العالم مع ابو مازن والعرب مع اسرائيل



لم تظهر وسائل الاعلام الاسرائيلية لهفتها وتأييدها لخطاب رئيس وزراء اسرائيل امام الامم المتحدة، ولولا اهتمام وسائل الاعلام الامريكية المتصهينة بالخطاب وبثه عبر قناة فوكس نيوز الداعمة للاحتلال، لكان الخطاب مجرد تغريدة اخرى من تغريدات قادة اسرائيل خلال الحرب على غزة.

الصحافي الاسرائيلي المعروف يوسي ميلمان كتب في هآرتس يقول ان نتانياهو اظهر العداء لكل العالم من العراق الى سوريا الى الاسلام الى الاسد الى حماس ونسي انه لم يعرض اية خطة فلسطينية، بل انه لم يأت على ذكر فكرة دولتين في هذا الخطاب .

اما رامي يتسهار في موقع قضايا مركزية فقال : ان رحلة نتانياهو الى امريكا فشلت، وان هذا الفشل يضاف الى سلسلة رحلات فاشلة اخرى لم يستطع خلالها نتانياهو ان يحافظ على كنز العلاقة مع امريكا .

الاكثر مشاهدة في اسرائيل هو الفيديو القصير للمذيعة يونيت ليفي وهي مقدمة نشرة الاخبار المركزية في القناة الثانية شبه الحكومية، حيث فقدت صبرها وقالت عبارات تعبر عن الملل الذي شعرت به وهي تصغي لخطاب نتانياهو. وقد انتشر الفيديو تحت الهوا على مواقع الواتس اب والتواصل الاجتماعي كانتشار النار في الهشيم.

مدير الشؤون العربية في القناة العاشرة تسفيكا يحزكيلي قال : ان خطاب الرئيس ابو مازن نجح في تحريك ضمير العالم لصالح فلسطين، وان دعوته مجلس الامن لتحديد موعد زمني لانهاء الاحتلال بهدوء ومن دون عنف لقي اذانا صاغية. كما ان تهديده بوقف التنسيق الامني ووقف المفاوضات سيعني الكثير من القلق الامني الحقيقي لا سيما في اعقاب ما تشهده القدس من احداث تشبه الانتفاضة وعدم قدرة الامن الاسرائيلي السيطرة عليها .

وكانت القناة العاشرة استضافت مدير الارتباط المدني السابق في الادارة المدنية للاحتلال في بيت لحم واستمزجت رأيه في امر وقف التنسيق الامني، وابدى الجنرال افيف صدمته من تهديد ابو مازن وقف التنسيق الامني وقال : ان اسرائيل كانت تعتقد ان التنسيق الامني هو الذي يمنح ابو مازن واجهزته الامنية القدرة على السيطرة على مناطق ألف وهي تساوي 18 % من اراضي السلطة واقل من 6% من اراضي فلسطين.

تسفيكا يحزكيلي استكل حديثه وقال : ان ابو مازن مستعد ان ينزل عن الشجرة العالية التي صعد عليها ضد اسرائيل امام الامم المتحدة بشرطين. الاول تكثيف جلسات المفاوضات لتتناول القدس والحدود وحق العودة والملفات النهائية. وثانيا تكثيف المدى الزمني للمفاوضات بحيث يتم حسم الامور بسرعة .

وأضاف ان اجهزة الامن الاسرائيلية قلقة من احتمالية وقف التنسيق الامني لان هذا سيكون اشارة واضحة للشارع بالتحرك لا سيما بعد ما يحدث في شوارع القدس.

سياسيا قال يحزكيلي : ان ابو مازن كسب قلب العالم في خطابه ولكنه خسر العرب المنشغلين بحرب داعش. بينما خسر نتانياهو عالميا وفي الامم المتحدة لكنه نجح في ان يحشر نفسه شريكا وحليفا مع العرب في حربهم ضد داعش وان الدول العربية لم تظهر اي احتجاج ضد اسرائيل او مشاركتها في الحرب، لانهم ببساطة نسوا فلسطين على حد قوله .

يشار الى ان امريكا منعت اسرائيل من المشاركة في حرب الخليج الاولى رغم اطلاق الجيش العراقي 39 صاروخا على تل ابيب، كما منعتها من المشاركة في حرب الخليج الثانية، ولكن تل ابيب هذه المرة نجحت في فرض نفسها على العرب وعلى التحالف الدولي ضد داعش وسط صمت عربي ينم عن الرضى وعدم الممانعة.