د. رشا سمير تكتب : الإخوان تعوى والقافلة تسير
حين تتحول القرصنة من مجرد فعل غوغائى يخرج عن مجموعة لصوص ينقضون على سفينة تهيم فى البحر لينهبوا بضائعها، إلى صفة دنيئة تدل على الخسة ووضاعة الأخلاق..
حين تتحول القرصنة إلى أسلوب يتبعه كل من يحاول الاستيلاء على ما لا يملكه حتى لو كان حُلماً أو أملاً..
القرصنة اليوم لم تعد تقتصر على السفن بل امتدت لتنقض على مصائر الأوطان.. وأصبح قراصنة الحُريات والأحلام مختبئين خلف اليابسة قبل البحار..
فما حدث من قرصنة اجتماعية وسياسية من قبل جماعة الإخوان منذ أن سافر الرئيس السيسى إلى أمريكا، أفعال لا تقل خسة عن سابقة أعمالهم الطويلة فى تخريب مصر على مر التاريخ.. بل اليوم تحولت عقائدهم إلى رسالة واضحة للأعمى بأن جماعة الإخوان ليست سوى جماعة إرهابية حاولت الاستيلاء على الحكم ولم يعنها فى المقام الأول ولا الأخير مصير الوطن..
لقد أعاد الرئيس السيسى فى خلال فترة حكمه القصيرة أهم ما فقدته مصر أيام محمد مرسى، وهو دورها فى الريادة..
أعاد السيسى احترام العالم لوطن شاب شعره وانهزمت ملامحه فى فترة شيخوخة حكم الإخوان.. واليوم عاد الخلق ينظرون جميعا كيف تبنى مصر قواعد مجدها بإرادة مصرية.
إن زيارة رئيس مصر لأمريكا بعد عام من المناورات الأمريكية.. عام من الانفصام فى القرار السياسى وعام من الإنكار لقرارات مصر كدولة اختار شعبها مصيرها.. تلك الزيارة كانت بمثابة خطوة لعودة كفة الميزان إلى وضعه الطبيعى بعد اختلاله طويلا فى فترة حكم الإخوان..
استقبال حافل لرئيس مصر فى أمريكا، الرجل الذى اختاره الشعب ووقف وراءه وبجواره يدفع أحلام وطنه لتصل إلى بر أمان بكل ما أوتى من دعم مادى ومعنوى للمرحلة..
استقبال لم ولن يُعطله شرذمة خرجت لتقف فى المطار بملابس صفراء ووجوه صفراء يهتفون بأقذر أنواع السباب ضد الصحفيين والإعلاميين..
استقبال لم ولن يعطله محاولات الإخوان فى الخارج لتعطيل المسيرة، لأن الشرذمة التى أتحدث عنها لا تتعدى عشرة أشخاص الذين لا يبحثون عن وطن بل يبحثون عن مشروع توريث إخوانى، بل ويبحثون عن سجن المرشد الذين اختاروا أن ييبقوا فيه معتقلين للأبد..
لقد استطاع السيسى أن يوجه كلمات حازمة لكلينتون وزوجته، كلمات لم تحتمل سوى شجاعة الرجل المحارب التى يمتلكها، تحدث معهما باعتبارهما على صلة بالإدارة الأمريكية الحالية، وشرح الوضع الآن فى مصر، مؤكدا أن المصريين غاضبون من الموقف الأمريكى، ولديهم إحساس بأن ما يحدث فى العراق وسوريا وليبيا مؤامرة، دون أن يخرج المسئولون الأمريكيون لتوضيح الموقف..
ومع زيارة الرئيس انتشرت فى شوارع نيويورك إعلانات تدعو للتنمية والاستثمار والسياحة فى مصر، وتؤكد على أن مصر دولة سلمية وتتخذ من السلام منهجًا لها.
كما حملت الإعلانات التى تكفل بها أحد رجال الأعمال المصريين اسم «The new Egypt» ومن داخل ميدان تايمز سكوير وتحديدًا على مبنى «ناسداك» وُضع إعلان فيديو متحرك به علم مصر والأهرامات، وبعض الجُمل التى تؤكد على مستقبل مصر الجديد.. نعم إنها مصر الجديدة التى تفرض نفسها على العالم بكل ثبات..
ويُلقى السيسى كلمة الدول العربية أمام قمة المُناخ.. الكلمة التى اتسمت بالهدوء والصخب، بالقوة واللين، بالحزم والجذب.. إنه الرجل الذى أخذ مصر بين أحضانه فأعاد لها رونقها وهيبتها من جديد..
وكعادة الإخوان.. ومثل كل طيور الظلام أو خفافيش الكهوف.. تتزامن العمليات الخسيسة مع وصول الرئيس إلى نيويورك.. فتنفجر قنبلة وزارة الخارجية وسط دموع أهل شهداء الشُرطة وهتافات المصريين المخلصين ضد الإخوان..
فكلما تناثرت الدماء، علت الهُتافات: «الشعب يريد إعدام الإخوان»..
إذن فهم لم يربحوا أى شىء، بل كلما ازدادوا شراسة وعدوانا، زاد الحنق ضدهم وزادت مساحة الكراهية لهم فى قلوب المصريين مكانة وقسوة..
لم تعد قنابلكم تُخيفنا.. لم تعد وجوهكم الصفراء تستعطفنا.. ولم تعد قلوبكم السوداء مصدر ظلام حالك لنا..
لقد أصبح قدر مصر أن يصبح لها فى الأزقة أبناء سفاح.. لقد أصبح قدر الدولة أنكم تحملون جنسيتها المصرية.. لقد أصبح قدر رجال الشرطة أن يحرروا أرض مصر بدمائهم راضين مطمئنين..
إننى أطالب الدولة بأن تتعامل بكل حزم وشدة وقسوة مع كل المتآمرين.. وأن تتعامل مع كل العناصر الإخوانية التى تتربص بجهاز الشرطة من داخله بالفصل.. وأن تتعامل مع غير المبالين بالردع مثل ذاك الحارس الذى سمح لسيدة منتقبة أن تعتلى منبر مسجد السلطان حسن قبل حادثة تفجير القنبلة بدقائق دون أن يتحقق أو يدقق..
أطالب الدولة بالتعامل مع الإرهاب مثلما تعامل معه عبد الناصر يوما بالإبادة، بالبتر من الجذور حتى لا ينمو من جديد.. لن يكون التعامل مع الإرهاب مُجديا سوى بفتح باب المعتقلات من جديد وإعدام المتورطين إذا ثبت تورطهم بلا تباطؤ..
وهنا أذكركم بكلمة المعزول: وما أدراك ما الستينيات!.. ليتها يا رجل تعود من جديد..