مستشار أوباما السابق: الغارات ضد داعش بسوريا "لا تكفي"

عربي ودولي



اعتبر مستشار باراك أوباما السابق في الملف السوري، السفير فريدريك هوف، أن الغارات الجوية لا تكفي لدحر داعش ، فهي تكفي لدعم هجوم بري فقط، إلا أنه ذكر أن التدخل البري في سوريا أو العراق مرفوض أميركياً.

وقال هوف، في حديث مع الشرق الأوسط : إذا كنا نتكلم عن العراق أو سوريا، فاحتمال أن تغزو الولايات المتحدة أو تحتل سوريا أو العراق، غير وارد إطلاقاً.

الرئيس سيتجنب هذا الاحتمال مهما كلفه الأمر، حتى لو أن الإجراءات التي يتخذها الآن لا تحقق التأثير الذي يريده .

وشدد على وجود حاجة لعنصر على الأرض ليقوم بالعمل الثقيل ، حيث إن القوة الجوية تستطيع أن تدعم . وأضاف: لا شك عندي في أن الأميركيين والحلفاء قاموا بعمل جيد بأن أقلقوا داعش ، أنا متأكد من أنهم متخوفون من رؤية آليات الجنود، والمباني تختفي بسرعة. هذا كله جيد، لكن إذا كنا نتكلم عن انتصار، وفي النهاية يجب أن تكون هناك قوة على الأرض .

وعن العراق، تحدث عن وجود سباق مع الزمن ، قائلاً: إنهم يحاولون تحديد الفرق العراقية غير الملوثة سياسيا بالمالكي (نوري) وجماعته. هناك ألوية عراقية جيدة يقودها ضباط أكفاء ولديها أسلحة جيدة. هذه ستشارك، وكذلك قوات البيشمركة. لكن البيشمركة مع السنوات لم يعودوا بمثل سمعتهم السابقة أو بوطنيتهم. في العقود الماضية تحولوا إلى قوات نقاط تفتيش ، وخبرتهم القتالية بالتالي صارت محدودة .

واعتبر هوف أن هذا البلد يمر بفترة فشل الدولة ، موضحاً أن داعش أحد أعراض ذلك الفشل.

واعترف هوف أنه لا يعرف ما إذا كانت الغارات الجوية أنقذت بغداد من السقوط أم لا، لكنه اعتبر أنها على الأقل منعت داعش من ملء الفراغ في مناطق أخرى من العراق.

أما عن سوريا فقال: في سوريا هناك تحد آخر مختلف. الرئيس أوباما اعتبر القوة الأرضية هناك ما يسمى بـ الجيش السوري الحر ، لكن كلنا نعرف أنه لا يوجد جيش بمفهوم سلسلة القيادة.. أعلن الرئيس أن الكونغرس وافق على مبلغ من المال (500 مليون دولار) لتسليحهم وبرنامج تسليحهم لن يبدأ قبل عام 2015 .

وتابع: شخصيا وبصراحة، أقول إن الأهداف منخفضة بالنسبة إلى النتيجة. لواء واحد بعد سنتين من التدريب ليس كافيا كقوة أرضية .

وأعرب هوف عن تخوفه من أن ينتصر في سوريا داعش والنظام معا، قائلاً: بشار الأسد والإيرانيون سيعززون سيطرتهم فوق الجزء من سوريا الذي يعنيهم، ويحاول داعش تعزيز وجوده في الجزء الذي يعنيه من سوريا .

وفي هذا السياق، أضاف: كي تكون إيران جزءاً من التحالف فعليها أن تشد قواها في الاتجاه الذي يعتمده أطراف التحالف.. لأنه ما دام رجلها الأسد وعائلته وعشيرته في الصورة كجزء من سوريا، فإن داعش سيجد في الأسد أهم من يجند مقاتلين له .

يذكر أن السفير الأميركي فريدريك هوف، يعمل حالياً في مركز رفيق الحريري للشرق الأوسط التابع لـ المجلس الأطلنطي .

وعام 2009 طلب منه جورج ميتشل، المبعوث الرئاسي الخاص للسلام في الشرق الأوسط، أن يعمل معه على تحريك مسار السلام السوري-الإسرائيلي.

وفي مارس 2012، أي بعد مرور سنة على بدء الأزمة السورية، طلب منه الرئيس باراك أوباما أن يكون مستشاره الخاص للفترة الانتقالية في سوريا، إضافة إلى عمله في قضية السلام. لكنه استقال في شهر سبتمبر من ذلك العام. وعن هذا الموضوع قال: في الحكومة لا يحقق الإنسان وجهة نظره أو رأيه. هناك جوانب في سياسة الإدارة لا اتفق معها .