رأس المال وسيطرة "ساويرس" يُهددان "المصريين الأحرار" بالانهيار


هند خليفة

وجيه: ساويرس بعيد عن أسباب الاستقالات.. وانتخاب بديل لـ سعيد خلال 3 أشهر

دراج: تصلب رأي ساويرس ودخول رجال الوطني وراء استقالات قيادات الحزب

عادل: كنت عضوا بالحزب ولم ألحظ تدخل ساويرس أو انفراده بالقرارات

يمُر حزب المصريين الأحرار بأزمة داخلية وهي الأولى منذ تأسيسه في 4 يوليو عام 2011، حيث شهد موجة من الاستقالات منذ أيام بدأت بـ أحمد سعيد رئيس الحزب ثم تلاه عدد من الاستقالات لبعض أعضاء المكتب السياسي للحزب هم: راوي تويج السكرتير العام السابق، وعمرو سليمان عضو لجنة العلاقات الخارجية، وإبراهيم نجيب نائب رئيس الحزب، وآخرهم علاء عبد المنعم .

وتعددت أسباب تلك الاستقالات، ما بين شخصية وأخرى متعلقة بإدارة الحزب، وأكد أحمد سعيد، بدبلوماسية شديدة، أنه استقال نظراً لانشغاله في العمل وظروف شخصية خاصة به، بينما قام الأربعة أعضاء الآخرين بالكشف عن السبب الحقيقي وراء الاستقالة وكان أولها التضامن مع سعيد بالإضافة إلى استحواذ بعض الشخصيات الموجودة داخل الحزب على اتخاذ القرارات.

وكان علاء عبد المنعم عضو الحزب المستقيل صرح بعد استقالته موضحاً سببها، أنها تضمَّنت عددًا من الأسباب؛ أبرزها التضامن مع الدكتور أحمد سعيد، وباقي الأعضاء المستقيلين من المكتب السياسي، مضيفاً أنه اكتشف أن سطوة رأس المال أصبحت هي المسيطرة على الحزب.

وفور استقالة سعيد كلف مجلس أمناء الحزب، الدكتور أسامة الغزالي حرب بتسيير أعمال الحزب لحين إجراء الانتخاب لشغل المنصب الشاغر لرئيس الحزب.

واستكفى نجيب ساويرس، رجل الأعمال ومؤسس حزب المصريين الأحرار، بالتعليق على تلك الاستقالات بصفحته الشخصية على موقع التواصل تويتر ، قائلاً : لمن يُمني نفسه.. حزب المصريين اﻷحرار لن يتأثر بما حدث من استقاﻻت، لأننا بنينا حزبا له مصداقية شعبية ولا يعتمد على أفراد معينين .

وكشف مصدر خاص، لـ الفجر ، أن الفترة الأخيرة شهدت خلافات حول إدارة الحزب، و ساويرس أصبح دائماً ما يتدخل في كل ما يتعلق بالإعداد للانتخابات البرلمانية، ما أدى إلى إلغاء دور سعيد وعدم مشاركته في أي شيء، مشيرًا إلى أن هذا الأمر بدأ حينما جلس ساويرس مع بعض القيادات الحزبية والشخصيات السياسية في حضور سعيد لمناقشة التحالفات الانتخابية، ولكن مؤسس الحزب أثناء هذا اللقاء لغى دور رئيسه وكان هو الذي يتحدث معهم.

ونفى شهاب وجيه، المتحدث الرسمي باسم المصريين الأحرار ، ما ورد على لسان البعض بأن تكون الاستقالات المتكررة بالحزب بسبب سيطرة البعض وانفراد بعض القيادات بإصدار القرارات، موضحًا، خلال تصريح خاص لـ الفجر ، أن لائحة الحزب تعطي حق إدارة العملية الانتخابية للسكرتير العام، على أن يقوم بعرض النتائج للهيئة العليا ليكون من حقها قبول أو رفض تلك النتائج، ومؤكداً أنه يعمل في حدود اختصاصاته، ورافضاً ما تم تداوله بأن تكون استقالة أحمد سعيد رئيس الحزب السابق لهذا السبب.

وأكد وجيه أن الاستقالات المتتالية لعدد من قيادات وأعضاء الحزب لم تؤثر على التجهيزات المتعلقة الانتخابات البرلمانية، مشيرًا إلى أن هناك لجنة خاصة ومستقلة يديرها السكرتير العام للحزب للاستعدادات للانتخابات البرلمانية وهي بعيدة عن الاستقالات.

