ضابط إسرائيلي: تل أبيب كانت تعتبر أشرف مروان مثل النبى موسى الذي تربى في قصر فرعون
القاهرة قامت بتخديرنا قبل حرب 1973 وحقنة البنج أعطاها لنا الطبيب أشرف مروان ، بهذه العبارات الساخرة تحدث شيمون مندس الضابط المتقاعد بالجيش الاسرائيلي عن كيف تعرضت إسرائيل للخداع من قبل الرئيس الراحل أنور السادات قبل حرب أكتوبر، مؤكدا أن أشرف مروان رجل الأعمال لم يكن عميلا لإسرائيل وإنما كان يعمل لصالح المخابرات المصرية.
وتمثل أقوال مندس شهادة تبرئة لصهر الرئيس الراحل جمال عبد الناصرالذي توفي في ظروف غامضة في يونيو 2007 إثر سقوطه من شرفة شقته بلندن، بعد أن ادعى الإسرائيليون أنه كان عميلاً لإسرائيل وأمدها بساعة الصفر لحرب أكتوبر قبل 38 عامًا.
وأضاف المقدم المتقاعد لمجلة همذراح هتيخون الإسرائيلية ـ المعنية بالشئون العسكرية والامنيةـ إن هناك حالة من الجدل داخل إسرائيل حول مروان، وعما إذا كان عميلاً لإسرائيل أم لمصر؟، مؤكدًا أن الحقيقة هي عمله لصالح مصر بهدف خداع إسرائيل وأنه كان مكلفًا من الرئيس المصري السابق أنور السادات لتحقيق هذه المهمة.
واتهم جهازي المخابرات الخارجية الموساد والاستخبارات العسكرية أمان بأنهما يتحملان مسئولية التقصير الاستخباراتي في حرب أكتوبر، بعد أن تفاجئت إسرائيل بهجوم مصر المباغت في يوم السادي من أكتوبر 1973.
وأضاف إن تسيبي زامير رئيس الموساد آنذاك زرع بقلوب الصفوة السياسية والأمنية بإسرائيل الاعتقاد بأن تقارير مروان مثلها مثل كلام الرب لا يمكن الشك فيها ، معتبرًا أن الانتصار الحقيقي كان للمخابرات المصرية التي قامت بخداع إسرائيل وذلك عبر تخديرنا، ومن أجل هذه المهمة قام الرئيس السادات بإرسال (طبيب التخدير) الذي هو مروان لإعطائنا حقنة البنج قبل الهجوم علينا في أكتوبر 1973 .
وفي إشارة إلى قربه من دوائر الحكم في مصر لسنوات طويلة، نظرًا لزواجه من منى ابنة جمال عبد الناصر وعمله بالقرب من خلفه أنور السادات، وصف الضابط الإسرائيلي المتقاعد، مروان بانه كان مثل النبى موسى الذي تربي في قصر فرعون ملك مصر، وقال إن المأساة إن تل أبيب نظرت إلى مروان نفس نظرة بني اسرائيل لموسى بأنه سيخلصهم من الأخير لكن هذا لم يحدث .
وأشار إلى أن المنظومة الاستخباراتية بإسرائيل ستستمر في تحمل مسئولية العجز في حرب اكتوبر على عاتقها ، محذرا من أنه لا تزال هناك هوة كبيرة بين التفكير المصري والإسرائيلي؛ فالمصريون يفهموننا ونحن لا نفهمهم .
وختم قائلا: إنه حانت اللحظة للنزول من عليائنا ونبدأ في النظر حولنا على الشرق الأوسط المتسع الذي نعيش به ، واصفًا الرئيس السابق أنور السادات بأنه كان ماكرا ولا يمكن لأي لأحد الوقوف أمام مكره حتى ولو كان من أصحاب العقل والمنطق .