اليكس فيشمان: اسقاط طائرة سورية قبل 3 سنوات كان سيهز الشرق الأوسط"
لم يمر حدث إسقاط الطائرة الحربية التابعة لسلاح الطيران السوري، يوم أمس، دون اهتمام إعلامي إسرائيلي. ورغم أنه اعتبر ضمن عمليات الأمن الجاري ، إلا أنه، بحسب الإعلام الإسرائيلي، تزامن مع حوادث أخرى في اليوم نفسه، ما يشير إلى تعزز المكانة الإستراتيجية لإسرائيل .
وتحت عنوان قوة مضاعفة ثلاث مرات ، كتب أليكس فيشمان، أنه جرى إسقاط طائرة سورية فوق الجولان، وأعلن الناطق العسكري أن مناطق إطلاق النار في الجولان مفتوحة أمام الزوار، لافتا إلى أن مثل هذا الحدث لو وقع قبل ثلاث أو أربع سنوات لهز الشرق الأوسط، وأدخل الجيش في حالة تأهب، ودفع بالسكان في منطقة الشمال إلى الملاجئ، بينما تنظر إسرائيل اليوم، عشية رأس السنة العبرية، إلى هذا الحدث من باب أنه مجرد حدث ضمن عمليات الأمن الجاري على طول الحدود، وانتهى بنجاح.
وتابع أن شعار سلاح الطيران السوري على هيكل الطائرة لم يعد يمثل دولة تصدر تهديدا ملموسا على إسرائيل. ويضيف أنه إذا بحث أحد عن حدث يعبر عن التغيير الدرامي في المكانة الإستراتيجة لإسرائيل مقابل الجبهة السورية فسوف يجده في التقاء صاروخ الباتريوت وطائرة السوخوي يوم أمس.
وكتب أن سلاح الطيران الإسرائيلي قد استعد لمثل هذا السيناريو منذ سنتين، ويتضمن اعتراض أية طائرة عسكرية سورية يمكن أن تشكل تهديدا ، وذلك بموجب معايير صادق عليها المستوييان السياسي والعسكري. مضيفا أنه هكذا تتصرف دولة قوية ذات ثقة بالنفس، فالوضع الإستراتيجي لإسرائيل، وليس فقط مقابل الجبهة السورية، لم يكن أفضل مما هو عليه الآن .
ويستدرك فيشمان بالقول إن هناك في إسرائيل هيئات انتهازية تعمل على طمس الحدود بين تهديد محتمل وبين تهديد حقيقي، ويكتشفون عنصرا لحزب الله في كل دغلة، وداعشيا خلف كل شجرة، وحماسيا في كل حفرة ، مضيفا أنهم ينسجون رواية تدفع الناس إلى الدخول في الخنادق بدلا من رفع الرأس ورؤية الفرصة السياسية في الأفق .
وبحسبه، فقد شاء القدر أن تقع ثلاثة حوادث في يوم واحد، عشية ما يسمى بـ رأس السنة العبرية، من عوالم مضامين مختلفة في نشاط الأجهزة الأمنية، وكل حادثة تروي رواية مختلفة عن القوة والقدرة . ويشير الكاتب إلى أنه في اليوم الذي أسقطت فيه الطائرة السورية، وصلت إلى حيفا الغواصة الرابعة الأكثر تطورا من نوعها في العالم، بحيث أصبحت إسرائيل أهم قوة تحت البحر في الشرق الأوسط، وبالتالي لا يمكن لأية جهة في العالم تفكر بالمس بإسرائيل ألا تفكر بهذه القوة.
أما الحديث الثالث، بحسب الكاتب، فهو وصول قوات الاحتلال، بعد 104 أيام من البحث إلى مروان القواسمي وعمار أبو عيشة في الخليل، مشيرا إلى أن الشاباك تمكن من تحديد هويتهما كمنفذين لعملية خطف وقتل المستوطنين الثلاثة في حزيران (يونيو) الماضي.
وأنهى فيشمان مقالته بالقول إن هذه الأحداث ليس لدولة ضعيفة، فإسرائيل دولة قوية، وهذه فرصة للمبادرة للانضماما إلى ما أسماه العالم السني المعتدل ، الممثل بمصر والأردن والسعودية ودول الخليج، مشيرا إلى وجود عدو مشترك ومصالح مشتركة مقابل التهديد الإسلامي المتطرف النامي في سورية والعراق . ويضيف أنه من أجل الدخول إلى هذا النادي هناك ثمن يجب أن يدفع في الساحة الفلسطينية على شاكلة مبادرة سياسية .