أحمد فايق يكتب : لماذا يجب أن يرفع الجيش ميزانية تسليحه إلى 5 مليارات دولار؟!
تركيا 18 مليار دولار وإسرائيل 15 وإيران 14
هل تصلح ميزانية الجيش المصرى كى يصبح الأقوى فى الشرق الاوسط، ويحتفظ بمرتبته المتقدمة ضمن أقوى الجيوش فى العالم؟
السؤال إجابته صعبة ، فالجيش المصرى طبقا لتصنيف «جلوبال فاير باور» هو الثالث عشر على مستوى العالم، وميزانية تسليحه 4 مليارات و300 مليون دولار، بالطبع يبدو الرقم ضخماً، لكنه لا يساوى شيئا امام ميزانيات تسليح جيوش القوى الرئيسية فى الشرق الاوسط، بل تعتبر مصر الافقر بينهم، فميزانية تسليح الجيش التركى 18 مليار دولار والجيش الاسرائيلى 15 مليار دولار والجيش الايرانى 14 مليار دولار، وتمتلك السعودية اكبر ميزانية تسليح فى الشرق الاوسط وهى 56 مليار دولار، وتسعى كل جيوش العالم إلى زيادة ميزانية تسليحها، والآن اسرائيل تطالب بزيادة ميزانية تسليحها إلى 20 مليار دولار، ومعظم جيوش اوروبا قامت بزيادة ميزانيتها.
لقد بدأت الحكاية بخبر مسرب عبر وكالة الاناضول التركية يؤكد أن هناك مصدرا فى وزارة المالية المصرية أكد أن ميزانية وزارة الدفاع ستزيد فى العام القادم إلى 30 مليار جنيه، بزيادة قدرها 3 مليارات و400 مليون جنيه، وبدأت ميليشيات الإخوان والحاقدون على مصر فى الهجوم بالاضافة إلى مجموعة من معدومى المفهومية «هذا غير إخوانا اللى بيحبوا الهيصة»، من باب كيف تطالب المصريين بالتقشف وتزيد ميزانية الجيش،إن تركيا التى سربت هذا الخبر ميزانية جيشها تساوى اربعة أضعاف ميزانية الجيش المصرى، ومن مصلحتها أن يتأخر تصنيف الجيش المصرى عالميا.
هل تعلم أن تصنيف الجيش بالفعل تأخر مرتبة واحدة، وتقدمت علينا إيطاليا بعدما كنا نتفوق عليها؟
هل تعلم أن السبب فى هذا هو ضعف اعتمادات التسليح والتطوير، والمليارات التى خرجت من ميزانية الجيش لإنقاذ الاقتصاد المصرى؟
رغم أن تصنيف موقع «جلوبال فاير باور « الاستخباراتى الامريكى يضع الجيش المصرى الثالث فى الترتيب بعد تركيا واسرائيل فى الشرق الاوسط، إلا أن هذا التصنيف يخضع فى بعض حساباته إلى السياسة، والجميع يعلم أن هناك تقارباً كبيراً فى القوى العسكرية بين جيوش مصر وتركيا وايران وإسرائيل، وهناك منافسة قوية بينهم فيمن يصبح الاقوى، ومنطق القوة هو الذى يحمى الوطن من الانقسام، فلولا الجيش المصرى لتحولنا إلى دولة ضعيفة تأكل بعضها البعض.
المقارنة بين الجيش المصرى والاسرائيلى على سبيل المثال تؤكد أن الاسرائيليين يتفوقون فى الطيران، لكن مصر متفوقة فى القطع البحرية والمدمرات والدبابات والقوات الارضية والمدرعات والدفاع الجوى، لهذا سعت إسرائيل بكل قوتها لعمل توازن قوى مع مصر فى القوات البحرية واشترت 4 غواصات دولفين الالمانية، وهى احدث واقوى غواصات فى العالم، وفى المقابل التقطت مصر هذا التطور ووقعت صفقة مع المانيا لشراء 4 غواصات دولفين أيضا حتى تظل القاهرة متفوقة على تل أبيب فى البحرية من خلال جمعها بين الغواصات الالمانية والروسية بالاضافة إلى المدمرات ولنشات الصواريخ.
هل تعلم أن المانيا عطلت صفقة الدولفين مع مصر بدعوى تعاطفهم مع الرئيس الشرعى المنتخب محمد مرسى....!
هذه رسائل مهمة بين السطور يجب أن نقرأها، اسرائيل والغرب يستغلون الآن ورقة الاخوان فى حرمان مصر من قوتها، ورغم ذلك يعلم الألمان جيدا أنهم سيعطوننا الغواصات رغما عنهم لقوة مصر ولأهميتها فى المنطقة.
