مصدر عسكري خليجي يكشف حقيقة تحرك قوات "درع الجزيرة" لمواجهة داعش

عربي ودولي


شاركت خمس دول عربية، هي المملكة العربية السعودية وقطر والبحرين والإمارات والأردن، في الغارات الجوية التي استهدفت تنظيم داعش في سوريا، ضمن التحالف الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة للقضاء على الإرهاب والذي يضم قرابة 40 دولة.

وصرح مصدر مسؤول بأن القوات الجوية الملكية السعودية شاركت في عمليات عسكرية في سوريا ضد تنظيم داعش، ولدعم المعارضة السورية المعتدلة «ضمن تحالف دولي للقضاء على الإرهاب الذي يعتبر داء مميتا، ولدعم الشعب السوري الشقيق لاستعادة الأمن والوحدة والتطور لهذا البلد المنكوب».

أمام ذلك، كشف مصدر عسكري خليجي لـ«الشرق الأوسط»، أن الغارات الخليجية التي شهدت مشاركة عدد من قوات سلاح الجو الخليجي إلى جانب قوات التحالف بقيادة أميركا، كانت مدروسة وبتنسيق مع غرف عمليات عسكرية مشتركة، مشيرا إلى أن قوات درع الجزيرة الخليجية لن تتحرك إلى شمال السعودية مواكبة مع ردود فعل محتملة من تنظيم «داعش».

وأفاد المصدر – الذي رفض الكشف عن هويته – أن القوات السعودية المتركزة في عرعر ورفحاء (شمال البلاد) لديها القدرة الكافية على التصدي إلى أي اعتداء، وأضاف قائلا «السعودية لم تطلب أي دعم ومؤازرة إقليمية أو دولية لمواجهة أي خطر يهدد أراضيها».

كما أكدت الإمارات مشاركتها في الضربات الجوية، وقال بيان لوزارة الخارجية، أمس، إن «القوات الجوية لدولة الإمارات العربية المتحدة شنت أولى ضرباتها ضد أهداف (داعش) مساء أمس (الاثنين)»، مشيرا إلى أن «العملية جرت بالتنسيق مع القوات المشاركة في الجهود الدولية ضد (داعش)».

وفي وقت سابق، قال بيان رسمي نشرته وكالة الأنباء الرسمية البحرينية، إن «تشكيلات من سلاح الجو الملكي البحريني وبالاشتراك مع القوات الجوية الشقيقة بدول مجلس التعاون لدول الخليج العربية والقوات الحليفة والصديقة قد قامت في الساعات الأولى من يوم الثلاثاء بضرب وتدمير عدد من المواقع والأهداف المنتخبة للجماعات والتنظيمات الإرهابية ضمن الجهد الدولي المتعلق بحماية الأمن الإقليمي والسلام الدولي».

من جهته، أعلن الأردن مشاركة تشكيلات من طائرات سلاح الجو في قصف وتدمير أهداف منتخبة لتنظيم داعش داخل سوريا، وأنه سيستمر في تنفيذ تلك العمليات ردا على محاولات «الإرهاب» التسلل إلى المملكة. وقال محمد المومني، وزير الدولة لشؤون الإعلام الناطق الرسمي باسم الحكومة الأردنية، لـ«الشرق الأوسط»، إن «الأردن وعددا من الدول العربية الشقيقة جزء من العملية التي تستهدف مواقع تنظيم داعش وضرورة الضغط على هذا التنظيم حفاظا على أمن واستقرار الأردن». وأضاف أن العمليات الجوية ستستمر لقصف مواقع «داعش» داخل الحدود السورية، مؤكدا أن الأردن جزء من التحالف ضد «داعش».

وقال المومني «إن الهجوم من قبل التنظيمات الإرهابية على حدودنا كان مستمرا ومنذ فترة، وكانت هناك ضرورة مُلحة لكي نستبق الإرهاب ونقضي عليه في معاقله». وأكد أن «هدف الضربات الجوية القضاء على الإرهاب في عقر داره بعد استمراره بمحاولة خرق حدود المملكة وعدم قدرة الدول المجاورة على وقف محاولات هذه التنظيمات لخرق الحدود»، في إشارة إلى محاولات تسلل إلى المملكة تقع بين الحين والآخر عبر الحدود السورية والعراقية. وأعاد المومني التأكيد على أن «الأردن لن يألو جهدا في سبيل مطاردة الإرهاب والقضاء عليه تحصينا لأمنه واستقراره».

وردا على سؤال بشأن إبلاغ السلطات السورية بتلك الهجمات، قال المومني لـ«الشرق الأوسط» إن «الأردن جزء من تحالف دولي، وإن قيادة التحالف لها اتصالات مباشرة وغير مباشرة مع الدولة السورية». وأشار إلى أن مهام الأردن غير محصورة بالضربات الجوية، وأن أي عمليات مستقبلية سيعلن عنها في حينها.

وأعلنت القوات المسلحة الأردنية أن تشكيلات من طائرات سلاحها الجوي قامت، في الساعات الأولى من فجر أمس «بتدمير عدد من الأهداف لبعض الجماعات الإرهابية في عدد من المواقع على الحدود الشمالية والشرقية التي تتخذها كمركز انطلاق لعملياتها تجاه الأراضي الأردنية». وأفاد مصدر مسؤول في القيادة العامة للقوات المسلحة الأردنية «في الساعات الأولى من فجر اليوم (أمس الثلاثاء) قامت تشكيلات من طائرات سلاح الجو الملكي الأردني بتدمير عدد من الأهداف المنتخبة والتي تعود لبعض الجماعات الإرهابية التي دأبت على إرسال بعض عناصرها الإرهابية لتنفيذ أعمال تخريبية داخل المملكة الأردنية الهاشمية، وعادت جميع الطائرات إلى قواعدها سالمة».

وأضاف أنه «على الرغم من التحذيرات المتكررة والإجراءات الحاسمة التي اتخذتها القوات المسلحة على الحدود الشمالية والشرقية في مواجهة عمليات التسلل وإطلاق النار تجاه المواقع العسكرية، والتزام القوات المسلحة بمبدأ حماية الحدود، على أمل أن يقوم الطرف الآخر بضبط حدوده والسيطرة عليها، فإنه وللأسف ازدادت محاولات خرق الحدود وبشكل كبير خلال الشهرين الماضيين، مما اضطر القوات المسلحة إلى توجيه ضربة جوية لعدد من المواقع التي تتخذها بعض الجماعات الإرهابية مركز انطلاق لعملياتها تجاه الأراضي الأردنية».

وشدد المصدر على أن «القوات الأردنية لن تتردد، إذا تكررت مثل هذه المحاولات، في توجيه رسالة حاسمة لتلك الجماعات في أوكارها بأن أمن الحدود وسلامة المواطنين الأردنيين لن يكونا محل مساومة وتهاون».