تعرّف الى أكثر أنواع الحساسية شيوعاً

الفجر الطبي



نصادف حالات غريبة ومفاجئة من الأورام والحكام والاحمرار وطفرة الجلد وضيق التنفس وسواها. إنها في الغالب عوارض حساسية. بعضها يظهر ويختفي في غضون دقائق، فيما يدوم بعضها الآخر فتصير الحساسية مزمنة. تتطلب الحساسية على اختلاف أنواعها وقاية مستمرة لأن لا دواء أو علاجاً دائماً يمكنه حماية المرض.

إن سرعة رد فعل الجسم هي العامل الأهم، لأن بعض الحالات تؤدي الى اختناق المريض في حال لم يتوفر له العلاج المناسب في وقت قصير جداً. تختلف عوارض الحساسية وخصائصها بين شخص وآخر. فثمة من لديهم عوارض حساسية مفرطة وحادة، نظراً الى العوامل الوراثية المساعدة وقوة المؤثر ومدى رد فعل الجسم عليه، اضافة الى مناعة ومقاومة الجسم له. تتصف الحساسية بأنها رد فعل عكسي يقوم به الجسم في حال احتكاكه أو تعرضه لمواد مسببة للحساسية (allergens). أي انها حالة من التغييرات الكيميائية التي تحدث نتيجة تعرض الجسم الى مؤثرات خارجية أو داخلية تؤدي الى طفح جلدي أو بثور أو عوارض أخرى. مسببات الحساسية قد تكون موجودة في الهواء والطعام والأدوية والملابس وبالتالي فإن اشخاصاً محددين تسبب لهم هذه المواد الحساسية، لأن نظامهم المناعي يتأثر بها. هذا وتظهر عوارض الحساسية في الجهاز التنفسي، العيون، الجلد، الأورام أو في كافة أنحاء الجسم.

تتوزع الحساسية على أنواع. فثمة حساسية الجهاز التنفسي، وحساسية اللمس أو الاتصال بالاشياء، وحساسية الجهاز الهضمي والحساسية المزدوجة. تحديد المادة المسببة أو المؤثرة ومعرفتها في بعض الحالات يضنيان الطبيب والمريض معاً، بالرغم من الفحوصات المخبرية أو اختبارات الحساسية المختلفة. وهنا أبرز أنواع المؤثرات التي تسبب أمراض الحساسية:

1- المواد الغذائية: مثل الحليب، البيض، الفول، أصناف معينة من الاسماك والمحار (كراب، قريدس...)، الصويا، القمح واللوز (أو الجوز أو الكاجو). وبحسب معايير إدارة الغذاء والدواء في الولايات المتحدة (FDA) على الشركاء أن تضع على أغلفة منتجاتها ما إذا كانت تتضمن أي نوع من هذه المواد نظراً الى تحسّس الكثيرين منها.

ينطبق ذلك ايضاً على المواد الغذائية المعلبة، بسبب المواد نفسها أو المواد الداخلة في عملية التعليب أو نوع العلب المستخدم. وينطبق الحال ايضاً على المواد الغذائية والمشروبات التي دخل اليها التلويم الصناعي.

ثمة حساسية لدى البعض على مادة الغلوتين البروتينية وهي موجودة بكثافة في حبة القمح. إن غياب الأنزيم المتخصص بتفكيك هذه المادة يسبب الحساسية عند البعض. عوارض الحساسية على الغلوتين تظهر عادة في سن مبكرة. ولكن البعض لا يدرك اصابته بها.

2- غبار الهواء: وفيه المواد المتطايرة من الازهار في فصل الربيع (pollens) أو طلع النبات. وكذلك الوبر والريش في بعض أنواع الفواكه، كاللوز، ووبر الحيوانات وريش الطيور، وبعض الحشائش والشجيرات والازهار، وبعض أنواع الطحالب والفطريات.

3- حشرة العث: إن حشرات العث (les acariens) هي من أبرز المسببات للحساسية وعادة ما يعاني المريض والطبيب قبل اكتشاف ان هذه الحشرة هي سبب الحساسية الحادة لدى المريض. تتواجد هذه الحشرة في البيوت القديمة وكذلك في المفروشات القديمة أو في الملابس غير المعرضة للهواء والشمس بشكل دوري.

4- الملابس والمفروشات: مثل الصوف، الحرير، النايلون والريش. وكذلك بعض المعادن: مثل الذهب، الكروم، الحديد والنحاس. إن ظهور قروح أو إكزيما في الأيدي هو الدليل على عدم ملاءمة نوع القماش أو المعدن للجسم.

5- العقاقير الطبية: وهي كثيرة ومتنوعة سواء الموضعية منها أو التي تصل الى الجسم مثل مركبات البنسلين. إن حساسية بعض الأجسام على أدوية معينة يكون سببه عدم تعرف الجسم على أحد مكونات الدواء.

6- مشتقات البترول: مثل الديزل والبنزين والكاز، والمطهرات والمنظفات، مثل أنواع الصابون المختلفة، وبعض مواد البناء مثل الأسمنت والدهانات المختلفة، بسبب المواد الكيميائية القوية التي تكونها.