خبير استراتيجي: "أوباما" يعيش أصعب لحظات حياته السياسية

أخبار مصر


قال اللواء محمد الغباشى الخبير العسكرى والاستراتيجى، وعضو الهيئة العليا لحزب حماة الوطن، معقبا على اللقاء المرتقب بين الرئيس عبد الفتاح السيسى، واوباما بعد قليل ، إن قوة موقف الدولة المصرية ارغمت الجميع بما فيهم الولايات المتحدة على الانصياع إلى إرادة الشعب المصري.

واضاف الغباشى فى تصريحات خاصة للفجر ، اوباما يعيش أصعب لحظات حياته السياسية، حيث يعانى ضغوطا شديدا من قبل الجمهوريين الذين يشكلون الأغلبية فى الكونجرس وذلك على خلفية عجز الادارة الأمريكية على تقديم تصور واضح ومحدد إزاء المنطقة العربية، والأحداث الجسيمة والعميقة التى أعادت تشكيل الخريطة فى المنطقة وعلى رأسها الثورة المصرية فى 30 يونية والمتغيرات التى طرأت على النظام الدولي وعلى رأسها استعادة روسيا لمكانتها الإقليمية وارتباطها بمجموعة من المحاور الاقليمية والدولية على المستويين الاقتصادي والسياسي ، مشيرا إلى أن صعود النجم الروسى من جديد بعد فترة كبوته عقب انهيار الاتحاد السوفيتى يأتى بالتزامن مع صعود اقطاب اقتصادية وسياسية أخرى على رأسها الصين جنحت بالواقع الدولى إلى النمط التعددي ، مؤكدا على أن كل تلك المتغيرات تأتى فى غير الصالح الأمريكى التى يتآكل رصيدها وتتقلص مساحاتها فى السيطرة على المجتمع الدولي .

واكد الغباشى على أن الرئيس مدرك جيد لطبيعة الواقع الدولى وسيسطيع استثمار حالة الضعف الأمريكى وارتباك قرار الادارة الأمريكية فى اقتناص مزيد من مساحات لحرية الحركة لصالح الدولة المصرية ، مشيرا إلى أن تنامى العلاقات المصرية الروسية عسكريا سياسيا واقتصاديا وتداعياتها على اعادة تدوير العلاقات العربية كان من ابرز تجلياته تمويل السعودية والإمارات صفقات السلاح الروسى الذى تعاقدت عليها مصر أزعج الإدارة الأمريكية والتى تنظر بعين القلق للتوجهات الجديدة لمصر الجديدة .

وعن أهم القضايا التى ستتم مناقشتها بين الرئيسين اكد الغباشى على أن دعم الولايات المتحدة للجماعات الإرهابية ستكون على رأس هذه القضايا و سيبذل الرئيس المصرى ضغوطا من أجل وقف هذا الدعم ، هذا بخلاف الضغوط التى سيبذلها من اجل الحصول على الاستحقاقات المصرية من الطائرات التى تراوغ الادارة الأمريكية فى تسليمهم لمصر .

وحول القضايا العربية وعلى رأسها سوريا والعراق فاكد الغباشى أن اوباما سيبذل ضغوطا و جهودا من أجل اقناع الرئيس المصرى بالانخراط فى التحالف الدولى الذى تقوده الولايات المتحدة فى اطار حربها الكاذبة على الإرهاب ، مشيرا إلى أن الرئيس السيسى مدرك جيدا للنوايا الخبيثة للولايات المتحدة وأهدافها الحقيقية فى توجيه ضربات عسكرية موجعة ضد الجيش السورى ولكن عن طريق الاكذوبة التى تروجها – داعش – لتقسيم سوريا على غرار العراق عقب فشلها الذريع فى استصدار قرار من مجلس الأمن فى هذا الشأن بسبب الفيتو الروسى والصينى علاوة على رغبتها فى استدراج الجيش المصرى لمواجهات عسكرية خارج الحدود ، موضحا أن السيسى اعلن بوضوح موقف الدولة المصرية خلال كلمته أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة بتبنى الحل السياسى للأزمتين السورية والعراقية ووحدة أراضيهما وسلامتهما الاقليمية ولن تحيد مصر عن هذا القرار .

وتابع الغباشى يتميز الرئيس المصرى بسمات الشخصية العملية قليلة الكلام وكثيرة التفكير ولن يسمح لاوباما بممارسة ضغوط لا طائل منها وسيجبر اوباما على التحرك وفق المساحة التى تريدها مصر وهى المتعلقة بقضايا العلاقات الاقتصادية والتنمية بخلاف المتعلقة بالإرهاب ، مشيرا إلى أن السيسى يدرك جيدا الموقف الحرج الذى يعانى منه اوباما من قبل الجمهوريين الذين يمارسون ضغوطا على اوباما من أجل تغيير سياساته لعدم خسارة مصر ادراكا منهم لأهميتها فى محيطها الاقليمى ودورها الفريد الذى لا يستطيع غيرها ممارسته وبالتالى فالمساحات التى يتحرك فيها اوباما ليست رحبة .

واختتم الغباشى حديثه قائلا : إن الواقع الدولي ومتغيراته التى خصمت كثيرا من الرصيد الأمريكي اضافة إلى قوة الموقف المصرى فى مقابل عجز الادارة الأمريكية على ايجاد تصور وخطة محددة للمنطقة العربية إزاء كل هذه المتغيرات عمل على إضعاف أوراق الضغط التى يتصور اوباما أنه يستطيع ممارستها على مصر .