خبير عسكرى يطالب السعودية والإمارات بمراجعة موقفه من التحالف مع أمريكا

أخبار مصر


عقب اللواء محمد الغباشى، الخبير العسكرى، عضو الهيئة العليا لحزب حماة الوطن على تطور الأحداث فى مدينة كوبانى السورية الواقعة على الحدود التركية والتى يسيطرعليها الآن تنظيم داعش الإرهابى على الرغم من الضربات الجوية لقوات التحالف الدولى إن تلك الأحداث دلالة كاشفة على الأكاذيب الأمريكية التى أدعتها حول محاربتها للإرهاب كما أنها تطرح سؤالا عن جدوى تلك الضربات الجوية التى تقوم قوات التحالف الدولى.

وأضاف الغباشى، فى تصريحات خاصة لـ الفجر ثبت من التجربة العملية أن تنظيم داعش الإرهابى ليس فقط لم يتأثر بالضربات الجوية وإنما ازداد قوة فى تكرار واضح للتاريخ حينما أدعت الولايات المتحدة كذبا وزورا منذ ثلاثة عشر عام تنصيب نفسها بنفسها محاربة الإرهاب على خلفية كذبة أسمها 11 سبتمبر.

ثم أدعت كذبة أخرى وهى تخليص البشرية من أسلحة الدمار الشامل فى العراق ونشر قيم الديمقراطية بتوصيات تتلقاها الادارة الأمريكية من السماء ثم يتضح فى كل مرة أن تلك الشعارات مجرد أكذوبة خاوية، مشيرا إلى تنامى الظاهرة الإرهابية فى العالم وانبثاق عشرات التنظيمات من تنظيم القاعدة الذى كان سببا فى الاحتلال الأمريكى لأفغانستان علاوة على عدم ايجاد أية أسلحة للدمار الشامل فى العراق.

كما أدعت الدولة الكاذبة فضلا عن التناحر العرقى والطائفى فى العراق والذى أحالها إلى دولة فاشلة كانت أكثر ديمقراطية قبل الاحتلال الأمريكى وأخيرا كذبة جديدة تضاف إلى سلسلة الأكاذيب الأمريكية وهى محاربة داعش الذى يتنامى الآن باستيلائه على كوبانى السورية وعدد آخر من مدن عراقية.

وأكد الخبير العسكرى، أن الغرض الحقيقى من كذبة محاربة داعش من قبل قوات التحالف الدولى بقيادة الولايات المتحدة هوالاتفاف على فشلها فى استصدار قرار من مجلس الأمن لتوجيه ضربات عسكرية إلى النظام والجيش السورى بسبب الفيتو الروسى والصينى إضافة إلى استدراج قوات عربية إلى مواجهات عسكرية خارج الحدود.

وأضاف الغباشى، أن تطورات المشهد السورى والعراقى واستيلاء داعش على كوبانى السورية وعدد من مدن عراقية دلالة على اتساع نطاق مسرح عمليات داعش سيترتب عليه اتساع نطاق الضربات الجوية الأمريكية وخروجها عن الحدود المتفق عليها لتشمل فيما بعد الجيش السورى وهو الغرض الأساسى من العملية برمتها وهذا فى حد ذاته دلالة أخرى على التنسيق الكبير بين داعش والولايات المتحدة.

وتسائل الغباشى، من أين تأتى خطوط الامداد لتنظيم داعش الإرهابى ضعيف العدة والعتاد والمرصود بالأقمار الصناعية الأمريكية والذى لا يستحق هذا الحشد الدولى حتى يتمكن من الاستيلاء على مدينة كوبانى، مؤكدا على حتمية وجود طرف مسئول عن امداد داعش بالأسلحة وتقديم الدعم اللوجستى لتمكينه من الصمود بل اكثر من ذلك زيادة قدراته القتالية ليتمكن من توسيع نطاق حركته وعملياته وهو ما تم بالفعل باستيلائه على كوبانى.

كما أكد الخبير العسكرى، أهمية الدور الذى تلعبه الامدادات فى العمليات القتالية واستحالة استئناف المواجهات العسكرية دون تلك الامدادات، مضيفا أن الطرف المسئول عن تلك الامدادات هو تركيا بحكم دورها الذى بات مكشوفا فى دعم مرتزقة المعارضة السورية وتسهيل دخولهم البلاد عن طريق حدودها علاوة على دورها كوسيط لبيع النفط السورى والعراقى الذى يقوم داعش بنهبه وبحكم موقعها الجغرافى المتاخم لكل من سوريا والعراق واقترابها من مناطق الاشتباك بخلاف عناصر المخابرات الأمريكية والإسرائلية التى تدير وتشرف على العمليات القتالية.

واختتم الغباشى، حديثه قائلا: إن تطور الأوضاع فى سورية واستيلاء داعش على كوبانى يطرح بقوة مسألة عدم جدوى التحالف الدولى والضربات الجوية المكلفة التى يقوم بها خاصة لدى الاطراف العربية المشاركة فى التحالف والتى قبلت ذلك على مضض الأمر الذى يمكن أن يكون مقدمة لاعادة حسابات معظم الاطراف المشاركة فى التحالف الدولى خاصة بعد انكشاف الأغراض الحقيقية الأمريكية وقد يترتب علي ذلك تفجير التحالف من الداخل عقب انسحاب بعض الاطراف.

دعا الغباشى، السعودية والامارات المشاركتين فى التحالف إلى إعادة تقييم الموقف ومراجعة حساباتهما على ضوء عدم جدوى الضربات الجوية وافتضاح الأغراض الحقيقية للولايات المتحدة والرجوع إلى المظلة العربية وفق محددات الأمن القومى العربى فى اتخاذ أية تدابير ضد داعش ودعم الموقف المصرى الذى أعلنه الرئيس السيسى وهو رفض المعايير الانتقائية الأمريكية فى التعامل مع التنظيمات الإرهابية ووضع الظاهرة الإرهابية فى اطارها العريض والشامل ورفض أية ممارسات خارج نطاق مجلس الأمن والشرعية الدولية وتبنى الحل السياسى للأزمتين السورية والعراقية والحفاظ على سلامتهما الاقليمية.