القاعدة تلقت 125 مليون دولار لإطلاق رهائن

عربي ودولي


إيلاف- كشف تقرير أن شبكة (القاعدة) الإرهابية حصلت في الأعوام الستة الماضية على أموال فدية تصل إلى 125 مليون دولار، كانت حصة الأسد منها لفرنسا تليها قطر وعُمان.

ورأى التقرير الذي نشرته صحيفة (ديلي تلغراف) البريطانية، الإثنين، أن دفع الفدى للجماعات الإرهابية يمول المزيد من قتل الرهائن.

وتتحدث الصحيفة عن قصة رهينتين بريطانيين وهما آلان هينيننغ الذي أعدمه تنظيم داعش وديفيد بولام، الذي عمل مدرسًا في ليبيا، الذي اختطفته ايضًا مليشيا اسلامية. ولكن لماذا قتل أحدهما بينما نجا الآخر؟

وتقول: قد تكون الإجابة أن خاطفي بولام تلقوا فدية، رغم نفي الخارجية البريطانية واسرة بولام لذلك، بينما لم يحدث ذلك مع خاطفي هينيننغ.

ويقول كاتب التقرير شاشانك جوشين إنه يمكن تفهم توجيه السؤال لأنفسنا هل كان في الامكان انقاذ حياة هينيننغ بدفع فدية، ولكن هذا السؤال يضللنا، فتنظيم داعش اكثر تشددًا وتطرفًا من الميليشيات الاسلامية في ليبيا، بل إنه أكثر تطرفاً من القاعدة التي طالب زعيم فرعها في سوريا باطلاق سراح هينيننغ.

ويضيف أنه لا يوجد ما يشير إلى أن الدافع من احتجاز هينيننغ كان ماديًا، وحتى لو كان هذا صحيحاً، فإن دفع الفدية ليس الحل.

ويرى الكاتب أن دفع الفدية يخلق سوقاً ورواجًا لعمليات الخطف، بل الأسوأ من ذلك انه يساعد تنظيمات مثل تنظيم داعش على الإزدهار وقتل آخرين.

ويقول التقرير إن بريطانيا والولايات المتحدة، على النقيض من الكثير من الدول الغربية والعربية، لا توجد لديهما سياسة تقديم تنازلات نوعية للارهابيين.

ويختم تقرير (ديلي تلغراف) قائلاً: إن دفع الفدية يحل مشكلة ويخلق مشكلة أعمق بدلًا منها، ويشير إلى تحقيق لصحيفة (نيويورك تايمز) يوضح الخسارة التي تكبدتها الدول الغربية بسبب دفع الفدى.

يذكر ان الحكومتين البريطانية والأميركية كانتا رفضتا دفع أية فدية لتنظيم (داعش) مقابل إطلاق سراح رهائن ينتمون للبلدين، بينما بادرت حكومات أوروبية لدفع مثل هذه الفدى التي تعتبر تمويلاً للإرهاب.

لا أمن لبريطانيا

وإلى ذلك، قال تقرير لصحيفة (التايمز) اللندنية ان لا أمن لبريطانيا وحلفائها ومواطنيها دون اقتلاع تنظيم داعش عسكرياً.

وفي افتتاحية للصحيفة تحت عنوان قلب الظلام: قتل الآن هينيننغ فعل يمثل أسوأ ما في الانسانية ، قالت إن المتعصبين الدينيين في تنظيم (داعش) يحاولون جاهدين استدعاء صورة التضحية بالذات، ولكن ما يقومون به هو النقيض من ذلك. استهدافهم للجنسيات الغربية وللمسلمين من النوع الخاطئ قتل وليس شهادة.

وتقول الصحيفة إن ألان هينيننغ، عامل الاغاثة البريطاني الذي قتل بلا رحمة على أيدي تنظيم داعش الاسبوع الماضي، لم يسعَ قط إلى الخطر أو إلى ان تكون لموته مكانة كمكانة الشهداء، ولكن من منظور علماني بحت، فان هينيننغ يعد شهيدًا بصورة لا يمكن لقتلته أن ينالوها.

وتشير (التايمز) إلى أن هينيننغ، وهو سائق سيارة أجرة من مانشستر، سافر إلى سوريا وهدفه الوحيد هو مساعدة الذين يعانون من ويلات الحرب الاهلية ومثلت حياته افضل ما في الانسانية بينما مثل مقتله أسوأ ما فيها .

مزاعم خاطئة

وتقول إن مدى شر قاتلي هينيننغ يتضح من الرسالة التي حملوه على قراءتها قبل اعدامه، حيث اجبر على ان يقول إن موته جاء قصاصاً اثر قرار البرلمان البريطاني الانضمام لتحالف لقصف مواقع تنظيم داعش في العراق، وترى الصحيفة إن مزاعم التنظيم خاطئة وفاسدة أخلاقيًا.

وتتابع الصحيفة قائلة: إن سبب انضمام بريطانيا إلى التحالف الدولي هو أن امن الغرب، واستقرار الشرق الاوسط ، يتطلبان القضاء على داعش، ويضيف أنه كفاح لم تسعَ له بريطانيا وحلفاؤها ولكنها لا يمكن ان تتهرب منه في سوريا او العراق.

وتختم : إن داعش يسعى لاقامة خلافة مبنية على القمع واراقة الدماء. وترى أن من الضروري أن تتغلب قوى التسامح والخير داخل العالم الاسلامي على وحشية تنظيم داعش، ولهذا اعرب المسلمون البريطانيون عن رفضهم التام وغضبهم والمهم ازاء مقتل هينيننغ وثلاثة مدنيين آخرين على يد تنظيم داعش.