خبير قانون دولي: "مصر" مؤهلة للعضوية غير الدائمة لمجلس الأمن
قال الدكتور مساعد عبد العاطى أستاذ القانون الدولي والمستشار بالنيابة الإدارية، تعقيبًا على ما أعلنه الرئيس عبد الفتاح السيسى عن اعتزام مصر التقدم لنيل العضوية غير الدائمة لمجلس الأمن لعامى 2016 و2017، وذلك خلال كلمة مصر أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة، إن قدرة مصر على حفظ السلم بالمنطقة يؤهلها للعضوية غير الدائمة لمجلس الأمن.
وأضاف في تصريح لـ الفجر ، أن مجلس الأمن يتألف من 15 عضوا من بينهم خمسة أعضاء دائمى العضوية وهم روسيا والصين والولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا، متابعًا العشرة أعضاء الآخرين يتم ترشيحهم من قبل الجمعية العمومية للأمم المتحدة يراعى فيهم التمثيل الجغرافى والثقافى، بناء على تقدم الدولة بطلب الانضمام للدول العشرة غير دائمة العضوية فى مجلس الأمن على أن تبت الجمعية العمومية فى الطلب المقدم خلال 35 يومًا ثم ترفع تقريرًا إلى مجلس الأمن لاتخاذ قرار نهائى بشأن الدولة.
وأوضح أن وضع ميثاق الأمم المتحدة معايير لقبول الأعضاء الجدد فى العضوية غير الدائمة لمجلس الأمن، وعلى رأسها قدرة الدولة على حفظ السلم والأمن الدوليين وذلك طبقا للهدف الأسمى من انشاء الأمم المتحدة علاوة على معايير التوزيع الجغرافى، موضحًا أن تكوين العشر دول غير دائمة العضوية هم خمسة مقاعد لإفريقيا وآسيا ومقعدان لأمريكا اللاتينية ومقعدان لأوروبا الغربية ومقعد لأوروبا الشرقية، مشيرًا إلى أن كل عامين يقوم مجلس الأمن بتشكيله الخمسة عشر دول بانتخاب الأعضاء الجدد على أن تتضمن عملية الانتخاب موافقة الخمس دول دائمة العضوية.
وأكد عبد العاطى أن عضوية مجلس الأمن غير الدائمة يمنح الدولة حق المشاركة فى التدابير والإجراءات التى يتخذها مجلس الأمن بخلاف الأنشطة الادارية وذلك طبقا لميثاق الأمم المتحدة والسلطات التى خولها لمجلس الأمن، موضحًا أن مصر بدورها الكبير تستطيع أن تلعب أدوارًا فاعلة فى هذا المجال يؤهلها لنيل العضوية .
كما اكد عبد العاطى على أن ميثاق الأمم المتحدة وتشكيل الهيئات والمؤسسات الأممية كانت منذ ما يزيد على السبعين عامًا وتمخضت عن الظروف التاريخية وقواعد النظام الدولى وفقا لعالم ما بعد الحرب العالمية الثانية وموازين القوى وقتها كما أن تشكيل الدول الخمس دائمة العضوية تمخض عن دول معسكرالحلفاء التى انتصرت فى الحرب العالمية الثانية، موضحًا أن العالم منذ ذلك الوقت البعيد شهد متغيرات عميقة اعادت تشكيل ملامح العلاقات الدولية وقواعد النظام الدولى عما كانت عليه منذ هذه الفترة البعيدة وقت تشكيل الأمم المتحدة.
وتابع: أن الأزمة الأوكرانية والسورية كشفتا عن مدى التناقض الكبير بين الدول الخمس دائمة العضوية، حيث أصبح مجلس الأمن مسرحًا لتناقضات المصالح السياسية وموازين القوى الجديدة التى جنحت بالدول الكبرى إلى فريقين رئيسيين روسيا والصين فى جانب والولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا من جانب ثاني، مختتما بقوله طبقا لهذه الظروف تتنامى الحاجة الآن لاعادة هيكلة ميثاق الأمم المتحدة.