في إغلاقه الباب أمام المزيد من الإحباطات وإحجامه عن التدخل في سوريا والعراق إنما فتح الباب أمام الدواعش.
وأشار إلى الموقف بين تركيا المتاخِمة للأحداث وبين أمريكا، وهما دولتان يفترض أنهما حليفتان، إزاء التنظيم الإرهابي، راصدا انتقاد إحداهما للأخرى على عدم اتخاذ الإجراء الكافي، ووصف إجناتيوس الموقف بالمحرِج والفوضوي.
وأكد أن تركيا حليف صعب المراس لكنه ضروري؛ وأنّ غض الطرف تماما عن داعش هو مخاطرة غير مقبولة، لكن أيضا الانخراط في حرب شاملة ليس خيارا واقعيا مطروحا.
وزعم إجناتيوس أنه يرى في ظل هذا الضباب السياسي طريقا واضحا أهم معالمه: فرْض منطقة عازلة شمال سوريا حسب دعوة تركيا، مدعومة بنوع من الحظر الجوي.. على أن تبدأ أمريكا في تزويد مقاتلي المعارضة السورية المدرَبين على أيدي الـ سي آي أيه بصواريخ مضادة للطائرات بما يدعم موقف المعارضة شعبيا على حساب طائرات بشار الأسد.
ورأى أن المنطقة العازلة من شأنها إتاحة الوقت أمام أمريكا لتدريب جيش سوري معارض حقيقي يستطيع صدّ الدواعش وطردِهم في شرق سوريا، والحفاظ على الأرض إلى أن تتمخض المفاوضات عن حكومة سورية جديدة.. أما في العراق، فقد رأى إجناتيوس أن الأمر سيستغرق شهورا لتدريب قوات سُنية تستطيع استعادة الموصل والفلوجة.