لقد سافر رئيس الجمهورية إلى روسيا لتنويع مصادر السلاح وسبقه بالزيارة وفد عسكرى رفيع المستوى، كان الهدف الاساسى أن تنجح مصر فى عقد صفقة سلاح جديدة وقوية مع روسيا، ونجحنا بالفعل فى التعاقد على احدث منظومة دفاع جوى فى العالم وأكثرها قوة والقادرة على اسقاط احدث الطائرات الأمريكية، ونجحنا فى الحصول على دبابات للتأكيد على التفوق البرى لمصر على اسرائيل بالاضافة إلى اسلحة جنود عادية، هل يأتى كل هذا مجانا، أم تتحمله ميزانية التسليح فى الجيش المصري؟.
إن زيادة التسليح والتنويع ليس الغرض منه إعلان الحرب إنما وجود قوة ردع مصرية، والتأكيد أن هناك كياناً قوياً يحمى دولة مصر، ولو ضعف الجيش فى اى لحظة يمكن أن نتحول إلى ملعب لمقاتلى داعش أو تتحول سيناء إلى مستوطنة إسرائيلية.
هل سألت نفسك لماذا يقف العالم كثيرا أمام كلمة مصر أو أى حدث مهم يزلزلها؟
بالتأكيد ليس من أجل عيون التاريخ أو الاغانى الوطنية التى تربينا عليها، بل هناك ماهو أهم من هذا وهو لغة المصالح، مصر لديها أهم ممر مائى فى العالم يربط بين الشرق والغرب، مصر تساوى ربع سكان الوطن العربى، مصر لديها قوات بحرية تسيطر على شرق البحر الابيض المتوسط وعلى البحر الاحمر، مصر لديها الجيش رقم 13 على العالم، وهذا يعنى قوة جبارة ومارد ينفجر فى وجه أى أحد، هذا الجيش هو الرادع الرئيسى لأطماع اسرائيل فى الوطن، والرادع الرئيسى لاطماع ايران فى الامارات أو السعودية او دول الخليج.
هل تعلم أن خريطة الشرق الاوسط الجديد، التى نشرتها النيويورك تايمز قسمت معظم دول المنطقة إلى دويلات باستثناء مصر، لأنهم يعلمون أن بها ماردا قويا ينفجر فى وجه أعداء الوطن؟
هل تعلم أن الخريطة وضعت تصورا لمستقبل السعودية بأن يتم تقسيمها إلى 6 دويلات فى الشمال والجنوب والشرق والغرب؟
لذلك تدفع السعودية الآن 56 مليار دولار سنويا لجيشها، لكن هل تعلم أن مصر أوقفت هذا المخطط على الاقل بالنسبة للسعودية، ولولا إعلان الجيش بشكل واضح وصريح بأن السعودية خط احمر لأكلتها نيران الفتنة.
إن ميزانية الجيش المصرى لا تساوى قوته بين دول العالم بل أضعف بكثير، وقدرته على الصمود بهذه الميزانية الضعيفة تدرس، ولولا اقتصاد الجيش الذين يتحدثون عنه لتراجعنا فى التصنيفات أكثر وأكثر، هل تعلم أن دول تركيا والامارات وايران والجزائر واسرائيل والسعودية ميزانياتهم العسكرية أضعاف مصر..!
هل لك أن تشعر بالفخر أن الجيش المصرى وفقا للتصنيفات الامريكية يتفوق على جيوش دول كبيرة فى اوروبا والعالم مثل البرازيل وباكستان وكندا وبولندا واكرانيا وايران وفيتنام واسبانيا وهولندا والمكسيك وبلجيكا وكوريا والنرويج وماليزيا والدنمارك وكرواتيا ورومانيا والبرتغال والارجنتين وجورجيا.
هل يزعجك هذا وتريد أن تعترض على رفع ميزانية تسليح الجيش، وتنضم إلى إخوانك فى تركيا ممن يعتبرون أنقرة وطنهم والقاهرة عدوهم؟
إن الجيش يحتاج إلى رفع ميزانيته على الاقل مرتين لو اردنا أن نحتفظ بأنفسنا وسط الشرق الاوسط رادعين أى عدو يقترب منا.
اقرأ الآن بالتفصيل أقوى 10 جيوش فى الشرق الاوسط، لتستطيع أن تحكم بنفسك وبالأرقام، كيف نستطيع أن نحافظ على مرتبة متقدمة بين جيوش العالم بميزانية ضعيفة تساوى ميزانيات جيوش تأتى فى المرتبة الـ40 فى العالم، وكيف سنستطيع الصمود وسط خريطة متغيرة للشرق الاوسط، وموازين قوى تختلف، وعقارب وثعابين تتربص بنا كى تقتلنا، اقرأ هذه المعلومات الدقيقة الموجودة بالفعل والمتاحة للجميع قبل أن تزحف على الكيبورد وأنت جالس فى التكييف باحثا عن «ستيتوس» يحقق لك أعلى لايك وشير من نوعية «يطالبونا بالتقشف ويرفعون ميزانية الجيش « «اللى يعوزه البيت يحرم على الجامع»، عليك أن تكون فخورا برفع ميزانية التسليح للجيش لو حدث ذلك حتى لو حصلت على أقل نسبة من اللايك والشير.