وكشف، أن الحزب سوف يجري انتخابات داخلية جديدة خلال ثلاثة أشهر على أقصى تقدير لاختيار رئيس جديد للحزب، مؤكدًا أنها سوف تكون انتخابات حُرة ومفتوحة على أن يتقدم لها أي شخص يرغب في ذلك، ونافيًا أن يكون الرئيس الجديد للحزب هو الدكتور أسامة الغزالي حرب لأنه أعلن عدم ترشحه بها.

وقال الدكتور أحمد دراج، القيادي بالجمعية الوطنية للتغيير، إن ما حدث بـ المصريين الأحرار جاء نتيجة تصلب رأي من جهة بعض المسئولين بداخله بالإضافة إلى أن مؤسس الحزب نجيب ساويرس يعتبر الحزب ملكاً خاص له، بالإضافة إلى سيطرة البعض على مقاليد الأمور، واصرارهم على ادخال عناصر من الحزب الوطني المنحل الذين يوجد حولهم علامات استفهام كثيرة في تاريخها السياسي، وهو من الطبيعي أن يؤدي إلى تفتت الحزب.

وأضاف دراج، في تصريح خاص لـ الفجر ، أن هذه الأمور جعلت عدد من الشخصيات التي لها تاريخ بـ المصريين الأحرار تتجه إلى الاستقالة بعد أن رأت أن الحزب لم يظل على استقامته واتخذ منحى الأحزاب المرتبطة بالحزب الوطني .

وقال القيادي بالجمعية الوطنية للتغيير، إن المصريين الأحرار جرى عليه ما جرى على بقية الأحزاب المصرية الأخرى، وأنه ليس الحزب الوحيد الذي حدث فيه ذلك، مُشيرًا إلى أن الحزب المصري الديمقراطي الاجتماعي أصابه نفس الإصابة منذ وقت قصير، والآن جاء الدور على المصريين الأحرار ، وكأن هناك فيروس يصيب الأحزاب السياسية .

ووجه دراج نصيحة إلى رجل الأعمال نجيب ساويرس، مؤسس حزب المصريين الأحرار، أن يكتفي بأن يكون رجل أعمال فقط، وعدم خلط العمل السياسي بالمال لأنه يسبب مشاكل كبيرة، مؤكداً أن سيطرة المال على السياسة يكون لها دور سيء شبيه بسيطرة الدين على السياسة.

وأكد، قائلًا: كي يستقيم حال مصر لابد أن يتم العزل بين سيطرة الدين على السياسة وبين المال والعمل السياسي، لأن المال والدين لهم تأثير سلبي على حيادية العمل السياسي وقدرته على التفاعل .

فيما نفى باسل عادل، نائب وزير الرياضة وعضو المصريين الأحرار السابق، أن تكون الاستقالات بسبب انفراد مؤسس الحزب بالقرارات، مؤكدًا أنه خلال فترة وجوده بالحزب لم يلحظ تدخل ساويرس أو انفراده بالقرارات، واتخاذ القرارات بشكل ديكتاتوري، مشيرًا إلى أنه كان دائمًا ما يرجع لرأي الأغلبية.

وأوضح عادل، خلال تصريح خاص لـ الفجر ، أن رأس المال أصبح يتدخل في كل شيء سواء كان الإعلام أو السياسة والأحزاب أو حتى الرياضة، ولكن من المهم كيفية إدارة دور المال داخل المؤسسة الموجود بها وحجم تدخلاته.

وأضاف أن تجربة المصريين الأحرار منذ تأسيسيه في 2011 حتى الآن تدل على أن المسئولين تعاملوا جيداً مع معادلة رأس المال والحزب، نافيًا أيضًا أن يكون هذا الأمر سبباً في الاستقالات، وإلا لم يستمروا فيه 3 سنوات سابقة، لافتًا إلى أن هناك أسباب أخرى غير مباشرة لهذا الخلاف.

وأكد عادل ، أن حزب المصريين الأحرار حزب قوي وبدأ كبيرا، وكانت له تجربة انتخابية كبيرة دخل من خلالها البرلمان في 2011، متمنياً أن يستمر بنفس القوة وأن يحافظ على وحدته لأنه يجمع شخصيات متميزة.