لهذا السبب لا تعمل في مجال الطيران!

منوعات



لا شك في أن الضجيج أصبح ضيفاً دائماً في حياتنا اليومية وخصوصاً مَن يقطنون في المدن. الضجيج يرافقنا أينما حللنا: في أماكن العمل، على الطرقات، في المدرسة والجامعة، في أماكن السهر... ليس هناك من مهرب من الضوضاء. يعتقد البعض أنّ أضرارها تقتصر على السمع والإجهاد، إلاّ أنها تولّد مشكلات أخطر من ذلك. فبحسب منظمة الصحة العالمية، يؤثر الضجيج في صحة الإنسان ويتعارض مع نشاطاته اليومية في المدرسة، الجامعة، العمل، المنزل، وفي وقت فراغه. كما يسبب اضطرابات في النوم وأمراض القلب والأوعية الدموية ممّا يؤثّر في أداء الفرد ويهدد علاقاته الاجتماعية.


الضوضاء تسبب أمراض القلب والأوعية الدموية

هل تسكن قرب المطار؟ هل تعمل في مجال الطيران؟ أنت، إذاً، معرّض للإصابة بأمراض القلب، هذا ما بيّنته دراسة لجامعة هارفرد في الثاني من تشرين الأول/ أكتوبر عام 2013. أظهر الباحثون أن هناك رابطاً بين الضجة التي تنبعث من 89 مطاراً أميركياً وأمراض القلب والأوعية الدموية بعد استبيان ستة مليون مشارك منذ العام 2009. وأخذ الباحثون في الاعتبار تأثير الوضع الاجتماعي والاقتصادي، العوامل الديموغرافية، تلوّث الهواء، ومسافة الطريق التي تبعد عن المطار. فأظهرت النتائج أن ضوضاء الطائرات تسبب أمراض القلب والأوعية الدموية، إذ تبيّن أنّ دخول 2.3% من المرضى المسنين للعلاج في المستشفى من أمراض القلب هم الأكثر عرضة لضجيج الطائرات. والسبب في ذلك هو الإجهاد الذي يسببه صوت الطائرات ويؤدّي إلى ارتفاع ضغط الدم، وقد ينجم عن هذين العاملين أمراض القلب والأوعية الدموية.

ومن جهة أخرى، أوضح باحثون لجامعة Pennsylvania الأميركية في دراسة في تشرين الأول/أكتوبر 2013 أنّ التعرّض للضوضاء يشكّل خطراً شديداً على الصحة، مسبباً أضراراً كثيرة، تتخطى تلف السمع وقد تصل إلى أمراض القلب والأوعية الدموية وتؤثر في الأداء المعرفي والصحة العقلية. وقد ركّز الباحثون في هذه الدراسة على الضجيج الناجم عن الملاهي الليلية والفرق الموسيقية والطرقات، كما استندوا إلى دراسات سابقة تطرقت إلى الموضوع، وقد توصلوا إلى نتيجة مفادها أن التعرّض لوقت طويل للضجيج يؤثر في نظام القلب والأوعية الدموية، فيؤدي إلى ارتفاع ضغط الدم وإلى السكتة الدماغية.


وفي حديث لـ النهار ، يوضح الدكتور ربيع عازار، رئيس قسم القلب في مستشفى Hotel Dieu أنّ الضجة ليست المسبب الرئيسي لأمراض القلب والأوعية الدموية لدى الفرد، بل هي العصبية التي تنجم عنها المسؤولة عن ذلك. فالعصبية الزائدة (فقدان الأعصاب) تؤدي إلى ارتفاع ضغط الدم، ممّا يؤثّر في القلب وصحته. وينصح عازار، عضو جمعية القلب الأميركية، أنّه لتجنّب أمراض القلب على الفرد الابتعاد عن التدخين، الملح، وأن لا يغضب سواء من الضجة أو المشكلات الحياتية، إذ عليه أن يتعلّم السيطرة على أعصابه.

نصائح للتغلّب على الضجيج وتجنّب مخاطره:

ينصح أطباء جامعة هارفرد باتباع النصائح التالية لتفادي مخاطر الضجيج:

• اخفض صوت المعدات خصوصاً تلك التي توضع مباشرة على الأذن، كي تقلّ الطاقة التي تتلقاها طبلة الأذن وكذلك الشعيرات الدقيقة في القوقعة.

• تجنّب المواقف والاماكن الصاخبة وابتعد عن الحواجز التي تفرّق بينك وبين مكان الضجيج كالحائط والباب مثلاً.

• استخدم السدادات أو الـ Earplugs وضعها داخل الأذن، فبإمكانها أن تمنع الضجيج من دخول الأذن.

• حافظ على المسافة بينك وبين مصدر الضجيج، لأنه كلّما ابتعدت عنه انخفضت الضوضاء والضجة.

• في حال كنت تعمل في مكان يملؤه الضجيج، اطلب من زملائك خفض صوتهم عند التكلّم أو العمل بهدوء، لأنّ الضجة تؤثّر في صحّة الموظفين وأدائهم في العمل.

• ينصح الـ USDA National Agroforestry Center بزرع الأشجار لأنها تمتّص الأصوات والضجيج، فهي تعتبر بمثابة عازل للأصوات لذلك يجب التنويع في حجمها ونوعها.

• مارس اليوغا والتأمّل وتمارين التنفس، لأنّ تأثير الضجيج على الإنسان ناجم عن الإجهاد الذي يعانيه الجسم. للتخلّص من هذا الإجهاد، بإمكانك عكس التغيّرات الفيزيولوجية في الجسم التي تتأتى من التوتر المزمن من خلال الأساليب المذكورة أعلاه. فالتأمّل فعّال في مجال التنفيس عن التعب والاحتقان، إذ إن ذلك يريح الجسم ويغيّر كيمياء الدماغ بحيث يصبح مع الوقت أقلّ عرضة للإجهاد. كما أنّ بإمكان تمارين التنفس أن تريح جسمك من الإجهاد في بضع دقائق. أما بالنسبة إلى اليوغا، فهي تجمع بين هؤلاء الثلاث.

• اخفض صوت التلفاز في المنزل لأنه سيزعجك أثناء التفكير وإنجاز المهمات، كما يؤثّر في نومك ويولّد الإجهاد لديك.