رحاب الدين الهواري يكتب: البحرين ترد الصفعة بهدوء

ركن القراء


تأتي زيارة الوفد البحريني رفيع المستوى، برئاسة محمد بن إبراهيم المطوّع، وزير الدولة لشؤون المتابعة، والشيخ حسام بن عيسى آل خليفة، رئيس ديوان صاحب السمو الملكي رئيس الوزراء، والوفد المرافق إلى مقر البرلمان الأوروبي في مدينة ستراسبورج بجمهورية فرنسا، لتعلن نجاح الدولة البحرينية أمام الهجمة الغربية الشرسة التي استهدفت النيل من سمعة البحرين وإظهارها بمظهر الدولة المنعزلة عن العالم، حيث جاءت الزيارة في إطار فتح قنوات اتصال مع عدد من المؤسسات الأوروبية، بما يعني تغير النظرة العالمية لما جرى في البحرين وانخداع البعض في شعارات المعارضة وبعض المنظمات الغربية والدولية، ليكتب التاريخ في النهاية انتصار المملكة البحرينية على كل خصومها من إيران والولايات المتحدة الأمريكية.

مثلت الزيارة ردا قويا من جانب الحكومة البحرينية برئاسة صاحب السمو الملكي الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة، على ادعاءات المعارضة المدعومة من كل من إيران والغرب، من خلال ترحيب النائبة الأوروبية الفرنسية آن ساندير، عضو الحزب اليميني الفرنسي الاتحاد من أجل حركة شعبية عضوة لجنتي الشؤون التقنية والوظيفية بالبرلمان الأوربي، بخطوات البحرين في الإصلاح حيث عبرت النائبة عن سعادتها بلقاء وفد مملكة البحرين، مشيدة بما اطلعت عليه من معلومات عن مملكة البحرين وما تشهده من تطور وازدهار في مختلف القطاعات، مشيرةً إلى أنها سمعت الكثير عن مملكة البحرين من خلال أشخاص مقرّبين قاموا بزيارتها وعاينوا طيبة شعبها وحسن الضيافة فيها، وأنها ستنقل إلى زملائها من أعضاء ورؤساء اللجان في البرلمان الأوروبي ما سمعته عن شعب البحرين الحضاري، منوهة أيضا إلى أن هناك وفداً برلمانياً أوروبياً قام بزيارة إلى مملكة البحرين في عام 2013، حيث أعرب أعضاؤه عن سرورهم الكبير بما عاينوه في البحرين وإعجابهم بهذا البلد الذي يعرف كيف يستقطب الناس سواءً على المستوى السياحي أو الثقافي وغيرهما.

تصريحات النائبة، انطوت على نظرة مختلفة وقراءة استراتيجية جديدة لواقع التجربة البحرينية أسواء في محاربتها الفوضى والقضاء على مظاهر إسقاط الدولة وإخضاعها لقوى الشر العالمية، أو في بناء الدولة نفسها بطريقة فريدة تشمل جميع النواحي التي تعود بالنفع دائما على المواطن، وهو ما جعل الوفد الأوروبي يعلن انتهاء مرحلة السماع عن البحرين إلى مرحلة السماع منها بعد أن هضم الإعلام العالمي حقها في مجرد الدفاع حتى عن موقفها أمام الهجمة الشرسة التي استهدفتها منذ فبراير 2011.

ولم تأت تصريحات النائبة التي أدلت بها خلال اجتماع محمد بن إبراهيم المطوّع والشيخ حسام بن عيسى آل خليفة والوفد المرافق بالنائبة، إلى بعد إطلاع الوفد البحريني على خطوات الإصلاح التي قامت بها الحكومة برئاسة صاحب السمو الملكي الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة، وهو الاجتماع الذي كشف عن أمرين بالغي الأهمية، أولهما: مناقشة سبل تعزيز التعاون بين مملكة البحرين والبرلمان الأوروبي، ما يعني أن الغفوة العالمية التي صاحبت أحداث الفوضى في البحرين منذ 3 سنوات، بدأت في التراجع، وانتهاء حقبة كيل الاتهامات بدون دليل إلى المملكة البحرينية، ما يعني أخيرا اعتراف العالم بالمخطط الذي حاولت بعض الأطراف من خلاله إسقاط المملكة البحرينية.

والأمر الثاني، وهو الأهم، أن أوروبا كلها من خلال البرلمان الأوروبي، أصبحت واعية بجهود الحكومة البحرينية على صعيد التنمية الشاملة وترسيخ الأسس الديمقراطية والازدهار الاقتصادي، وهو ما كشفت عنه تصريحات محمد بن إبراهيم المطوّع، من أن مملكة البحرين استطاعت أن تنهض بالوطن والشعب معًا، وذلك من خلال تأمين أفضل مستويات التعليم والعناية الصحية والإسكان والنهوض بالقطاع الصناعي وتطوير القطاع المصرفي، بحيث أصبحت البحرين مركزاً مالياً ومصرفيا أساسياً في الخليج يتواجد بها أكثر من 350 مؤســسة مالية ومصرفية، حيث أشاد المطوع بالجهود الدؤوبة التي يقوم بها صاحب السمو الملكي الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة، رئيس الوزراء في التنمية والتطور الذي تشهده مملكة البحرين في كافة القطاعات، والإنجازات التي تحققت في ظل رؤية سموه التي تهدف إلى الارتقاء بمملكة البحرين وشعبها في كافة المجالات وتحقيق نقلة نوعية تحقق الاستقرار في إطاره الشامل.

وكشفت الزيارة أيضا عن تبنى المملكة استراتيجية تعتمد على تحسين الأوضاع المعيشية للمواطنين من خلال برامج عملية ومتطورة تقوم على تقديم دعم كبير للسلع الأساسية وعلى والكهرباء والماء والنفط يبلغ حجمه نحو 80%، بالإضافة إلى أن مملكة البحرين تتميز بعدم فرض ضرائب مالية سواء على المواطنين أو المستثمرين.

ومن تغير النظرة الأوربية غربا إلى تغيرها شرقا، حيث استقبلت شركة ألمنيوم البحرين ش.م.ب. (ألبا)، أحد مصاهر الألمنيوم حول العالم، وفداً صينيّاً عالي المستوى من السفارة الصينية لدى مملكة البحرين برئاسة سفير جمهورية الصين الشعبية لدى مملكة البحرين لي تشين، وذلك يوم الثلاثاء 30 سبتمبر/ أيلول 2014 لمناقشة العلاقات الثنائية بين الصين والبحرين، وبحث سبل التعاون المشترك لتعزيز العلاقات الاقتصادية بين البلدين.

خلاصة القول أن مملكة البحرين، فعلت مالم تفعله دولة أخرى في المنطقة، من احتواء أكبر مخطط لإسقاطها، والعمل على تبني استراتيجية تتيح لها النهوض بحياة المواطن، وهو ما تكلل بتغير النظرة العالمية لها من جانب، وإيمان المواطن البحريني بقيادته من جانب آخر، وهو ما يعني أخيرا أن المملكة الصغيرة ردت الصفعة العالمية بهدوء إلى كل من الولايات المتحدة وحلفائها في المنطقة.